بكل وضوح | الحلقة 162 | أوهام الإِسلام الخمسة

المدة: 58:30

مُشاهدينا الكِرام أرحِّب بكم في حلقة جديدة من حلقات بكلّ وضوح.
يُسعدني بعد غيابٍ طويل أن أستضيف مباشرًا صديقي العزيز الكاتب والباحث؛ الأستاذ/ حامد عبد الصمد، بعد غياب دام لسنوات،
لكن عَاد لنا من سالمًا غانمًا كاتِبًا لكتابٍ جديد اسمه: “المخفي عن العوام من تاريخ الإِسلام”، أهلًا بيك.
أهلًا بيك رشيد.
وطبعًا بنرحّب بيك، وأعتقد المُشاهدين حيكونوا فرحانين بعودتك بعد هذه المدة.
كانت فترة كورونا كانت حَجَبتنا يعني عن العمل مع بعضينا، بسبب يعني تعثُّر السفر، وتعثر العمل مع فرق، ومع مجموعات كبيرة من الناس.
مُشاهدينا في هذه الحلقة سنتحدّث عن موضوعٍ مهم؛
“أوهام الإِسلام الخمسة”،
ما هي؟ وما هي تجلّياتها؟
وكيف تؤثّر علينا وعلى عالَمنا الذي نُسميه بالعالم الإِسلامي، أو العالم النَاطق باللغة العربية.
الكاتب/ حامد عبد الصمد في كتابه الأخير ذكر هذه الأوهام بالتفصيل،
لكن طبعًا في هذه الحلقة سنتوسّع وسُنركّز الضوء على بعض من التفاصيل التي ذَكَر البعض منها،
وربما لم يذكر البعض بكامله وشموليته.
أولًا حدّثنا عن الكتاب،
ما هو هذا الكتاب المخفي عن العوام؟
أنا من فترة طويلة وأنا بفكّر إن أكتب كتاب عن تاريخ الإِسلام من طأطأ لسلام عليكم، يعني من أول…..
شامل.
from A to Z،
تاريخ الإِسلام منذ مُحمد حتى الآن، أحكي قصة هذا الدين،
كيف نشأ؟ كيف توسّع وانتشر في العالم بسرعة غريبة؟
ما أسباب هذا الانتشار السريع؟
نعم
أسباب ازدهار ما يسمى بالحضارة الإِسلامية؟
وهل كانت فعلًا إِسلامية أم أنّ عوامل أخرى أدّت إلى هذا الازدهار؟
فأنا في الكتاب أُحلل، فأعتبرها case study، لصعود وسقوط الحضارة الإِسلامية العربية الفارسية سمّيها كما تشاء يعني.
نعم
وبعدين أتحدّث عن تاريخ الإِسلام؛ من خلال تاريخ المُدن؛
تاريخ مكة تاريخ المدينة،
وكيف غيّرت هذه المدن مِن ثقافة الإِسلام؟ وكيف أثّر الإِسلام فيها؟
وبعدين أتكلم عن الشعوب الأخرى التي ليست عربية، مثل الفُرس، والأتراك، والمغول، وهكذا.
ثم أتقدّم إلى العصر الحديث لأحكي فيه قصة السقوط والانحدار،
ما كانت هذه الأسباب؟
فمَن يقرأ الكتاب سيجد تاريخ شامل، يعني الذي لا يستطيع يعني يقرأ أربعين ألف مُجلّد في التفاسير وفي التاريخ وفي كذا،
يستطيع في 250 صفحه، وبلُغة بسيطة أن يقرأ تاريخ الإِسلام كُلّه؛ ليفهم الذي نحن فيه الآن.
ما هو مصدره؟
النسخة السائدة من الإِسلام الآن، كيف وصلت إلينا؟
ما هي العوامل التي أدت إلى صعود هذه النسخة بالتحديد وسقوط نسخ أخرى؟
نحن فقدنا نسخ كثيرة من الإِسلام عبر التاريخ.
نعم
فهذه النسخة بالتحديد أريد أن أفهم تاريخها وأصلها، وأحاول من خلال هذا الكتاب أن أفهم المشاكل التي يقع فيها العالم الإِسلامي الآن،
ما هي جزورها التاريخية.
كيف نحصل على نسخة من هذا الكُتاب؟
الكِتاب متاح في الوقت الحالي على amazon kindle “المخفي عن العوام من تاريخ الإِسلام”.
بالعربي؟
باللغة العربية،
وهو مكتوب بِلغة سهلة جدًا، يعني
يستطيع الإنسان أن يقرأها في جلسة واحدة أو جلستين.
نعم
وسيصدر كنسخة ورقية في خلال الأسبوعين القادمين الحقيقة، عن دار ميرت في القاهرة،
وسيكون متواجد في معرض القاهرة للكِتاب، وفي معرض الدار البيضاء للكِتاب.
إذًا خلينا ندخل الآن في أوهام الإِسلام الخمسة،
أي هي هذه الأوهام؟ هي على وزن أركان الإِسلام الخمسة، بُنيّ الإِسلام على خمس،
ما هي هذه الأوهام؟
فإذا كان الإِسلام بُنيّ على خمس، فبُنيت الثقافة الإِسلامية على خمسة أوهام تحول بيننا وبين العالم.
نعم
تقِف حاجزًا بين المُسلم والآخر،
بين المُسلم والعِلم، بين المُسلم والتاريخ، بين المُسلم ومُحيطه، بين المُسلم والمُسلم، بين المُسلم السُّني والمسلم الشيعي.
نعم
أول وهم من أوهام الإِسلام: هو وهم (التفوق والريادة).
فكرة «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» [سورة آل عمران: الآية ١١٠]،
يعني ولّدت في الذهنية الإِسلامية شيء من العنصرية أحيانًا، شيء من التفوق.
وفكرة سيادة العالم حتى في تفسير آية: «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» [سورة آل عمران: الآية ١١٠]. يقول المفسرون خير الناس للناس يقودوهم بسَلاسِل من أعنَاقِهم.
يعني أنه يتحكم في رقاب البشرية، أن يكون سيدًا لهذه البشرية.
فالوهم الأول: هو وهم التفوق والريادة.
الوهم الثاني: هو وهم المعصومية من الخطأ؛
الإِسلام كامل لا يوجد فيه خطأ واحد.
القُرآن كامل لا يوجد خطأ واحد.
النبي مُحمّد كامل لا يوجد فيه خطأ واحد.
التاريخ الإِسلامي كامل لا يوجد خطأ واحد.
اللغة العربية مُقدَّسة لا غُبار عليها،
ولا تنحني مع الزمن بل ينحني الزمن تحت أقدامها، ويُقبل رجليها.
كلّ شيء في الإِسلام حتى فُقهاء المُسلمين صاروا معصومين كابن تيمية، والبُخاري وهكذا.
البخاري ومسلم وغيرهم.
إذًا معنى التفوق والريادة، معنى المَعْصُومية،
ووهم الشمولية.
أنّ الإِسلام جاء أو القُرآن جاء تبيانا لكل شيء «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ» [سورة فصلت: الآية ٣].
فيه العلوم وفيه الجغرافيا فيه التاريخ وفيه كل شيء.
كل شيء
فنحن لا نستطيع أن نتعلم خارجه،
“أعزنا الله بالإِسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله”.
أذلنا الله
“ما فرطنا في الكِتاب من شيء”.
في الكتاب من شيء.
كلّ شيء موجود في هذا الكِتاب.
نعم
الوهم الرابع: هو “وهم صَالح لكل زمان ومكان”،
الاعتقاد بأنّ الإِسلام كما نشأ في مكة وتتطور في المدينة، وطوّر أحكامه وشرائعه،
هو بآياته، وأحكامه، وفقهه، ونظرته للعالم، ونظرته للآخر، هو صالح لكل الأزمنة.
عابِر للزمان، وعابِر للمكان.
عابِر للزمان وعابِر للمكان، وهذه نظره في منتهى الخطورة؛
لأنّها تجعل يعني القُرآن وكأنه مُتمّم للتاريخ
وليس جزء من التاريخ استقى مواده وأفكاره من الثقافات التي سبقته، والديانات التي سبقته، وتأثر فيما بعد بثقافات أخرى، وأثّر في ثقافات أخرى.
لا الإِسلام هو تتويج وتتميم للتاريخ،
وليس مجرد حلقة من حلقات التاريخ.
الوهم الأخير، الوهم الخامس: هو وهم البارانويا:
وهم الهوس بالآخر، التَّوَجُّس، الوسواس القهري؛ أن تكون مُصابًا بالهَوس تجاه الآخر أنهم يخططون لتدميرنا، أنهم يريدون تدمير من الله، أنهم يريدون أن…
نظرية المؤامرة
نظرية المؤامرة، وأن هما كُلّ العالم يجتمع صباحًا، يقوم من النوم يغسل وجهه ويقعد يعمل Zoom meting،
ماذا سنفعل للمُسلمين؟
ماذا سنفعل اليوم، نأخذ من كلّ رجلٍ قبيلة.
من كلّ قبيلةٍ رجل،
إذًا هذه أوهام خمسة صعبة يعني في الحقيقة، الواحد لما يفكّر وأنت تتحدث، وهم التفوق، وهم صالح لكل زمان ومكان، وهم الشمولية، وهم المَعْصومية، وهم البارانويا.
خلينا ندخل فيهم الآن واحد واحد،
يعني ما هو سهل التعميم والكلام بعموميات،
خلينا نُدقق، نعمل زووم الآن يعني على الوهم الأول، “وهم التفوّق.”
وهم التفوق فيها أي لو إحنا لو إحنا أمنا…. إحنا خير أُمة أُخرجت للناس،
إحنا عندنا خير كِتاب، وخير نبيّ، وخير لغة، وخير حضارة، وخير كُلّ شيء،
فيها أي؟
يعني في الغالب كل إنسان ينتمي لحضارة، بيكون شايف إن حضارته متميّزة،
هذا شيء طبيعي،
الياباني يظن اليابان أحسن دولة بالعالم، والروسي يظن أن روسيا أحسن دولة بالعالم،
الأمريكي يفتخر بأمريكا ويعتبرها أحسن دولة بالعالم the great is country on earth.
أنا مش شايف مُشكلة في هذا التفوّق المَرِن، إنّ أنا أقول أنا أفضل من آخرين بالمرونة،
المشكلة تبدأ حين أُعلي من شأني وأُحقِّر من شأن الآخرين،
وهذا مرض إِسلامي خطير.
أنك لا تستطيع أن تُعلي من شأن المُسلم دون أن تُقلّل من شأن المَسيحي، أو اليهودي، أو البهائي، أو البوذي، أو الهندوسي،
دون أن تسخر منه ومن ثقافتهم ومن ديانتهم، دون أن تعتبرهم تابعين لك.
لكن لو أنت قولت أنا في نفسي الإِسلام أحسن دين،
وأنت المَسيحية في نفسك أحسن دين، ونتعايش مع بعض لن أجد مُشكلة.
ولكن وهم التفوّق هذا له تبِعات، وله تجلّيات،
يعني أُنظر اذهب إلى أي حي مَسيحي في مصر، في القاهرة مثلًا،
شوف المَسيحيين ساكنين فين، وشوف ميكروفونات المساجد مُسلَّطة على بيوت مين،
حتلاقيها مُسلَّطة على بيوت المَسيحيين.
ليه؟ لأنه عايز يبعث رسالة أنا متفوق، أنا أفضل منك.
نحن الأعلون.
تُرجمت… تُرجم التفوق هذا في قانون أهل الذمة… قوانين أهل الذمة،
إنه يدفعوا الجزية، وقالك لك يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون،
يعني لازم، حتى قال لك الخلفاء كانوا يعملوا أبواب منخفضه، حتى ينحني
«حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ» [سورة التوبة: الآية ٢٩].
عشان ينحني
الذمي قبل أن يدخل ويدفع الجزية، وأن يجعله ينتظر بالساعات وهو جاي يدفع مبلغ ضرائب يعني يجعله ينتظر بالساعات، وهو جاي يدفع مبلغ ضرائب يعني.
يجعله ينتظر ليذله، أنّه ممنوع أن بنائه يكون أعلى من بناء المُسلم،
أنّه إذا قابل المُسلم في الطريق وكان راكبًا عليه أن يترجَل ويمشي على قدميه.
فرضوا عليهم حتى يعني حلقات شعر مُعينه،
أنه ممنوع عليهم يفرقوا الشعر من المنتصف.
صحيح
ممنوع عليهم يلبسوا أشياء مُعينة، عليهم أن يلبسوا الزنانير، أن يضعوا علامة حتى يعرفهم الإنسان،
فإذًا هو مش مجرد اعتزاز بهويته كمُسلم.
ده هو احتقار يقترن بهذا الاعتزاز احتقار للآخر وتسفيه،
وحتى ابن رشد نفسه يعني..
يعني أدان هذه الفقر… هذا المرض من زمن بعيد، قال ابتلينا بقوم يظنّون أن الله لم يهدِ أحدا سواهم.
وحتى في… تجد في ادعاءات
يعني إحنا أنضف -أنضف هما يعني-
بعض الناس حتى على السوشيال ميديا بيقول لي، وبيقولوها حتى للمَسحيين الأخرين مش بس اللي ترك الإِسلام زيي.
بيقول لي رجلي أنضف من وشك، أنا بغسلها خمس مرات،
بيعتقد إنّه هو أنضف إنسان في العالم،
هو اللي دخَّل النظافة، هو اللي في الشرف إحنا أشرف أمة.
إحنا معندناش الفساد الموجود في الغرب،
إحنا معندناش الزِنا والفحشاء، والشذوذ، اللي بيقولوا عليه واللي مش عارف أي،
بيسموا كل حاجه ويعملوها في غيرهم،
وإحنا شعوبنا وكأنها ملائكة تمشي على الأرض.
وفي هذه… هذا التصوّر إنكار ونُكران شديد جدًا للواقع،
فأنت لو مشيت في أي شارع في مدينة إِسلامية -مُعظم المدن الإِسلامية-،
لن تجدها أنضف المدن، بل هتلاقي الشارع… الزبالة مرمية على أطراف الطريق.
لن تجد الأطفال الصغار في الريف هم أنضف الأطفال،
أنضف أطفال الريف الألماني أو الريف الأمريكي،
لن تجد منظومة الأخلاق التي يحلمون بها، هذا في خيالهم فقط يعني.
نحن أكثر بلاد العالم تحرشًا بالنساء،
إحنا أكثر بلاد العالم فسادًا في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية،
نحن أكثر بلاد العالم هضمًا لحقوق الأقليات، ولحقوق المرأة أليست هذه أخلاق؟
هو الأخلاق عنده على أنّه اختزلها في مسألة الجنس، واللبس.
فمنظومة الثقافة الإِسلامية العربية انكمشت ولم يبقَ منها إلا الجنس والحِجاب،
فهو يعني اختزل الشرف والكرامة والأخلاق في هذه الشكليات.
ولكن لو ذهبت إلى داخل المُجتمع، وبحثت في قضايا زِنا المَحارِم،
في قضايا اغتصاب الأطفال، في قضايا الاغتصاب الزوجي،
في قضايا الضرب والتعنيف ضد المرأة،
في قضايا الضرب والتعنيف ضد الأطفال.
كلّ مجال حتى في العمل مثلًا أخلاقيات العمل،
إحنا شعوب يعني تمتهن الكَسَل،
حتى أثناء العمل بتتحجج بتتلكك يعني إنه متشتغلش يعني.
بنحاول نضيع يعني مش حتكلم مثلًا في المغرب في المصالح الحكومية
الناس بتضيع وقت تحت ذريعة صلاة، تحت ذريعة صوم، تحت ذريعة أي شيء.
إحنا شعوب اللي بتصل متأخرة وعندها عادي في المواعيد،
يعني بينما لو تعاملت مع أي واحد غربي، الساعة 8 لازم تكون الساعة 8 شرط
يعني مفيهاش 8 وشوية يعني.
لكن وهم التفوّق في الأخلاقيات، يعني كبرنا عليه وأنت عارف هذا الأمر.
هُناك مقياس، هناك مقياس تستطيع أن تقيس بيه أخلاقيات الأمم وتفوقها:
أول شيء كيف يُربّي هذا المُجتمع أطفاله؟
إذا كان يُربّيهم على الخوف، أم على المسؤولية والاحترام.
إذًا كيف يعامل هذا المجتمع أقلياته؟
هل يُعامل الأقليات بالتساوي ويسمح لها بالتعددية الدينية والثقافية،
ولا يحتقرها يعني ولا يُهمشها.
كيف يتعامل هذا المجتمع، مع المرأة؟
هل يُعطيها حقوقها؟
هل هي متساوية مع الرجل؟
كيف يتعامل هذا المُجتمع مع العمل،
هل هناك ثقافة عمل متأصِّلة في هذا المجتمع؟ أم ثقافة فهلوة؟
أم ثقافة أهبش وأجري؟ أو أنتش واجري،
أو ثقافة يعني اللي تكسبه ألعبه؟
يعني الفهلوة بنسميها عندنا في مصر.
ففي معايير كثيرة نحن سقطنا فيها،
المعايير الحقيقية للأخلاق، أخلاقيات التعايُش مع الآخر أخلاقيات العمل،
أخلاقيات الإنتاج، أخلاقيات الأمن والأمان.
أن يكون المرأة ماشية في الشارع وهي آمنة على نفسها،
إحنا في مُعظم البلاد الإِسلامية المرأة بتكون ماشية تتنفس الصَعْداء،
خايفة إنها صوتها يطلع، خايفة إنها تبتسم ابتسامة خطأ.
يفهمها يفهمها ألف واحد خطأ.
خاطئًا، وتُعاقَب عليها.
نعم.
طب ننتقل للوهم الثاني وهم الشمولية،
خلينا نأخذ الشمولية،
اللي هي أنه دينا فيه كلّ شيء عندنا الطب النبوي، عندنا العلوم عندنا الإعجاز العلمي، عندنا كل شيء.
أي خطورة هذا الوهم، وأي تجلياته؟
يعني التجليات نبدأ بها الأول،
أنظر علاقتنا بالعلم النهاردة،
ما هي العقاقير الطبية التي جاءت من البلاد العربية؟
أنا أتحدّث عن العصر الحالي، محدش يقول لي أيام ابن النفيس وابن سينا.
النهاردة لماذا يحتاجنا العالَم في مجال الطب؟
لا نُقدِّم أي شيء في مجال الطب.
مُستهلِكون.
نحن مُستهلِكون للأدوية الغربية،
ماذا نُقدم في مجال الإلكترونيات؟ كلّ واحد فينا عنده دلوقتي سمارت فون، ولا أيفون، ولا لابتوب، ولا تليفزيون، ولا مُكيف،
ماذا فعلنا لنطوّر هذه المُنتجَات؟
لا لم نفعل أي شيء.
كلّ هذا بسبب وهم التفوق والشمولية
إنّ إحنا عندنا الدين بتاعنا شامل وفيه كلّ شيء،
ونحن لا نحتاج الغرب، والله يُسخِّر لنا الغرب، كي يُقدم لنا هذه الأشياء.
وإن اللي صنع التكييف، واللي صنع البنسلين، واللي صنع دواء كورونا، واللي صنع كل هذا سيذهبون إلى نار جهنم،
ولكن المُسلم اللي قاعد فارد رجليه في المسجد وبيصلي
هو ده اللي هيخش الجنة، وهو اللي حيكون عنده الخلاص.
فهي نظرة طفولية للعالم؛
لأنه لا توجد… لا يوجد عِلم شامل، لا يوجد كِتاب فيه كل شيء،
المعرفة الإنسانية هي معروفة تراكمية بطبيعة الحال.
نعم صحيح، صحيح.
تعلَّم المصريون القدماء، والعراقيون من الطبيعة وعملوا حضارة،
تعلَّم اليونانيون من المصريين ومن العراقيين،
تعلم العرب من اليونانيين.
تعلم الأوروبيون من العرب اللي هو أو الفُرس بالمعنى الأصحّ؛
لأنّ الثقافة هذه كانت ثقافة فارسية بالمقام الأول قبل أن تكون عربية،
ونقلوا العلوم.
والآن يتعلم العالم كله من الغرب،
ويبني على ما توصّل إليه الغرب من آخر التقنيات. ولكن…
لكن ممكن واحد يعترض ويقول لك كلّ اللي وصله الغرب الآن بفضلنا،
فالطب أخدوه من عندنا وبفضل الترجمة اللي حصلت وبفضل كلّ شيء،
ففي الأخير فعلًا نحن لدينا كلّ شيء،
إحنا اللي وصلنا لهم الطب.
أحنا اللي وصلنا لهم يعني اللي بيسموه علم الجَبْر مثلًا في الرياضيات،
علم العَدسات والتصوير -علم التصوير-،
إحنا اللي وصلنا الجغرافيا،
الرحلات حتى نتكلّم عن ابن بطوطة، وعن غيره.
إنه عرفوا العالم الشريف الإدريسي وخريطة العالم، وكل ده،
ما هو أخدوه مننا في الأخير.
شوف أنا وأنت وإحنا جايين النهاردة عبرنا على جِسْر،
عشان نصل إلى هذا المكان.
نعم.
صحيح؟
هل نستطيع أن نقول هذا الجِسْر كان له الفضل في برنامج بكل وضوح؟
وبالحلقات التي نعملها بكل المعرفة التي نُقدمها في هذا البرنامج بكل الأفكار؟
الجِسْر دوره محدود هو نقل الإنسان من نقطة ألف إلى النقطة باء،
وينتهي دور الجِسْر، الجِسْر لا يصنع حضارة،
العرب كانوا جِسرًا لمرور المعرفة -اللي هي يونانية بالأصل-، إلى أوروبا.
وأوروبا استفادت من المعرفة اليونانية، والرياضيات، والفلسفة، والطب، أكثر مما استفاد العرب.
والعرب في غضون قرن واحد بعدما قدموا هذا الجِسْر بدأوا يتشاجروا على يعني الاستنجاء والإِسلام الصحيح، وهل الإِسلام أزلي أم مخلوق؟
ونسوا كل هذه العلوم وجاء ابن تيمية، وكفَّر العُلماء، وجاء قبله الغزالي، وكفَّر الفلاسفة، وانتهى هذا العصر -ما يسمى بالعصر الذهبي-.
هذا وهم من الأوهام،
من ضمن أوهام التفوّق،
أنت لم تخلق هذه العلوم،
ولكن طَوّرت ما قدمه لك اليونانيون،
ثم جاء الغرب وطوره أكثر منك، وأنت نسيته، وأنت الآن في نسيان الأمم.
فنحن من أحد الأمراض التي تُصاب بها الأمة الإِسلامية،
هو مرض الاستنجاد بالماضي.
نحن كنا خير أمة.
نحن كنّا نسود العالم كنا كنا يا عمي مش هنشتري به ساندوتش فلافل، هذه الفكرة النهاردة،
لن تُفيدك في شيء، هذا جزء من وهم التفوق.
إن إحنا في يوم من الأيام كانت لنا الريادة.
كان
كان فعل ماض انتهى،
لكن الآن أين أنت الآن؟
أنت في ذيل الأمم؛ ثقافيًا، وحضاريًا، وماديًا، وعسكريًا، وفي كل المجالات؛
لأنك لم تطور من نفسك ولم تتعاون مع الآخر ولم تتخلَ عن أوهامك الخمسة التي تقِف حاجزًا بينك وبين الآخر،
تقِف حاجزًا بينك وبين العِلم، وبين التعاون مع الآخر.
وفهم البشرية أنك جزء من البشرية، ولم تأتي لتسود البشرية وتتحكم في رقاب البشرية.
مع العلم إنه إحنا اللي عندنا البيت الشعري الذي يقول: ليس الفتى من يقول كان أبي …
ولكن الفتى من يقول ها أنا ذا، لكن ده كلام يعني،
مالوش أي أثر على أرض الواقع.
في بيت شعري تاني يوريلك مأساة العرب، يقول لك: نشرب إن وردنا الماء طِيبًا … ويشرب غيرنا كَدرًا وطينًا.
إحنا أفضل.
إحنا نشرب الماء الحلو، وبعدين إيه؟
نوسخ البئر عشان غيرنا يشرب كَدرًا وطينا،
إنه مافيش غيرنا على… له الحق في الحياة.
فهذا موقف خطير جدًا من الأخر.
طب الوهم الثالث؛ وهم صالح لكل زمان ومكان،
هو إي معناه بالضبط؟ يعني لما الفُقهاء والعُلماء الإِسلام بيقولوا إنّه الإِسلام صالح لكلّ زمان ومكان.
عايزين يقولوا إي؟
هو الإِسلام جاء بادعاء خطير وكبير، أكبر من المنطق وأكبر من أن يُبرهن عليه،
جاء بادعاء أنه آخر رسالة للبشريّة أتت من الله مباشرةً لتتم نور الله،
إنه لن يتكلّم الله بعد ذلك؛
لأنه حيكون فيها الكلمة الشَافية الصافية، التي لا رَيْب فيها، التي جاءت تبيانا لكل شيء.
الحل النهائي.
الحل النهائي لكلّ مشاكل البشرية، والجواب على كل الأسئلة الوجوديّة،
ولكن الحقيقة أن الإِسلام لم يأتي بحل نهائي ولا شافي ولا أي شيء.
ولم يأتِ رحمة العالمين،
والإِسلام تسبّب في مقتل مُسلمين أكتر ما تسبّب في مقتل غير مُسلمين.
في تركيبته الغامضة والمتناقضة تسبب في حروب أهلية كثيرة جدًا،
بين المُسلمين وبين بعضهم، وبين المُسلمين وبين الشعوب الأخرى،
لم تنتهِ هذه الحروب حتى اليوم،
وتعيش البلاد الإِسلامية حتى الآن مأساة عمرها 1400 سنة؛
لأنّ هذا الوهم ظل قائمًا.
وبعدين لا يستطيع أن يُبرهن على موضوع صالح لكل زمان ومكان.
ازاي؟
ما هو ما هو يقول لك الإِسلام جاء لِيُحافظ على النفس، والدين، والمال، والعِرض، فيبقى….
عِرض مين؟ ونفس مين؟
ماذا عن السبايا، ماذا عن سبايا أوطاس، وسبايا الأمازيغ، وصبايا القوط،
هل حافظ على أعراضهم؟ أم جعلهم تجارة جنسيّة؟
هل حافظ على حرية العبيد الذين كان يعني يستعبدهم ويبيعهم كلّ أرجاء المعمورة؟
هل حافظ على حياة الإنسان البشر الشعوب التي….
ما دول أعداء الإِسلام؟
ازاي أحافظ على عِرضهم، ومالهم، وأنفسهم؟
ماذا عن الشيعة والقرامطة والخوارج؟
ماذا عن الدولة الصفوية التي كانت تحارب الدولة التركية،
والدولة الثمانية التي كانت تحارب الدولة الكذا؟
والدولة العباسية التي كانت تُقاتل الفاطميين،
والفاطميين الذين كانوا، والأمويين الذين … السنة الذين كانوا يقاتلون الشيعة العباسيين السنة؟
مجازر ومقاتل لم تنتهِ، مذابح لم تنتهي حتى اليوم بسبب فكرة أنّه هذا صالح لكل زمان وإن في نسخة من السلام.
بس ده تشويه المُسلمين للإِسلام ده مش الإِسلام.
الإِسلام ولد مشوهًا،
أسف يعني كلمة صعبة على بعض النفوس،
الإِسلام ولد وفي في داخله بذرة الحروب الأهلية،
بسبب كل هذه الأوهام التي ذكرتها.
أنه جاء بادعاءات كبيرة، ولكنه لم يأتِ ببرنامج للتعايش بين الأمم.
أنه جاء مُحمد في حجة الوداع، وقال: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإِسلام دينا”.
لكنه لم يكمل الإِسلام.
بل لم يُجب على أهم أسئلة كان يعني يطرحها المُسلمون بعد موته.
من يحكم المُسلمين وكيف يحكم المُسلمين؟ وهل الإِسلام أزلي أم مخلوق؟
وهل الله له رجل ويد وقدم أم لا؟
كل هذه الأسئلة فجرَّت حروب أهلية لاختلاف على تفسير آية من آيات القُرآن،
إيه الكتاب الشمولي اللي فيه كل شيء، اللي جاء تبيانا لكل شيء؟
اللي فُصلت آياته ويتقاتل على تفسيره المُسلمين بمجرد وفاة مُحمد على طول،
يعني في شيء غريب في الموضوع.
طب صالح لكل زمان ومكان، أليس لو طبّقنا الحدود اليوم يقول كثير من علماء الإِسلام إنه لو أُتيحت لنا الفرصة وسابونا وطبقنا الإِسلام ماكنش فيه سرقة مثلًا.
لو واحد شاف واحد قُطعت عمره ما يفكر يسرق أبدا،
لو واحد شاف واحد زنا جُلد أو رُجم مكنش حد فكر في الزِنا،
لو حد شاف إنه حدّ الحِراب في الشارع مكنش حدّ قطع الطريق.
فإذًا يمكن يكون صالح لكل زمان.
طب ما بيطبقوهوش ليه؟
ما معظم الدول الإِسلام ما بتطبقش الحدود دي ليه؟
عشان ضعيفة الآن ومفيش ومش متمكنة، وفرض عليها الآخر رؤيته،
يمكن لو تمكّنت وكان عندها الآليات تعود للشريعة.
عندك كام نموذج؟
أنت عندك أفغانستان تُطبّق الشريعة الإِسلامية بكل حدودها،
عندك داعش لما أقامت دولتها في الموصل كانت تُطبّق الشريعة الإِسلامية.
وعندك بوكو حرام تُطبق الشريعة جزئيًا،
إيران تُطبق الشريعة،
ماذا أنتجت لنا هذه الأمم؟ هل أنتجت لنا مجتمعات مثالية؟
بالعكس دا دول الخليج التي اخترعت فكرة الحدود، وفكرة تطبيق الشريعة هي تنسلخ من الشريعة الآن؛
لأنها تعرف أن مصلحتها الاقتصادية لا تتماشى مع حياة القرون الوسطى، ومع بتر الأعضاء،
يعني حتى الإمارات والسعودية، الإمارات ابتدت تحدّد لشراء الخمور، والمُساكنة بين رجل متزوج ويعني بين…. غير متزوجين.
والسعودية ابتدت تسمح بالشواطئ، وتقول إنّ الحِجاب سُنة وليس فرض
وهكذا
يعني الإِسلام وشريعته ينكمشان، أين الدول الإِسلامية الآن التي لا تستخدم البنوك الربوية.
أين الدول الإِسلامية التي تستخدم عدسة التصوير،
مش كانوا بيقولوا التصوير حرام، وليست من الشريعة في شيء.
كله بيتصوّر حتى السلفيين يعملوا فيديوهات على تيك توك.
أين العبودية؟
ألم تكن العبودية ركنًا أو جزءًا من الممارسة الإِسلامية،
إنّه «مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ» [سورة الأحزاب: الآية ٥٠]. وملك اليمين،
هل يستطيعوا الآن أن يعملوا سوق نخاسة، ويبيعوا فيه العبيد!
فانكمشت لم يعد من الشريعة إلا الحِجاب والجنس،
والحديث حولهما،
فهذا شهادة إفلاس للإِسلام في الحقيقة؛
أنّه لم يعد منه إلا مُجرد شيء رمزي، وشكلي يقول لك إن هو ده اللي ثقافتنا وخصوصيتنا الثقافية.
خصوصيتك الثقافية يعني انحسرت ولم يعد لها أي دور إلا في الجنس، وفي حِجاب المرأة وفي مسألة المثلية الجنسية وغير ذلك.
166. لكن قد يعترض واحد يقولك يا أستاذ حامد، هل يُلام الإِسلام على ترك المُسلمين له؟
يعني أنت جاي لي بنظريّة، وبتقولي ده مشروع ربنا النهائي، يبقى مشروع ربنا النهائي فشل،
لو ده مشروعه النهائي يبقى مشروع فاشل.
لأنه لم يحقق العدل، خلَّف لنا أنهارًا من الدماء،
وصراع عمره 1400 سنة داخل على 1500 سنة دلوقتي لم يتوقف،
لا بين المسلمين وبين أنفسهم.
متى كان الإِسلام حكمًا عدلًا بين المُسلمين وأنفسهم؟
بالعكس ده تسبّب في حروب أهلية وحمّامات من الدماء،
متى ساعد الإِسلام المُسلمين على التعايش مع الآخر؟
حتقول لي في فترة في بغداد، وفترة في الأندلس دي قصة طويلة،
وأسطورة كبيرة مش الحقيقة التاريخية اللي إحنا نعرفها.
طب نيجي للوهم الرابع (وهم المعصوميّة).
نعم
طب لو ماعتقدناش إنّه القُرآن معصوم، والنبيّ معصوم، والحديث معصوم،
يبقي نُشك في كل شيء.
ما هو المفروض إحنا نشك في كل شيء،
ده العقل البشري مجبور على هذا الشيء،
إن أنت لمّا تأتيني بادعاء كبير تقول لي النبيّ كان معصوم،
أجي أقول لك كان معصوم في أي بالضبط؟
كان معصوم حين تزوج زينب بنت جحش،
كان معصوم حين تزوّج بنت عمرها ست سنوات،
كان معصوم حين أَباد قبيلة كاملة من بني قريظة، واتهمهم بالخِيانة، ولم يأخذ… تأخذه به رحمة، قَتل الرجال والصبية، واستعبد النساء والأطفال.
هل كان معصومًا فيما حدث مع بني جُذيمة؟ القبيلة التي أعلنت إِسلامها، ومع ذلك خالد بن الوليد قتلها، ولم يَقتص مُحمد من خالد بن الوليد.
بهذا السبب لو حكمنا على مُحمد أخلاقيًا بمعايير عصره حنلاقي إنه فرّق بين المرء وولده… وأبيه، فرّق بين الزوج وزوجته.
بسبب دعوته هذه، إنه انتهك حرمة الشهر الحرام اللي كانت مُقدّسة عند العرب، إنهم لا يقتتلون في الشهر الحرام
فأخلاقيًا فيه مشاكل كبيرة لها علاقة بمعصومية مُحمد.
ما هو ممكن واحد يقول لك هو معصوم في أمور الدين،
لكن في أمور الدنيا هو غير معصوم؛ مثلًا في في قصة تقدير النخل إنه أخطأ،
يعني مكنش رأيه صَائب.
في قصة الحرب، وقال له هل هذه… هل هذا من الله أما هي المشورة والحرب،
قال له: لا هي المشورة، قال: له لو كان كده يبقى ننقل جنب المية أفضل يعني.
فأخطأ في حتى في مسألة الحرب، إنه ممكن يُخطئ في بعض الأشياء،
حتى هو قال: في حديث “إنما أنا بشر أغضب” يعني ممكن أسبّ حتى أشتم.
وأخطأ حين حمل السلاح، وجعله واجبًا مُقدسًا على كل مؤمن.
فهذا أمر من الله.
لا.
“أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ”
يعني ما إحنا ممكن نشكك في نظرية إن هو من الله أصلًا، يعني ده ما وده يأخذنا للنقطة التانية يعني،
لماذا يأمر الله البشر أن يحملوا سيوفًا ويقتلوا بشرًا آخرين هو الذي خلقهم،
وهو الذي يقول هو الذي يعني يهدي من يشاء ويُضل من يشاء.
وإنه «وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ» [سورة الإنسان: الآية ٣٠]، يعني كلٌ بإرادته،
يعني إذا أراد أن يهدي فهو يهدي، وإذا أراد أن يُضلّ فهو يُضل،
فإذا كان الأمر هكذا بمنتهى السهولة، فلماذا يأمر بشر أن يرفعوا السلاح؟
لا هذا شغل عصابات، هذا شغل عصابات.
الإِسلام نشأ في بيئة يعني جافة، هي بيئة حرب؛ وبيئة حرب على الموارد المائية، وحرب على الأكل، وحرب على كل شوية عُشب صغيرة في الصحراء، وحرب على النساء.
هذا كانت طبيعة العرب قبل الإِسلام؛ أنهم كانوا شوية منهم بدو مُسالمين رُعاة لا نلومهم في شيء،
وهناك بدو وظيفتهم كانت النهب والسلب والقتل.
جاء الإِسلام واستغل هذه الثقافة بتاعة النهب والسحب، وأضفى عليها طابعًا دينيًا ومقدسًا،
وجعل السَبْي باسم الله، والقتل باسم الله، والتوسّع ونَهْب الشعوب باسم الله.
هذا يجعل من مُحمّد شخص غير معصوم،
بل مُدان تاريخيًا أنه كان من الشخصيات التي ساهمت في شلالات دم في تاريخ البشرية،
يمكن يكون له جوانب إيجابيّة كثيرة في حياته.
بس هتلر كمان كان له جوانب إيجابية في حياته،
ولكن التاريخ يذكره كشخص تسبّب في حروب ودمار شعوب كثيرة.
نأتي لموضوع معصوميّة القُرآن،
القُرآن نفسه، إحنا لو حللناه حتلاقي في أخطاء، حتلاقي فيه لا. لا منطق. حتلاقي فيه متناقضات كثيرة جدًا.
ما هذا فهمك الخاطئ؛ لأنك مُرتد، ولأنك غير مؤمن،
لو كنت مؤمن ما هو القُرآن بيتحدى «وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا» [سورة النساء: الآية ٨٢].
ما وجدنا فيه اختلافًا كثيرًا، وإحنا عملنا برنامج آية وتعليق، وطلعنا الاختلافات اللي فيه وأنا عملت في صُندوق الإِسلام،
على فكرة برنامج صُندوق الإِسلام رجع كمان للي عايز يتابعه يعني.
عملت أكثر من عشر حلقات عن تناقضات القُرآن،
القُرآن مليء بالتناقضات،
وملئ بالإشكاليات، وواضح إن هو تجميعة من الشرق والغرب،
وجُزء منه يتكلّم عن مُحمد، وجُزء عنه فترة قبل مُحمد.
فلا يوجد كتاب معصوم،
هذه خدعة يخدع بها البشر أنفسهم،
خاصة أن هذا الكتاب لا يحكي فقط عن روحانيات،
وعن كيف تتقرّب من الله،
ولكنه يُعطيك تعليمات في الميراث.
النهاردة رؤية الإِسلام القُرآن بالميراث رؤية مغلوطة،
كلام القُرآن عن ضرب المرأة، كلام مغلوط،
علم النفس ضد القُرآن في التعامل مع الزوجة،
العلوم الطبيعية والفلك ضد القُرآن في نظرة القُرآن للشمس التي تَسجد عند عَرْش الرحمن، والتي تغرب في عين حَمِئة.
كلّ هذه أخطاء علمية ومنطقية موجودة في القُرآن،
لا تجعله معصومًا على الإطلاق،
هو التقديس الأعمى الزائد عن الحد، الادعاء الكبير أنه كتاب من الله مباشرةً،
وهو كتاب حتى لم يكتبه بشر واحد؛
ولكن ساهم بشر كثيرون في تجميعه وَتَلْصيمه.
كيف ترى رد المُسلمين على هذه الأمور التي يُسمّونها شُبهات؟
هذا هروب من المسؤولية، وهروب من المنطق،
هم يحفظون بعض الردود المكرّرة؛ يكررونها حين نتكلم عندها،
أنت لم تفهم الآية اذهب إلى تفسير القُرطبي، اذهب إلى تفسير الطبري.
يا عم أنت بتقول لي «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ» [سورة فصلت: الآية ٣]. ثم بُينت
فيه «تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ» [سورة النحل: الآية ٨٩]، المفروض أن خطاب رحمة للعالمين يخاطب البشرية كلها،
المفروض العالمين كلهم يقروا القُرآن يفهموه!
هل يفهم العرب حتى القُرآن؟
هل يفهم من يقرأ القُرآن هذا القُرآن؟ تقولي أنت مش فاهم،
طب أعمل لك إيه بقى! إحنا روحنا درسنا دراسات عليا، ودرسنا دراسات إِسلامية ودرسنا تفسير وما فهمناهوش.
يبقى العامي يعمل إيه؟
الشخص العامي عادي جدا يعمل إيه؟ ما هو هذا السبب؟
اللي خلّى الغزالي يكتب كُتيب اسمها “إلجام العوام عن علم الكلام”،
لأنّ الأسئلة التي كان يطرحها المُسلمون خاصة من تثقف منهم.
واطلع على ثقافة الفارسية واليونانية، والبيزنطية، ابتدأوا يطرحوا أسئلة عن منطقية القُرآن، وعن منطقية نبوءة مُحمّد، وهكذا
فالغزالي خاف عن الإِسلام أذلي أو مخلوق.
فكانوا بيقولوا اللي بيقولو القُرآن أزلي معناه إنّ القُرآن يشارك الله في الأزلية.
صحيح.
فجاء الغزالي وقال “إلجام العوام عن علم الكلام.”
فأنت كتبت الكتاب “المخفي عن العوام من تاريخ الإِسلام”،
فأنت عايز توري العوام، أنت عايز تبوظهم بقى أنت عايز تطلعهم من الدين.
آن الأوان، لا أطلعهم أبوظهم ولا أطلعهم من الدين، أنا عايزهم يفكروا؛
ويكون عندهم اختيار حقيقي مش مجرد إنه يرث حاجة.
وأي سؤال يرد عليه يقول لك هذا من الشُبهات، وهذا حاقد على الإِسلام وهذا مش عارف صهيوني ماسوني، مش عارف أي يدعمه الغرب.
يا عمي اسمع النقد، وتعامل معاه أنا بكلمك بمنطق
لي بجيب الديباجة المُجهزة، علبة مغلفة كده كل ما تيجي تتكلم يقول لك
هذا مردود عليه،
ده كلامك! أنت اللي بتكرّر كلام الآخرين.
أنا جاي بجيلك بأفكار فريش أهي، وبقول لك واجه نفسك بيها أنت بتيجي بنفس الردود القديمة اللي عمرها 1400 سنة.
بس يا أستاذ حامد لو مأمنش المُسلم بأن القُرآن معصوم يبقى خلاص ما فيش دين.
إن شاء الله ما أمن… أنا ما مالي، مش قضيتي.
طب ما أنت بتقول المعصومية وهم، المعصومية وهم؟
هذه حقيقة، هذه حقيقة والحقيقة قاسية، والحقيقة تجرح، الحقيقة يعني تواجه الإنسان مع نفسه،
هذا لا، هذا الكتاب غير معصوم، هذا الكتاب كتاب صناعة بشرية.
هذا الكتاب لو قرأه الإنسان بتجرد بدون العاطفية والوجدان، وصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، هيكتشف إنه كتاب متناقض وهيكتشف أن كتاب لا فائدة منه أبدا أبدا للبشرية اليوم،
يمكن يأخذ منه كام آية للصلاة هو حر.
ولكن هذا الكتاب لن يفيدنا في تعليم جيد، لا يفيدنا لصحة جيّدة، لا يُفيدنا للتعايش أفضل بين الناس بل
بالعكس، كان هذا الكتاب عائقًا، من عوائق التعايش وعوائق التقدم وعوائق العلم.
نيجي للوهم الخامس وهم البارانويا،
فسّره… فسّر الوهم شوية لينا عشان نفهمه كويس.
هو منذ بدء الدعوة المُحمدية، وهناك عند مُحمد بارانويا من الآخر وتوجس منه،
وهذه من خِصال الشخص النَرْجِسي.
الشخص النَرْجِسي بطبيعته يرسم دائرة، ويقول لك كُلّ من دخل إلى دائرتي هو معي، وكُلّ من خارج هذه الدائرة هو بالتالي -سواء يعرفني أو لا يعرفني- هو ضدي ويَتربص بي الدوائر ويُريد أن يدمرني.
فهو الأول بدأ الدعوة بتاعته، إن تجّار مكّة عايزين يقتلوه،
وهو مكنش ليه أي أهمية، عشان يقتلوه
يعني حكاية إن هما كانوا عايزين يقتلوه عشان كده هاجر للمدينة ليس لها أي منطق لأنّه كان قدّامهم 10 سنين و12 سنة.
كان ممكن يقتلوه بسهوله
كان ممكن يقتلوه في أي وقت يعني.
ولا هو كان محارب يعني.
حتى أهله كانوا ضدّه يعني عمامه كانوا ضده أبو لهب كان ضده،
فبس إنّ همّا عايزين يقتلوه، وعشان كده هو هرب وكذا،
يروح المدينة يا دوب يحاول إنه شوية يتقرّب من اليهود ما يؤمنوش برسالته.
يبتدي بارانويا ويقول لك ده كانوا حيرموا عليه حجر وكانوا هيقتلوه،
وواحدة يهودية سمته وهو مات مسموم بسبب إن واحدة يهودية،
هو حتى حذر المُسلمين.
وسُحِر من يهودي.
وسُحِر من يهودي.
يعني كل ده إنه إي حاجة.
لازم الآخر يريد أن يُدمره فقط يعني،
وكل من ينتقده لابد أن يكون إن هو هذا الشخص شخص حاقد ويروح يقتله
سواء ابن خطل أو كعب بن الأشرف أو ابن قرفة أو غيرهم أو النضر ابن الحارس.
فكان في عنده نظرية مؤامرة دائمًا، أنه الآخر يريد أن يقتله ويتربص به الدوائر،
حتى حذَّر الشعوب المُسلمين اللي حيجوا من بعده؛ إنه يجي يوم سوف تتكالب عليكم الأمم كما تتكالب الأكلة على قَصْعتها.
زي اللي بيجوا يأكلوا على الغنيمة… الوليمة، أوَمن قلّة نحن يا رسول الله؟ لا ستكونون مثل غثاء السيل،
فهو غرس نظرية المؤامرة في العقلية الإِسلامية ولن تقوم الساعة حتى يقاتل المُسلمين اليهود يعني يعني
ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم” [البقرة: 109].
«حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم» [سورة البقرة: الآية ١٠٩]. إنه كل حاجة بعملهم إنه. إنه يعني مش مثلًا إنه اليهودي ده مش مقتنع بالإِسلام؟
«وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ » [سورة البقرة: الآية ١٢٠].
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ» [سورة المائدة: الآية ٥١].
فإذا هي هل ورثنا بارانوية مُحمد ورثناها إحنا كشعوب؟
إحنا ورثنا كل أمراضه؛
بما فيها النَرْجسية، بما فيها حلم التفوّق، بما فيها البارانويا، بما فيها الطريقة التي نُعامل بها النساء، الطريقة التي نحتقر بها النساء،
كلّ هذه الأمور ورثناها من مُحمد.
لأنّنا صمّمنا على معصوميته، لو كنا من الأول فصلنا الباكيدج وإن هذا بشر ويُخطئ، وممكن تكون ليه تصورات خاطئة، وممكن نفسيته كانت هي السبب في أحكام كثيرة؛ لا علاقة لها بالألوهية ولا بالدين ولا بالروحانيات.
وإنما كانت ردود أفعال على مُجتمع المدينة البِدائي المُحارب، مُجتمع المدينة كلّه كان مُجتمع مُحارب،
فبالتالي كل ما حَدَث فيه كان قد حَدَث تحت قانون طوارئ الحرب.
فلذلك المُسلمين النهاردة، جُلّ حلمهم هو أن همّا يعيدوا بناء دولة مُحمد
فماذا يسبب هذا الشيء؟
لما هما عايزين يعيدوا دولة المدينة، فبيعيدوا إحساس السكن العسكرية والتَربص من الآخر، والبارانويا ضد الآخر،
فداعش جاي من هذا المكان، الإخوان المسلمين جايين من هذا المكان، السلفيين جايين من هذا المكان.
كُل من يحاول إعادة دولة مُحمد ينتهي به المطاف لتدمير الدول؛ مثل سوريا، والعراق، واليمن.
كيف أثّرت أو أثّر هذا الوهم وهم البارانويا على مُجتمعاتنا، على شبابنا، على تعاملنا مع الغرب، مع أمريكا، مع إسرائيل، مع الثقافات الأخرى.
هو وقف حاجزًا بيننا وبين كل الثقافات، وقف حاجزًا بيننا وبين العلم، والتكنولوجيا الحديثة،
لم يجعلنا نشعر بأننا جُزء من البشرية، ولكن أن فيه يعني إيه بيقول لك أقرع ونُزهي.
عارف الراجل اللي هو كان باشا وبعدين أفلس وبعدين ملقاش حاجة يأكلها،
فأضطر إنه هو يروح يجيب فجل وجرجير، ويروح يبيعه في الشارع،
بس هو واقف في الشارع ماسك كرباج يقول معايا فجل يا كلاب، وعمال يعني.
لسة يتعامل بعقلية الباشا اللي هو مش عايز يتخلّص من هذه النَعْرة.
لم يتصالح المُسلمون مع فكرة أنهم فقدو السُلطة والسيطرة في العالَم منذ قرون،
ما زالوا يعيشون وهم الريادة، وهم لا يقدّمون للبشرية أي شيء بل أصبحوا عالة على البشرية،
لا يصدرون للمجتمعات الغربية إلا أمراضهم.
يصدروا المهاجرين، اللاجئين، التحرّش الجنسي، الإرهاب، كل الأمراض الموجودة في مُجتمعاتنا الإِسلامية تم تصديرها،
بسبب هذا التمسك بهذا الوهم.
يأتي المُهاجر المُسلم كثير منهم ناس محترمين، يبتدئ يعيش حياة…
عشان يعيش حياة كريمة في الغرب يتبنى أفكار الغرب ويتنازل عن كثير من أفكار الإِسلام.
ولكن من يتمسك بالمشروع الإِسلامي والمعصومية الإِسلامية وبالأوهام الخمسة الإِسلامية، يصبح جزء من تركيبة الجمعيات الإِسلامية التي تُعادي الآخر، والتي تريد أن تنشئ دولة، لأنها تستنجد بالماضي.
صحيح.
فهي لا تجد حلًا في أنها تتعاون مع الغرب،
ولكن الحلّ هي أن يعيد إنتاج الماضي مرّة أخرى، ونحن نعيد إنتاج أجدادنا،
لا نعيد لا، لا ننتج أحفادنا.
صحيح، طيب الآن مثلًا بعض دول الخليج اتجهت للتطبيع مع إسرائيل،
الخِطاب اللي كنا بنشوفه في المساجد، اللهم يتمّ أطفالهم، ورمِّل نسائهم، شبه اختفى الآن.
كان بيش… كنا بنشوفه حتى على التلفزيونات الرسمية بنسمعه،
الآن تقريبًا لا تجد ذلك في أي بلد،
ما أعتقدش في مصر أو في المغرب أو في بلدان أخرى.
يعني خِطاب الكراهية اللي كان يعني مقبول، ومدعوم من الدولة نفسها خفّ إلى أقصى الدرجات،
الشيوخ اللي كانوا بيطلعوا في الفضائيات، زي العريفي وكده، اختفوا ملهمش أي أثر
حسان، ويعقوب بيتحاكموا يعني فسكتوا.
هل ترى بأن المُسلمين اقتنعوا إنه خِطاب الكراهية كان لزمانه وعصره،
أما هي ضرورات أم هي هو إيه اللي حصل بالضبط؟
هو تصالح مع الواقع،
دولة زي الإمارات ودولة زي السعودية، ترى أن عصر البترول يوشك على الانتهاء،
وأنها تريد أن تبني اقتصادًا قائمًا على التكنولوجيا، والذكاء الصناعي، والملتي ميديا، والبنوك الدولية.
فهما من زمان ابتدأوا يتخلّصوا من الإِسلام، يعني قشرة وراء أخرى، مثل البصلة كده
يقشّرون الإِسلام قشرة وراء أخرى ويرمونها ورائهم.
ولكنهم لا يريدون أن يعترفوا أن ما يفعلوه هو التخلّص من الأوهام الخمسة،
هو ما يحدث هذا هو بداية.
لكن لا يقولون ذلك؟
لا يقولون ذلك، هو ومازال مُصمّم إن الدين بتاعنا أحسن دين، وأجمل دين،
بس الضروريات والتعامل على أرض الواقع يجبره أنه يفتح شواطئه للسياحة بالبكيني.
أنه يفتح الخمور على بعد أميال من مكة والمدينة
هذا أمر أصبح يعني لا لا حِياد عنهم.
يعني عايز يعيش.
أن يتصالح مع… يتصالح مع إسرائيل؛ لأنّه محتاج تكنولوجيا الزراعة من عندهم، وتكنولوجيا ال أي تي.
ومحتاج حماية.
ومحتاج حماية ضد أعدائه المُسلمين،
للي هما متمسّكين بأوهام أخرى فهو كل فرقة من فرق المسلمين متمسكة بهذه الأوهام الخمسة،
ولكن من وجهة نظرها هي يعني.
لكن فين خطاب لتجدنهم أكثرهم عداوة للذين آمنوا اليهود؟
فين خطاب أحفاد القردة والخنازير، فين خطاب إنه ال «وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّه» [سورة التوبة: الآية ٣٠].
وفين الخطاب اللي كبرنا عليه وسمعنا صوتك كشك وسمعنا صوت
لي ما بيتعاملوش بوضوح؟
ما هو عشان كده أنا بقولك هي ادعاءات كبرى، ادعاءات لا أساس لها من الصحّة،
هي أوهام مجرد أوهام،
يعني العالَم الإِسلامي ظل 1400 سنة يظن أنه خير أمة أخرجت للناس،
وهو الآن يرى أنه يعيش عالة على الناس على باقي الناس.
لكن ما بيعترفوش يا أستاذ حامد.
بعض الشباب يرى، ما هو كان في احتكار للإعلام وللمساجد وللميديا،
دلوقتي الشباب ابتدأ يشوف أشياء أخرى، وابتدأ يُقارن.
حاليًا يرى أسلوب الحياة، لا يحتاج أن يسافر لأمريكا ليرى الفرق بين مصر وأمريكا،
من خلال النت بيستطيع أن يرى هذا الفرق،
وهو يُشغّل عقله ويقول ماذا فعل ليا لإِسلام؟
هل. هل ساعدني الإِسلام في أن أُعالج مرض واحد؟
هل ساعدنا الإِسلام في أن أحلّ قضية سياسية واحدة؟
هل ساعدنا الإِسلام
أن أعيش حياة كريمة؟
أن أعيش حياة كريمة،
هل ساعدني الإِسلام في تحقيق السلام في أي مكان على وجه الأرض؟
لا يجد العكس،
إنّه باسم الإِسلام دُمرت بلاد زي سوريا والعراق واليمن وغيرها ولبنان.
وإنه تقليد الغرب الذي ندّعي أننا أفضل منه أخلاقيًا وثقافيًا،
تقليد الغرب هو الذي بدأ في حل بعض المشكلات،
ودول الخليج نفسها التي نشأ فيها الإِسلام تبدأ بتقليد الغرب.
ولكن بعض الدول زي مصر والجزائر ما زالت يعني إيه، يعني الدول الغنية فهمت الدرس وتحاول التغيير،
ولكن الدول الفقيرة ما زالت يعني مُتلبسة بالتخلف.
إذا وهم التفوّق، وهم الشمولية، وهم المعصوميّة، وهم صالح لكلّ زمان ومكان، وهم البارانويا،
هل الجماعات الإِسلامية مثل داعش والقاعدة، هي تجليات لمن لا زال يتمسك بهذه الأوهام؟
بالظبط،
وهو كل ما بدأت بعض الدول في التخلّي عن الأوهام الخمسة،
ومحاولة الإلحاق أو الحاق بركب الحضارة وأن التعاون مع اليهود والنصارى والذين كفروا.
لما بيعملوا كده، ده بيزود قدرة الجماعات الإِسلامية المتطرّفة على تجنيد الآخرين، اللي هم لسه عايشين في وهم الماضي، اللي لسه عايزين يعيدوا دولة المدينة.
لم يكتفوا من الشرور التي سبّبتها دولة المدينة، على مرور… على مرّ 1400 سنة،
لأنهم عايشين الحل….. نظرية فقط،
إنه الحلّ كله التفوق كله، “نحن قوم أعزنا الله بالإِسلام فمهما ابتغينا العزّة في غيره أذلنا الله”.
طيب دولة المدينة كانت إيه؟ كانت ثكنة عسكرية، وآخر 8 سنين من حياة مُحمد كانت حرب مستمرة،
كل التشريعات التي نشأت في هذه الفترة هي شريعة المُسلمين النهاردة،
كلّها تشريعات من رحم الحرب.
أنا عجبني كيف الكتاب إنك شبّهتها بأنه الدولة في حالة طوارئ دائمة.
في حالة طوارئ دائمة، وكلّ التشريعات حتى الحجاب، حتى الحِجاب.
شُرِّع في ظله
شُرِّع في ظله ليه؟
ليه الحِجاب شرع في المدينة مش في مكّة؟
لأنّ المدينة كانت ثكنة عسكرية، والجنود بطبيعتهم بيكونوا يعني أقرب لاقتراف بعد إنه يشوف وحده يجري عليها حاجة زي كده، وصحراء.
في حالة هيجان.
مش عايزين مش عايز مشاكل مُحمّد، من أصحابه إنه
ده يجري وراء امرأة ولا بنت ده، ويمسكها وكان مجتمع متحرّش،
فهو جاب تشريع الحِجاب للحماية.
عشان يحمي الحرات على الأقل ويخلّي الإماء… يعملوا فيهم اللي هما عايزينه،
اللي هما عايزينه،
ومن ناحية ثانية مُحمد كان يشجّع المجاهدين بتوعه المُحاربين اللي معه، إنه لو جيتوا معايا الروم حتلاقوا بنات الأصفر، بنات حلوات كده شقراوات،
فهو ماكانش عايز واحدة في المدينة تبدو جميلة.
فلذلك إنه هو لعن السَافرات.
المُتبرجات
المتبرجات المُتنمصات اللي يعملوا حواجبهم
عايزهم كما كده يبقوا شبه الغفراء؟
إنهم يبقى إيه؟ يبقوا زي الرجالة كدا متغطين ومخبيين، عشان الجماعة دول يتشجعوا.
وحتى يوم القيامة لما يموتوا يبقى في حور عين،
فهو مش عايز بقي نساء جميلات في المدينة فشرَّع الحجاب لهذا الهدف.
نفس الحكاية تلاقيه تشريع الصوم، الصلاة كان عبارة عن طابور عسكري.
نعم.
تجولي خمس مرات في اليوم منهم واحدة الفجر.
طب سؤال كده ليه المجتمعات أو الدول الإِسلامية بعلمائها بأزهرها بكل ده، مجوش في يوم من الأيام وكانوا واضحين مع الناس؟
يا جماعة حدّ السرقة لم يعد صالحًا اليوم بصراحة كده بكل وضوح،
يا جماعة الرَجْم لم يعد صالحًت اليوم،
يا جماعة فكرة إحنا خير أُمة أخرجت للناس، وإحنا متفوقين، دي راحت.
يا جماعة فكرة إحنا عندنا كُلّ العلوم في القُرآن ده غير صحيح،
دي على الواقع يعملوها لكن على النظري لسه بيروجلها.
يا عمّي ده شيخ الأزهر لسه بيقرأ كتاب اسمه “قفول الغرب”
وبيعالج قضيّة إنّ الغرب بيتدمر على أساس إحنا عندنا إحنا في قمة الازدهار، وخايفين على الغرب.
ويقول لك إنّ الغرب يحتاج إلى روحانيات الشرق، وإحنا اللي هنديله، وحنسند الغرب وهنساعده في أزمته،
ده حالة من النُكران حالة من الخَدَر، يعني تحشيش ديني، حاصل كده غير العقول مخليه قلب المَوَازين.
هو شايف إنه الغرب هو اللي عنده مشكلة، وإنّ الحلّ عندنا إحنا،
بدل ما يشوف إنّ العكس هو الصحيح.
نديهم شوية داعش شوية القاعدة وشوية روحانيات من بتوعنا، عشان نصير يصيروا زينا شوية يعني.
عشان يرجعوا يتحاربوا بقي سنة وشيعة ثاني، ويقسموا بلدانهم على أساس ديني وطائفي ثاني حاجات زي كده.
إذًا لو تقدّم لي شاب أو شابة نصيحة اليوم، كيف يتخلّص من هذه الأوهام الخمس؟
فكر، أقول له فكر،
أنت يعني زغّطوك هذه المبادئ الدينية والأفكار،
وقالوا لك إنّ أنت خير أمة أخرجت للناس،
وأن القُرآن معصوم، والنبيّ معصوم،
وأنّ الإِسلام شامل وفي كل حاجة، «مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ» [سورة الأنعام: الآية ٣٨].
أنت فكر بنفسك، اقرأ القُرآن وبعد ما تخلّصه، قول لي أنت فهمت إي؟
ثانيًا قول لي أنت طلعت بكلّ المعارف اللي أنت تحتاجها في الحياة؟
قول لي إن القُرآن دون حيخليك تعيش في سلام مع الناس مع الآخر مع المَسيحي، مع اليهودي مع المُلحد، مع البهائي، واللاديني؟
قول لي هل البارانويا الإِسلامية دي جلبت لك الخير؟
كراهية الآخر والتَوجّس منه، ولا عزلتك عن العالم وخلّتك في مَنَاص الأمة؟!
أنا لا أطلب من الناس إلّا التفكير فقط،
والتفكير بحرية ونزع هالة القُدسية عن الأشياء التي يفكرون بها.
وأن يُحبوا الإنسان كإنسان، ويتعامل مع البشر كبشر، ويزيح هذه النّظارة الدينية التي حجبتهم عن البشرية لقرون طويلة من الزمن.
هل شايف إنه في أمل؟
أنا دايمًا عندي أمل،
ولذلك لا أتوقف عن الكلام،
لو فقدت الأمل سأتوقّف عن برنامج صُندوق الإِسلام، وسأتوقّف عن عمل برامج.
أنا عندي أمل لأني أرى أن أعداد من الشباب ابتدأت تتغيّر
يعني أول ما بدأ صُندوق الإِسلام كان يشوفوا عشرات الآلاف،
حاليًا أصبح يراه الملايين.
أصبح الشباب اللي بتقدر الشابات اللي بتقدر الحرية أعدادهم أكبر،
الشباب الذين يرفضون الخُدعة،
هذا هو أملي، أنهم لم تعد تَنْطلي عليهم الخُدعة وصاروا يرفضون الأوهام الخمسة.
أشكرك الأستاذ/ حامد عبد الصمد على هذه النظرة الشمولية اللي عطيتنا للأوهام الخمسة.
وأشكركم مُشاهدينا على متابعة هذه الحلقة،
فعلًا فكّر جيدًا، ما هي الأوهام التي زُرعت في عقولنا وعشنا عليها ونحتاج أن نتخلّص منها لنعيش حياة أفضل؟
أشكركم وإلى اللقاء في حلقة قادمة، إلى اللقاء……

الأخ رشيد

9 views

You may also like