بكل وضوح | الحلقة 164 | كيف نشأ الإِسلام؟

المدة: 58:30

مُشاهدينا الكِرام أُرحّب بكم في حلقة جديدة من حلقات بكل وضوح، في هذه الحلقة سنتحدث عن نشأة الإِسلام.
والسؤال الذي سنطرحه كيف نشأ الإِسلام؟ طبعًا معي للجواب على هذا السؤال الذي سيتفرّع لأسئلة كتيرة صديقي العزيز الكاتب، والباحث/ الأستاذ حامد عبد الصمد أُرحّب بك مرة أخرى.
أهلًا بك.
في كِتابك الرائع “المخفي عن العوام من تاريخ الإِسلام” تطرّقت لنشأة الإِسلام وتطرّقت للنظريات الموجودة حول نشأة الإِسلام،
طبعًا سأترك جانبًا النظرة التقليدية، والنظرية التقليدية الإِسلامية اللي كُلنا اتعلمناها،
اللي هو الإِسلام نشأ في مكّة ومُحمّد كان من عائلة مِن قُريش، ثم ذهب لِغار حِراء ثمّ اقرأ اقرأ، ثم الفترة المكية، وبعدها الهجرة إلى المدينة، كلّ هذا نعرفه من تاريخ المُسلمين.
لكن هناك نظريات أخرى خَاضت في
موضوع مُحمّد، خاضت في موضوع القُرآن؛ مُعاوية كان مَسيحي ولا لا؟
الإِسلام نفسه كان هَرْطَقة مَسيحية ولا دين مُستقل، خاضت في أمور كثيرة،
أولًا أعطنا فقط لمحة بسيطة، وبسِّط لنا الموضوع حتى نقدر نستوعب.
أولًا طبعًا النظرية الإِسلامية عن نشأة الإِسلام أنا بسمّيها “نظرية غار حِراء”
هي نظرية غير تاريخية؛
يعني لا توجد وثائق تاريخية تُدعِم هذه القصة،
كُلّنا في هذه القصة نعتمد على خبر منقول بعد ٢٠٠ سنة من وفاة مُحمد.
يعني ظلّ فترة طويلة جدًا مفيش أي شيء مُدوّن أو مكتوب،
وهذا لغز غريب جدًا يعني كيف أن الإِسلام هو آخر دين؟ وكِتاب جاء يعني فُصلت آياته، وآخر رسالة للبشرية المفروض تتركنا على المَحجَّة البيضاء، ومَحجَّة الإِسلام في حد ذاتها ليست بيضاء ويكتنفُها الكثير من الغموض.
لا أحد يعلم عن الظروف التي نشأ فيها الإِسلام بالوثائق.
لا توجد ورقة واحدة من عصر مُحمد،
لا توجد ورقة لا بخط يده، ولا بخط أحد مِن مَن كانوا يعيشون معه.
لا توجد وثيقة واحدة عن واحد من الخُلفاء الراشدين الأربعة.
لا عليّ، لا عثمان، لا أبو بكر، لا عُمر، لا أيّ واحد!
ولا أيّ واحد فيهم، لا توجد رُقعة من رقع القُرآن من زمن مُحمّد، ولا من زمن خُلفاء مُحمد الأوائل، أول نسخة حتى غير كاملة من القُرآن موجودة من عصر الأُمويين،
وأول نسخة كاملة من القُرآن من عصر العبّاسيين، يعني إحنا بنتكلم بعد ٢٠٠ سنة من نشأة الإِسلام، فهذا اللُغز غريب جدًا.
إذا أراد الله أن يختار آخر رسالة للبشرية، لماذا يُبعدها عن التاريخ والجغرافيا والتدوين،
ويجعلها في كهوف ومغارات التاريخ، ويختلف عليها الباحثون ولا يجدوا ورقة واحدة؟
كيف تُفسّر غياب ذِكْر مثلًا مُحمّد، على الأقل في عصره؟
غياب ذِكْر أبو بكر، غياب ذِكْر عُمر، غياب ذِكْر عُثمان، غياب ذِكْر عليّ؟
خاصةً أنّ السُريان كانوا موجودين والحضارات جنبهم، كانت توثِّق يعني الكثير من الأمور!
يعني مَن هو أوّل مَن ذُكر مِن الخُلفاء؟ وكيف تُفسّر هذا الغياب؟
يعني العرب أنفسهم لم يكونوا يتحدثون عن دينٍ جديد اسمه الإِسلام،
يبدو أنها كانت دعوة موجودة ما بين الصحراء في الجزيرة العربية وبين الشام،
ويبدو أنّ كان هناك نبيّ، وهو كان نبيّ مُتجوّل؛
يعني يتحرّك ما بين مكة والمدينة والشام والأردن وفلسطين ويدعو بدعوته،
ولكنَّه لم يكن يقول هذا دين جديد، وهذا الدين هو الإِسلام، والإِسلام أركانه هكذا،
كُلّ هذا تم يعني تظبيطه فيما بعد في عصر الإمبراطورية الأُموية.
ولكن هذا لا يعني أنّ مُحمد لم يكن شخصية تاريخية،
ولكن هُناك بعض النظريات التي تقول أن مُحمد شخصية غير تاريخية،
أنا بصراحة لا أتفق مع هذه الرواية.
ولكن لا بد أن نتعامل مع الأسئلة التي تطرحها هذه الرواية،
فنأتي النظرية الأولى يسمونها “نظرية المُراجعين”.
المُراجعون، مَن هم المُراجعون؟
يعني عندنا أكثر من مدرسة،
يعني أول من بدأ كان مدرسة Patricia Crone، Thomas Cook
عملوا كِتاب “اسمه الهاجريون”.
قالوا أنّ نعم كان هُناك نبيّ، ونعم يعني ربما مُحمّد كان اسمه أو لقبه،
وعندنا وثيقة اسمها تعليم يعقوب أو “doctrina jacobi”.
وهذا الوثيقة تتحدث عن نبيّ عربي تحالَف مع اليهود ضدّ بيزنطة.
ودي من ٦٣٤
٦٣٤ وليست لدينا الرسالة الأصلية؛
ولكن ذِكر لِهذه الرسالة على لسان مؤرِّخ اسمه (Sebeos) أرميني.
وهذا المؤرِّخ حوله بعض الشكوك كمان عن وجوده التاريخي،
ولكن في إشارة لهذه الوثيقة في ترجمات إثيوبية، وفيما بعد سريانية.
إذًا نظرة المُراجعين للإِسلام هي نظرة تشكيكية، وبدأنا بـ(Patricia Crone)، ود…..
و(Thomas Cook)
و(Thomas Cook)
اللي هي بتقول: إنّه كان فيه نبيّ لكن في كِتاب الهاجريين -أعتقد- اللي هو بيتكلّم
إيه معنى الهاجريين؟ وإيه…. لو تحدّدلنا معالِم هذه النظرية.
قبل أن نتكلم عن الهاجريين، نتكلّم عن كلمة نبيّ،
كلمة نبيّ عربي هذا لم يكن شيء جديد، بل كان مألوف جدًا،
كان هناك عشرات الأنبياء، أيّ أحد يأتي بنبوءة أو ببشارة،
مش معنى إنّه يأتي بنبيّ جديد، يعني توبوا إلى الله قبل أن تموتوا.
يصير نبيّ
اعملوا الخير، ولا تشربوا الخمور، -نبيّ-
وكان في ناس كتير يعني يعتبروهم أنبياء في الجاهلية العربية خاصة الشُعراء،
يعني كان مُعاصر لمُحمد نفسه مُسلم بن حبيب أو مُسيلمة اللي بيسموه مُسيلمة الكذاب،
كان نبيّ، وكان مُعترَّف بيه على إنه نبيل؛
لأنه جاء بنبوءة، وكانت أفكاره لا تبتعد عن أفكار مُحمّد، وكان لديه قُرآنًا.
ولديه مؤذِّن.
كان لديه مؤذِّن،
كان في أُمية بن الصَّلت، وكانوا يقولون عنه: إنّ الأُمية لقُرآنًا،
وكان أُمية بيقول أشعار قبل مُحمد، فيها كثير مما جاء في الآيات القُرآنية بعد ذلك.
إذًا ففكرة نبيّ لم تكن يعني شيء غير مألوف للعرب،
ولكن كان هُناك أنبياء كتير،
خاصة الأنبياء المتجوّلين اللي بيأتوا في مواسم الحَج، ومواسم التجارة،
ويعرضوا أفكارهم على الناس،
بدون الرغبة في تأسيس إمبراطورية..
دين جديد..
أو دين جديد أو رسالة جديدة يعني،
بعضهم يستقي البعض من المَسيحية، بعضهم من المانوية، بعضهم من اليهودية، وهكذا،
ففكرة نبيّ عربي لم تكن فكرة جديدة على المنطقة.
فـ(Patricia Crone) و(Thomas Cook) يقولوا وكان هُناك نبيّ، ولكن أغلب الظن أنه لم يكن من مكة؛
لأن المنطقة التي كان ينشط فيها، وأكثر منطقة تحرك فيها وتفاعل فيها هي منطقة الأردن والشام؛
لأن المنطقة المناسبة لنشأة الدين الجديد بحيث إن النقاشات اللي كانت موجودة في… على أطراف الإمبراطورية البيزنطية كانت نقاشات مَسيحية ويهودية،
وكان في هَرْطقات مَسيحية، وكان في ديانات
يعني فِرق مَسيحية كتيرة زي الأبيونية، والآريوسية، واللي هما الموحدين اللي لا يعترفوا بأُلوهية المَسيح،
ولا يعترفوا أنّ المَسيح ابن الله، أو لهم نظرة مُخالِفة
فيبدو أن الإِسلام جاء واشتبك مع هذه النظريات، وأخذ منها بعض الشيء،
ثم توجه بعد ذلك إلى العرب ومشاكلهم وقضاياهم وطموحاتهم في تكوين دولة.
نعم
هذا هو اللُبّ الأصلي
الهاجريون هؤلاء المفروض أنّ الهاجرية هي حركة عربية يهودية حسب (Patricia Crone)، وتحالفوا مع بعض لتحرير بيت المقدس من بيزنطة.
مهاجراي..
مهاجراي….
طب الهاجريون هل هي مِن الهِجرة، أم مِن هاجر؟
يعني من…. يعني في اختلاف في التسمية ولكنهم اتفقوا في النهاية إنّ أغلب الظن إن هي من هَاجر، إن هما أبناء هاجر،
واتخذوا هاجر كعامل مشترك، بما إنّ مُحمد ينتسب إلى إسماعيل، ويقول: إنه من نَسْل إبراهيم واليهود هم مِن نَسْل إسحاق.
فإذًا حركة الهاجريون هي مِن هاجر،
ولكن في نظرية ضعيفة أضعف شوية تقول: أنّ الهجرة المذكورة في القُرآن -وهذه نظرية أخرى- هي نظرية مجموعة إنارة في ألمانيا.
واللي يعني بينتمي إليها الدكتور/ مُحمّد المسيَّح برضو زميلنا اللي أنا عملت معه عدّة حلقات في صُندوق الإِسلام،
وهذه المجموعة تقول لم يكن هناك نبيّ اسمه مُحمد من الأساس،
وهو تم اختراعه فيما بعد في عصر الأُمويين.
ولكن كانت هناك حركة -هجرة- عربية من الجنوب إلى الشمال، هذه الهجرة بدأت بتحالُف مع بيزنطة…..
نعم
من أجل تحرير بيت الْمَقْدِس من الفُرس.
وبعد أنّ حرّروا بيت المقدس من الفُرس طَمع العرب، لا… حين رأوا أن بيزنطة كانت ضعيفة وبدأوا فتوحاتهم بقى، مش ضدّ الفُرس وإنما كمان ضد البيزنطيين نفسهم، واستولوا على سوريا والشام ومصر وهكذا.
إذًا الهاجريون في نظر مجموعة إنارة هي مِن الهجرة؛ ولكن مش الهجرة التي نعرفها هجرة من نوعٍ آخر، والهاجريون في نظرية…. عند (Patricia Crone) هما من هاجر؟
نعم، أنا أختلف أختلف بعض الشيء مع النظريتين.
أنا جاي لـنظرتك الخاصة..
تمام…
وأعتقد إنّه هذا سيكون مهم جدًا في.. لمَّا على الأقل نكوِّن فكرة.
نظرية المُراجعين الـ(Revisioners) اللي بتراجع التاريخ الإِسلامي مُراجعة نقديّة مش مستسلمة للأفكار اللي جابها المُفسّرون، وكتَّاب السيرة والمؤرِّخون المُسلمون؟
ممكن تُعطينا ملامح هذه المدرسة؟
نعم
بخصوص مُحمد….
نعم.
بخصوص القُرآن، بخصوص الأُمويين…..
نعم.
بخصوص حتى كلمة إِسلام…..
نعم.
خلينا نتبعها واحد، واحد….
نعم، يعني الـ….. مدرسة (Patricia Crone) و(Thomas Cook) قالوا في مُحمد، ولم يشككوا في وجوده التاريخي؛ ولكن شككوا في إنه هو ينتمي إلى مكّة، قالو:
مكة لا محلّ لها من الإعراب من التاريخ،
لا توجد أي وثائق عن مكّة من قبل مُحمد، ولا يوجد دليل على أن كان فيه كعبة يحجّ إليها الناس قبل مُحمد.
وأنه الآثار لا تُثبت ذلك، والتاريخ لا يثبت ذلك، والوثائق لا تُثبت ذلك،
ولكن كان هُناك نبيّ مُحمد، كُلّ ما نعرفه عنه أنه كان تاجرًا، وأنه كان مُحاربًا، وأنه كان عنده مشروع احتلال القدس.
كُلّ ما تعرفه هذه المدرسة،
لابد للإنصاف أن نقول أن (Patricia Crone) و(Thomas Cook) تراجعوا عن هذه النظرية جزئيًا فيما بعد خاصةً نظرية “تحالُف اليهود والعرب لاستبداد بيت المقدس”.
لتحرير هذا البيت…
بالظبط كده. فبرضو عشان نكون عارفين،
وأنا عندي طبعًا شكوك عن حول هذه النظرية -حأُفردها فيما بعد-
في نظرية بتاعة إنارة لأ بتقول مفيش مُحمد خالص.
إنكار وجوده التاريخي
إنكار مُحمد، وإنكار وجود قُرآن قبل مُحمد،
هم يرون أنّ القُرآن كان عبارة عن نصوص مُبعثرة، بعضها عربي وبعضها مُترجَم من الفارسية، وبعضها مترجَم من السُريانية.
وتم تلفيقه وتجميعه أيام الأُمويين لعمل مُصحف، ولكن ذلك وضع الأُمويين فيما مأزق؛ يحتاجوا مؤلِّف لهذا الكِتاب
فاخترعوا شخصيّة مُحمد واختاروا مكان نائي لا يمكن أن يتعقبه أحد تاريخيًا وسموه مكة،
وقالوا إن مُحمد أتى من هذه المُدّة.
خليني أستوقفك هنا شوية لأنّه
ده (Big claim) يعني زي ما بيقولوا ده ادّعاء كبير جدًا،
إنه مُحمد ليس شخصية تاريخية، إن القُرآن اختراع لاحق، إنّه السيرة النبويّة اختراع لاحق، وإنه مُحمد ده اختراع فقط، (Based on what?) بناءً على ماذا؟
أنا بصراحة شايفها إنها نظرية مؤامرة؛
يعني مش قائمة على أساس تاريخي.
أنا من رأيي إنّ شخصية بحجم مُحمّد صعب أنك تخترعها من الألف للياء،
يُمكن أن تكون هناك شخصية حقيقية اسمها مُحمد وتم بناء بعض الأساطير حولها، تم حذف بعض الأمور فيما بعد،
ولكن لا تستطيع أن تخترع شخصية بهذا الحجم يعني من الصفر،
ولأيّ سبب من الأساس، مُحمد اشتبك مع قبائل
القبائل دي ما زالت موجودة حتى اليوم.
مُحمد بعد وفاته انقسم أتباعه لـ أُمويين، وعباسيين، ولسُنّة، ولشيعة، يعني توسّعت رُقعة المُسلمين في فترة بسيطة جدًا من الأندلس وحتى الصين،
ولا توجد فرقة واحدة عندها نظرة مختلفة عن مُحمد.
طيب هو لو أنا حابب ألعب محامي الشيطان -يعني أكون من الجانب الآخر- أنا أتفق معاك على فكرة في نظرتك،
لكن ما سبب غياب مُحمد من الوثائق؟
ده سؤال نحتاج إلى إجابة عليه.
ما سبب غياب القُرآن نفسه ما حافظوش عليه كنسخة أصلية،
رغم إنه كان في يديهم القوة -كما يقولون-؟
ما سبب إنه سيرة مُحمد لم تُكتَب إلا في عهد العباسيين على يد واحد زي ابن إسحاق اللي كان مُتهم بالكذب؟
وتشابه رهيب بين السيرة، وقصة المَسيح في الأناجيل مثل سلسلة النسب، وظهور نجم،
ووجود مُحمد في برّية لمدة ٣٠ يوم مقابل 40 يوم مثل المَسيح!
ألا يدعو.. ألا يَصُبّ هذا كلّه في مصلحة المُراجعين، إنّ مُحمد اختراع؟
المُراجعون لديهم أسئلة مشروعة وأسئلة قويّة جدًا، وأسئلتهم أقوى من إجابتهم.
والأسئلة مُهمة، ولا بد أن يواجه المُسلمون أنفسهم بِسرّ هذا الغياب الرهيب والمريب لأيّ وثيقة عن مُحمد.
أنا من رأيي إنّ سبب هذا الغياب أن مشروع مُحمد في الأساس لم يكن مشروع عقيدة ونشر عقيدة؛
ولكنه كان مشروع سياسي لتوحيد قبائل العرب، واستخدام العقيدة فقط يعني كمُونَة، أو كَخرسانة أسمنت لتجميع أحجار القبائل؛
حتى يسيروا بنيانًا واحدًا، وحتى يعني يبدأوا في مشروع الغزو والنهب الذي كان أهمّ من العقيدة، و من الـ…
وهذا السبب الذي جعله لا يجمع القُرآن،
وهذا السبب هو الذي جعل لا توجد وثائق،
وكان الذين يذهبون إلى مصر لغزوها أو للشام كانوا لا يحملون قُرآنًا ويقدّمونه للشعوب ويقول له:
هذا ديننا تعرف على ديننا، هذه أفكار نبينا،
لأ، كانوا بالسيف، السيف والجِزية،
كان هي وسيلتهم لأن ده كان مشروعهم الأولاني،
وبعدين في عصر الأُمويين أصبحت العملية مش مجرّد قبائل بتروح تغزو؛
ولكن صارت إمبراطورية واسعة تحتاج إلى إدارة، وتحتاج إلى هوية مشتركة، وتحتاج إلى نظرة ثيولوجيّة لاهوتية، وموحّدَة.
فبدأ التدوين
نعم
تدوين القُرآن، ولكن الأُمويين لم يستكملوا هذا المشروع؛ لأن جاء العباسيون بعد ذلك وقاموا بثورات عليهم، ثم أطاحوا بهم.
وحين استقر العباسيون لفترة طويلة من الزمن، بدأ مشروع إعادة اختراع الإِسلام مرةً أخرى؛
فكتبوا سيرة مُحمد، وكتبوا والأحاديث، وهكذا، وتم التدوين.
إذًا غياب الوثائق هو ليس دليل على غياب مُحمد، ولكن غياب فكرة الدعوة لدين جديد مكنش هذا هو أو… من الأولويات، مكنش الأولوية،
كان المهم توحيد العرب في كيان سياسي واحد واستخدام عقيدة مشتركة قائمة على فكرة التوحيد ليس قائمة على فكرة دين جديد.
خليني أسألك سؤال مُحدّد، أنا مثل الكثير من المُشاهدين لدينا النوع من الخَلْط لمَّا نسمع آراء المُراجعين -خصوصًا اللي يتتبع أراءهم بالتدقيق-
أحتاج منك إجابات واضحة في كل موضوع مُعيّن، مثلًا:
بخصوص مُحمد أولًا الاسم،
اسمه مُحمد
أنا سمعت مثلًا من الأستاذ مُحمد المسيَّح -الذي يعتبره ينتمي لمثل ما قُلت حضرتك لمدرسة إنارة والمُراجعين، وكتير من أفكار (Luxenberg)-
يعتبر إنّ اسم مُحمد هو مرادف لقب المَسيح،
وإن وروده في القُرآن هو بمثابة كان يتكلم عن المَسيح، حتى في السياق القُرآني،
هل هذه نظرة كُلّ المُراجعين، ولا نظرة جُزء من المُراجعين؟
يعني وضح لي الموضوع شوية.
هذه نظرة جُزء من المُراجعين خاصة (Volker Popp) و(Robert Kerr)،
وإلى حدٍّ ما (Marcus Cross) هو أحد هؤلاء اللي في المدرسة،
أنا بعتبر (Marcus Cross) أقوى واحد في المجموعة يعني اللي هي الأجنبية.
و(Christophorus)، (Christoph Luxenberg)
نعم…
يعني في مؤشّرات إنّ كلمة مُحمّد فُهِمَ منها أنها كانت لقب يستخدمه بعض المَسيحيين العرب لتمجيِّد المَسيح
مُحمد يعني مُمجَّد، يعني ممدوح.
لكن ليس لدينا أي وثيقة مثلًا عبد مُحمد؟
مفيش
يعني لو كان فعلًا لقب استُخدم للمَسيح لوجدته،
خصوصًا إنّ السريان مج…. ماكانوش يعني يعدمون وثائق يعني كان عندهم زَخَم في الوثائق!
هذه مجرّد نظريّة يعني لا يوجد عليها إثبات لغوي واضح.
يعني في نظرية أن مُحمد كان اسمه قُثم ابن عبد الله.
ده ذُكر حتى في المصادر الإِسلامية.
في المصادر الإِسلامية نفسها
لأنّ قُثم ده كان عمه، كان قُثم بن عبد المطلب، ومات،
وبعد ما مات، المفروض إن عبد الله أو عبد اللّات هو مكنش اسمه عبد الله لأنه كان أبناء أبو عبد المطلب كان…
عبد العُزى
عبد العُزى، وعبد مَنَاف، وعبد اللَّات،
فطبيعي إنّه مش حيطلع منهم واحد اسمه الله كده مادام فيه العُزى يبقى فيه اللَّات،
فكان مُحمّد يعني المفروض إنّ اسمه قُثم بن عبد اللّات.
وأبوه عبد الله في المصادر الإِسلامية كان يُطلق عليه أبو قُثم.
وهذا يعني أحد النظريات والدكتور/ هشام جعيط يقول: إنّه اسم قُثم تقريبًا هو الاسم الحقيقي،
وده كان طبيعي عند العرب إن فيه اسم حقيقي واسمه كُنية، وحتى مُحمد…..
ألا يدل هذا إنه ربما اسم مُحمد أُطلق لاحقًا للتمجيِّد مش بالضرورة إنه يكون اسم للمَسيح؟
يعني كان فيه قبل الإِسلام يبدو إنّ كان فيه نظرية اللي الإِسلام يعني اتبعها، أو تبنَّاها
إنه فيه موحّدين عرب فهموا الأناجيل غلط، أو العهد القديم غلط،
إنه فهموا بعض البِشارات بترجمات غلط؛ زي ترجمة (Paracletus).
إنه هذه ترجمتها المُعزِي، ترجمتها المُحمد
فيبدو أن قصة مُحمد هي أقدم من مُحمد، إنه كان فيه بِشارة محدودة عند العرب.
وبعض يمكن عند بعض الهرطقات تقول: إنّ النبيّ الجديد سيكون اسمه مُحمّد والمَسيح بشَّر بنبيّ حيأتي من بعده اسمه مُحمد.
فلذلك كان في خمسة أو ستة اسمهم مُحمد قبل مولد مُحمد.
ما ده في المصادر الإِسلامية ده قد لا يكون حقيقي؟
حسب المصادر الإِسلامية، لكن ولا واحد فيهم ادّعى النبوة،
لكن كانوا بيستبشروا إنّه هذا الشيء لأنّ غياب الأسماء… -الاسم مُحمد-
لو وجدت أسماء أُخرى هتلاقيها منتشرة بشدّة زي عمر، وسعد، وهكذا،
لكن مُحمّد فقط خمس أسماء تجدهم.
ما هو لو كان… لو كان في بِشارة كان ممكن يكون مالي الدنيا يعني!
يعني يبدو إنّ هي كانت محدودة هذه البِشارة،
ولكن الشيء الغريب في الأمر إنّه لو إحنا خدنا السردية الإِسلامية نفسها وقلنا إن في قُرآن مكيّ، وفي قُرآن مدنيّ،
القُرآن المكي لا يتحدّث عن مُحمد ولا يذكر اسم مُحمّد،
فقط في المدينة يبدأ استخدام مصطلح النبيّ،
واستخدام مصطلح مُحمد كاسم هذا النبيّ،
واستخدام أسماء ملائكة مثل جبريل وهكذا.
كيف تُفسّر ذلك؟
أو كيف يُفسّروه؟
يعني أنا أُفسره بأنه احتكاك مُحمّد باليهود وسماع بعض البِشارات المحدودة اللي كان منها هذه البِشارة موجودة عند العرب مش عند اليهود،
هو اللي خلّاه إنه يستخدم اسم مُحمد إن هذا مُحمد هو اسمه هو لقبه يعني.
لكن لا تتفق مع مجموعة إن أنا…. إنّ مُحمد في القُرآن هو إشارة للمَسيح؟
لا، لا اتفق مع هذا الشيء. لا اتفق مع هذا الشيء
لأنّه يعني ما كان مُحمدٌ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله.
طب لو كان لقب؟
ما كان ممجَّد أبا أحدٍ من رجالكم، doesn’t make sense
مالهاش معنى يعني،
لو قلت مُحمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار، رحماء بينهم.
«مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ» [سورة الفتح: الآية ٢٩].
مين الكفار اللي كان المَسيح وأتباعه أشداء عليهم ورحماء بينهم؟
يعني
doesn’t make sense يعني make sense إن في رجل سواء مُحمد اسمه الحقيقي، أو لقب…
أو لقب اتُخذ لاحقًا.
هو مُحمد.

طيب إحنا دلوقتي فهمنا هذه الجزئية، الجزئية الأخرى اللي أنا محيراني إنه الإِسلام كان هَرْطقة مَسيحية في نظر البعض من المُراجعين،
أو مكنش فيه دين اسمه الإِسلام، وإنه اختراع لاحق؛ لتبرير الغزو، لتبرير النهب لتبرير السَبْي، لتبرير كُلّ ما قاموا به من فظائع.
يعني أنا لا أعتقد أن الإِسلام كانه هَرطقة مَسيحية، أنا أعتقد أنّ الإِسلام قبل يُصبح إِسلام، هو كان يأخذ من كلّ بُستان زهرة.
إنّه عندنا شخص نبيّ أو مُدعّي للنبوة -سواء مُحمّد اسمه الحقيقي أو اسم اللقب- كان يُريد أن يخلق عقيدة يجمع عليها العرب،
ومشروعه بالأساس كان مشروعًا سياسيًا لتجميع العرب.
وكان له أفكار تنتقد بعض التوجّهات المَسيحية، وبعض التوجّهات اليهودية،
وكان يبحث في البداية عن عامل مُشترك مع العرب واليهود والمَسيحيين. إنّه يجمعهم في بوتقة واحدة.
نعم
فأخذ بعض القصص المَسيحية،
مال إلى بعض النظريات خاصةً رفض صَلْب المَسيح، إنّ المَسيح ليس ابن الله، وليس إله؛ وإنما نبيّ من الأنبياء،
وإنّ له خليفة
وأن مُحمد هو يعني المَسيح الجديد أو النبيّ الجديد.
ليس معنى ذلك أن مُحمد كان مَسيحيًا؛ ولكن مُحيط مُحمد كانت المَسيحية مُنتشرة فيه بقوّة.
نعم
نعرف ذلك من ورقة بن نوفل ابن عم زوجته..
صحيح
ابن عمها الآخر عثمان بن الحويرث….
صحيح
كان مَسيحيًا.
نعرف من الـ ما يسمون بالشُعراء الأحناف إنّ كلهم كانت لهم ميول مَسيحية،
وكانوا يكتبون أشعار، وقصص الأنبياء من التوراة ومن الإنجيل بنفس الأسلوب.
إذًا التوحيد لم يكن غريبًا على المُحيط الذي كان يتعامل معه مُحمّد، لا في مكة ولا في الشام، وهُنا تأتي نظريتي التي تجمع بين النظريتين.
أنا جاي لنظريتك خلينا للأخير تكون هي she on the top زي ما بيقولوا.
عندي أسئلة كتير بخصوص نظرية المُراجعين. قبل ما أنتقل عندي سؤال مُهم بخصوص مُعاوية، أكان مَسيحيًا أم كان مُسلمًا؟ لكن قبل أن أنتقل لذلك،
نظرية (Luxenberg) بالنسبة للقُرآن إنّ قراءة آرامية للقُرآن تُوضّح إنّ القُرآن عبارة عن ليتورجيا مَسيحية،
قراءات كانت تُقرأ في الكنائس، إنه قريون أو قريان
إنّه هي عبارة عن قراءة دينية.
نعم
نقرأها في قُدَّاس، نقرأها في المراسيم المَسيحية،
إنّه بعض السور مثل الفاتحة هي عبارة عن صلاة مَسيحية، إنّ بعض النصوص كده،
فهل تتّفق إنّه ممكن نُفسّر القُرآن كُلّه؟
أنا لا أتحدث عن أجزاء. كُلّه قراءة آرامية سريانية.
لا، لا نستطيع أن نقول ذلك، ماذا عن الأجزاء اللي في القُرآن التي تتحدّث عن مُحمد وزيد وحين تزوج..
امرأة وهبت نفسها.
امرأة وهبت نفسها للنبيّ، أين هذه النصوص السريانية؟
هذه نصوص عربية من الأساس، نشأتها عربية وتتعامل مع مواقف إنسان….
محدد
محدد، وتتعامل مع نفسيته، وبيتخانق مع زوجاته، وإذا أسرّ النبيّ إلى أزواجه حديثًا فيعني لا،
يعني أنا لا أتفق مع إنّ القُرآن يعني؛ لأنها…..
لأنّه نظريّة مؤامرة في النهاية أن القُرآن كان كِتاب مخفي تُرجم،
ولكن الأصل اختفى، غريبة!
حكاية إنّ كان في كِتاب قريان السرياني مش معناه إن كلمة قريان اللي هي معناها الليتورجية، إنّ معناها إن محتوي نفس الكِتاب.
طب ما المُصحَف الأثيوبي اللي… بتاع الصلوات كان اسمم “مُصحَف صلوت”، هل معناه إنّ القُرآن… المصحف ناقل هذا المُصحف الصلوت؟
لأ،
النظرية الأقرب هو إنّ كان في نصوص مبعثرة، بعضها عربي، بعضها مُترجَم من الفارسية اللي بتلاقي فيه كلمة سندس وإستبرق خاصة الكلام بيتكلم عن الجِنان والحدائق والجنة،
وبعضها مُترجَم من السُريانية.
وبعضها ناشئ في البيئة العربية،
وتم استيعاب ذلك من الذي كان يترجمه
ولذلك القُرآن ليس له مؤلِّف واحد؛ ولكن عدّة مؤلِّفين.
إزاي؟
كُلّ واحد كان عنده جُزء من القُرآن ويقول هذا القُرآن بتاعي؛
يعني إحنا نعرف إنّ مُسيلمة كان عنده قُرآن وأُمية بن أبي الصَّلْت كان عنده قُرآن.
إذًا كان فيه نصوص عربية بعضها مُترجَم،
وبعضها ناتج من البيئة العربية نفسها،
وممتزج بالشِّعر العربي، والسَجْع، وأساليب الكُهَّان في الكلام،
ولذلك هتلاقي في القُرآن أساليب مختلفة.
يعني مُحمد ليس هو كاتب القُرآن الوحيد؟
ليس الوحيد، هو أحد الكَتَبة، أو خلينا نقول هو الـ(Catalizator)،
هو الذي جمَّع هذه النصوص واعتبرها… كانت نصوص كُلّها يعتبروها…. يعتبرونها مُقدّسة،
وبعضها يبني على الأناجيل، بعضها يبني على التفاسير اليهودية، بعضها مأخوذ من أساطير أُخرى،
وبعضها مُتعلق بالبيئة العربية وبمشاكل مُحمد مع بيئته.
هل تعتقد إن هُناك نصوص كانت قبل وجود مُحمد؟
نعم
ونصوص كُتبت بعد موت مُحمد؟
هناك قُرآن قبل القُرآن،
وقُرآن أثناء حياة مُحمد،
وقُرآن بعد موت مُحمد.
وكُله مجموع في القُرآن الذي لدينا اليوم؟
القُرآن الذي لدينا اليوم هو جمَّع كلّ هذه النصوص؛
ولذلك لا يستطيع أحد أن يقرأ القُرآن ويجد فيه أي تسلسل منطقي.
حيجد من كل فيلم أغنية.
ولذلك نجد التِكرار أحيانًا؟
بعض الآيات دخلت في بعض السور مرتين.
زي الآية إن الذين آمنوا والذين هادوا مرة هتلاقي الصائبين…. بتلاقيها بالصائبين مرفوعة، وهتلاقيها مرة الصابئون مرفوعة، ومرة الصابئين.
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ» [سورة البقرة: الآية ٦٢]، «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ» [سورة المائدة: الآية ٦٩].
نعم.
وآيات كتير فيها فيها فيها تكرار يعني.
نعم.
إذًا القُرآن هو عبارة عن تجميعة على مراحل مُختلفة من طرف أُناس مُختلفين.
لكن الشخصية الرئيسية التي جمعَّت هذه النصوص في الأول هي مُحمّد؟
مُحمّد هو من يعني (He claimed the hole book)
أخد كلّ هذه النصوص وقال إنها تأتيه في صورة وحي من عند الله.
أسألك الآن عن مُعاوية،
نعم
سمعت أنا مُحمد الأستاذ/ مُحمد مسيَّح يقول: بأن معاوية كان مَسيحيًا بناءً على رأي إنارة أيضًا، أو بعض الأشخاص في مجموعة إنارة يقولون: بأنّه كان مَسيحيّ.
والدليل وجود عُملة عليها صليب، ومرسوم عليها مُعاوية،
والدليل إنّه تمّ تنصيبه في بُستان جسثيماني يعني، وأقام صلاة هناك.
هل هذا يكفي لنُعطي ادّعاءً بهذا الحجم؟
بأن الدولة الأُموية قامت مَسيحية في الأول؟
الأستاذ/ مُحمّد المسيَّح من أفضل الباحثين الموجودين على الساحة،
وأنا أحترم جهوده، وهو يشتغل بضمير مهني عالي، وبتجرد.
ولكن رغم صداقتنا، ورغم شغلنا أنا بختلف معاه في هذه النقطة،
هو عنده حُجج قويّة جدًّا.
يعني تُشير إلى إمكانية إنّ مش بس مُعاوية
ولكن الخُلفاء لحد عبد الملك ابن مروان كانوا مَسيحيين،
بسبب وجود العُملات اللي عليها صُلبان،
وبسبب أسلوب التنصيب اللي حدث في القدس ولم يحدث في دمشق مثلًا -عاصمة الدولة الأموية- ولم يحدث في مكّة والمدينة.
وبسبب وجود يعني كلمة أمير… مُعاوية أمير المؤمنين وبجوارها صَليب في الطائف.
ولكن نأتي لموضوع العُملات، العُملات الأُموية بعضها عليه منورا يهودية -الشمعدان اليهودي- هل معناه إنّ الخُلفاء كانوا يهود؟
؟؟؟
العُملات اللي هي في البلاد الفارسية كانت ما زالت تستمرّ، هو العرب كانوا بيعرفوا حاجة في دقّ العملات؟
اللي بيدق العُملات كان الفُرس، والرومان، والبيزنطيين.
نعم
فاستمرت نفس الماكينة في عمل العُملات ولكنها أضافت صورة لمعاوية وكتبت اسمه.
نعم.
والعُملات محذوف منها علامات الصَليب الأساسية اللي هي اليدين، أو اليدان المبسوطتان.
هي عصاية فمعناها إنّه طمس معالم الصليب.
أنا عارف التفسير إنّه بيحاول يقولك كان يؤمن بشكل صليبٍ آخر،
وهي أنا في نظري مُجرد ترقيعة للخروج من المأزق.
لأنه طَمْس الصَليب لحد الآن شيخ سلفي ممكن أن يقبل شيء عليه صليب، ويطمس له اليدين، ويخليه مُجرّد عمود.
وحتى لو صليب ما هو في الحائط بتاع الطائف، عليه صليب واضح مش بس بعصاية واحدة.
لكن هل قام به مُعاوية؟
ولكن هل معاوية هو الذي عمل ذلك؟
يعني لازم نفهم طبيعة الدولة التي كان يحكمها مُعاوية،
كان أكثر من 95٪ من رعاياها لا يزالوا مَسيحيين،
فدلوقتي زي ما السيسي بيروح الكاتدرائية علشان يسايس المَسيحيين يقولهم:
أنتو أخوانا في الوطن وإحنا مفيش بيننا وبينكم غير كلّ محبّة وكل خير،
مش مُستبعد أبدًا إنه كان يُحطّ لهم صَليب على العملة كنوع من الأُلفة علشان يقبلوا هذه العُملات؛
لأنّه كان الناس لا تقبل التداول بالعُملات إلّا لمّا يكون عليها معتقدها؛ فلذلك حتى لليهود كان يحطّله ما المنورا اليهودية على…
للفُرس كان يحطلهم نار، فيعني هذا شيء من سياسة الدولة، وليست تُبين عقيدة الحاكم بالضرورة، أنا من رأيي مُعاوية لا كان مَسيحي ولا كان مُسلم.
يعني هو عربي، وحاكم عايز يريح دول ويريّح دول.
ولكن مُسلم العقيدة..
مُسلم يعني النشأة والبتاع بس إنّ هو مكنش الإِسلام هو الذي يُحركه يعني.
آه يعني براجماتي -شخص بيستخدم الدين لمصالحه الشخصيّة-.
الحُلم الإمبراطوري وهو بيحاول يسايس العرب اللي هما مؤمنين بهذه العقيدة ويسايس المَسيحيين اللي هما غالبية الحكام في هذا الوقت،
فهذا شيء منطقي جدًا خاصة إنّ العرب ماكانوش لسة اتوتكوا في الصناعات،
وصكّ العُملات،
كانوا الفُرس، والرومان، والسُريان هم الذين يعملون في هذه العملية،
فمن باب الإيه…. يعني ده دول مكتبوش قُرآن حيهتموا بعملة جديدة وبتاع جديد؟!
اعمل بالقديم وخلاص وحط اسم الحاكم الجديد واشتغل بالأسطمبة القديمة وخلاص.
السؤال اللي أنا وأنا أُتابع هذه الأفكار، السؤال اللي كان بيشغل بالي، لو كان مُعاوية شخصًا مَسيحيًا وعلى هذا القدر من الأهمية وحاكم،
لماذا لم يُذكر وتفتخر به إحدى الطوائف المَسيحية مثلًا؟
هو أي… هو كان ينتمي لأيّ طائفة أصلًا؟
أو يقولوا هذا منا يعني، كلّ واحد ممكن…
هما ذكروا ناس أقلّ أهميّة من مُعاوية يعني،
فكان المفروض إنه واحد clear him at least يعني.
يعني مدرسة المُراجعين شوية بتخش لهذه النقطة
بيقولوا: إنّ كلمة أمير المؤمنين خاصةً إنّ كلمة المؤمنين لها علاقة بالإيمان المَسيحي، بس برضو دي نظرية فيها بعض الشطوح يعني.
نعم، نأتي إلى نظرية مكة،
هل هي منشأ الإِسلام أم نشأ في أماكن أخرى؟
(Dan Gibson) أنا استجوبته، وأعطى نظريته بخصوص البتراء،
وأعطى الأدلّة التي لديه خصوصًا، القِبلات، موضوع القِبلات والمساجد الأولى.
وهي اللي بيمحور عليها كُلّ النظرية، فهل تعتقد أنّ الإِسلام نشأ في مكة أم في البتراء، أم في الشام، أم في أيّ مكانٍ آخر؟
أنا نظريتي الشخصية أن الإِسلام نشأ بين كلّ هذه المُدن والأماكن.
مُحمد أصله من مكة، ومكة كانت جُزء من دعوته،
ولكنّه كان نبيًا متجوّلًا،
كان يتحرك بين الأماكن يدعو بدعوته، ويرى أين المكان الذي ستنتشر فيه دعوته أكثر.
بناءً على إيه؟
ما هو المصادر الإِسلامية بتقول لنا إنه يعني كلها تُعد على رؤوس الأصابع، المرّات التي ذهب فيها إلى الشام، -لو تتبّعت السير-
بناءً على إيه تصل إلى هذا الاستنتاج؟
لأني أعتقد إنّه واحد كان تاجر، وكان كلّ ستّ شهور في نصّ السنة كان بيكون ما بين الشام وبين مكة.
إيه اللي هيخليه مرة واحدة ميعملش كده؟!
يعني حكاية إنّ هو توقّف، وتفرغ للدعوة كلام مش منطقي يعني.
مهما كانت زوجته ثَرية هذه الأموال تضيع بعد فترة بسيطة إذا لم تتجدّد التجارة، وهي كانت لها تجارة،
لماذا يعني يُهمل هذه التجارة، ويتفرّغ فقط لدعوته؟
هذه فكرة إنه عايزين يعملوه مُتفرّغ، إيه اللي يمنع إن هو يكون كان بيمارس تجارته، وكان بيذهب للشام، ويرجع ويذهب للشام ويرجع!
والحوارات التي كانت تدور في الشام هي التي شكّلت عقليته،
وإن هو كان… ما هو الشام كان فيه عرب كمان،
ومنطقة البتراء، والأردن كان فيها عرب كمان، فهو…. ولها آثار هُناك.
فيعني لا يوجد مانع أبدًا مِن إنّ هو كان يتنقّل من بين الأماكن، ويدعو في كلّ مكان يذهب إليه؛
لأن لُغته ولُغة القُرآن ليست لُغة مكة؛
لُغة القُرآن هي لُغة عرب الشام، والخط -أول خط- كُتب به القُرآن.
المائل أو الحجازي.
الخطّ الحجازي ليس خط حجازي؛ ولكن خط شامي
يقرب من النبطي، ويقرب من الـ اسمه إيه… الخط السُرياني،
فإذًا هذه النظرية لا تنفي هذه النظرية، يعني نظرية…..
لكن نظرية (Dan Gibson) إنه المدينة المُقدَّسة الأولى عند المُسلمين هي البتراء.
ولماذا لم يتحدّث أحد عليها؟
هل توجد مدينة مُقدَّسة اسمها البتراء يتم بترها من التاريخ؟ ويتم نَفيها تمامًا؟ ما الداعي؟
لماذا أقول بعد عقود من نشأة الإِسلام لا لا لا ألغي البتراء خالص وهنروح لمكان تاني، ونخترعه ونسمّيه مكة؟
لا توجد حاجة، لا يوجد إلحاح لهذا الاختراع،
لو كانت البتراء كنت حتلاقي من البدو القبائل اللي هناك من يفتخرون بهذا الشيء، وعلى الأقلّ يكون عندهم سرديات شفوية، مثل بدو في كل مكان يعني.
أو ربما نشأت هرطقة معيّنة على الأقل، حتى لو كانت صغيرة تُقدِّس هذه المدينة؟!
مثلًا يعني كان يكون فيها أيّ آثار،
مفيش أي داعي لتغيير معالم جغرافيا نشأة أيّ دين أبدًا يعني.
إذًا في نظرك إنّه الكلمات والفواكه بتاع القُرآن والسياق بتاع مثلًا امرأة لوط، وغيره،
إنه ده كُله يدل على إنّ مُحمد كان متنقلًا بين الشام ومكة؟
وكان يتحدّث لبيئات مختلفة، حتى القُرآن يتحدّث إلى بيئات مختلفة.
مش فقط قُريش؟
القُرآن بيتحدّث للكافرين ويقولهم إن عندهم…. عندكم جِنان، وجنّات من عنب وزيتون.
ومتاع لكم ولأنعامِكم.
«وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٢)» [سورة عبس: الآية ٢٨ – ٣٢].
فين الأنعام اللي كانت في مكة؟
فده كان هو بـ…
.؟؟؟؟؟؟ مثلًا!
لا، أين المتاع؟ أين الخضرة اللي كانت موجودة التي تحدّث…؟
أين الحدائق اللي كانت موجودة؟
فهو كان يتحدّث لبيئة شامية في بعض الأجزاء،
ويتحدّث لبيئة صحراوية في بعض الأجزاء،
القُرآن لا يتحدّث لمجموعة واحدة من البشر؛
ولذلك تجده مُختلف في لُغته، وسرديته، وأُسلوب تعاطيه، ٢٣ سنة يعني.
نعم فـ السردية اللي في نظرك معقولة: إنه مُحمد كان شخصية تاريخية موجود لكن بحجمٍ أقل،
كان متنقلًا بين الشام ومكّة،
وإنّه الإِسلام فعلًا نشأ في مكة كمدينة مُقدّسة، أفهم ذلك مِنك؟
يعني هو نشأ…. مُحمّد نشأ في مكة
ولكن ليس بالضرورة أن يكون نشأ الإِسلام نفسه في الأرض.
نعم، ما هي المدينة المُقدَّسة لدى الإِسلام في الأول؟
ما هو لازم تكون مدينة النبيّ؛
فبالتالي هُناك شرعية أن تكون مكّة هي مدينة مُحمد المُقدَّسة؛ وبالتالي هي اللي أخدت الـ(credit) كله،
ولكن مُحمد دعوته انتشرت في رحلاته اللي كان جُزء منها متعلّق بمكة،
ولكن أغلب أجزاء القُرآن وأجزاء الدعوة كانت تعني بمناطق أخرى.
وهو مُحمّد مشروعه كان تجميع العرب من الشتات؛
يجيب عرب الشام، على عرب الأردن، على عرب الجزيرة العربية، وعلى عرب اليمن ويجمّعهم.
وهُناك نظرية -أحدث نظرية عن نشأة الإِسلام- هي (نظرية اليمن)؛
ليس أنّ الإِسلام نشأ في اليمن،
ولكن أنّ معظم المُسلمين الذين اتّجهوا واحتلوا بيزنطة، وبلاد الفُرس فيما بعد كانوا قادمين من اليمن؛
لأنّ قبل نشأة الإِسلام مباشرةً انهارت يعني مملكة حِميَر اللي موجودة في اليمن
بسبب وجود جفاف، وعدم هطول أمطار، ومجاعات
جعلت عشرات الآلاف من العرب الشباب يهاجرون من اليمن للجزيرة العربية في الشمال، و للمناطق العربية التي يسكنها العرب في الشام، وعلى أطراف بلاد فارس.
وتقول النظرية، -وهذه النظرية يعني منشورة بس من أربعة شهور موجودة في مجلة ساينس اللي هي أحدث مجلة علمية يعني وأشهرهم- وتقول:
إنّ الإِسلام انتشر بسبب المجاعات،
أنّه هذه المجاعات ذهبت هربًا من الجوع فكان في هذه الفترة بدأت دعوة مُحمد تتحرّك،
فتجمعوا حولها لأنّه أعطاهم مشروع ليأكلوا، مشروع لنهب ثروات بلاد فارس، وبلاد بيزنطة،
فهذا هو السبب الحقيقي أنّ هذه الأعداد الكبيرة كانت جُزء من المشروع العربي للغزو.
عودة للقُرآن… ما تفسيرك لوجود كلمات سُريانية؟ إذا لم يكن القُرآن قراءة سُريانية، قراءت دينية سُريانية،
ما تفسيرك لوجود كثير من مصطلحات اللي هي أجنبية عن القُرآن؟
طور،
حتى فُرقان،
كلمات مثل حيوته، وسكوته، وصلوت، أو صلوتة
اللي هي كُلها كلمات نفهم إنه سُريانية ومازالت آثارها موجودة إلى الآن
يعني بالطريقة اللي مكتوبة بيها!
كيف تُفسّر بعض المصطلحات اللي…. أو بعض الكلمات اللي ما لقولهاش تفسير أصلًا،
المُفسرون حاروا فيها ومعرفوهاش،
حتى كلمة حور عين يعني اللي فسرها (Luxenberg) إنه عنب أبيض؟
وإنّه فعلًا لما تذهب للسريانية معناه عنب أبيض،
هل هو مُحمد كان يأخذ من السريانية؟
هل هما كُتّاب آخرون كانوا بيكتبوا بالسريانية؟
كيف تُفسّر ذلك؟
يعني قُلت لك إن القُرآن له subtext
له أصول غير عصر مُحمّد،
مجموعة صلوات مَسيحية،
مجموعة حِكم فارسية،
مجموعة أساطير بابلية،
مجموعة قصص خرافية يونانية،
موجودة وتم ترجمتها للعربية.
وفي ترجمة العربية للنصوص الفارسية حتلاقي كلمات، مثل: سُندس، وإستبرق دخلت في الموضوع،
والقُرآن له جُزء عربي من الشِّعر ما يُسمّى بالشِّعر الجاهلي.
هتلاقي القُرآن فيه واخد من الشِّعر الجاهلي أنا عامل حلقة في صُندوق الإِسلام،
ماذا أخذ القُرآن من الشِّعر الجاهلي؟
تجد أشياء يعني غريبة جدًا صورة طِبق الأصل Copy Paste.
فإذًا هو تجميعة،
ففي نصوص كانت سُريانية مش لازم يكون مترجِم حرفيًا من للي حصل،
ولكن هو بيترجم الكلمات، وفي كلمات في السُريانية،
حركة الترجمة لم تكن بهذه القوة مثل الآن.
فهو ما يلاقيلهاش بقى كلمة….
يحطها زي ما هي…
كلمة صلوت، صلوت جديدة على العرب
فيكتبها صلاة، ويكتبها بالواو مثل السُريانية،
وزكوت يكتبها مثل ما هي،
كلمة روح القُدس ياخدها زي ما هي من النصوص المَسيحية،
ما يلاقيلهاش ترجمة عربية مناسبة يعني.
فطبيعي جدًا إنه كِتاب متأثر بكل هذه الثقافات أنتج….
كلمة دينار أو قنطار ما دي مصطلحات يونانية
وماهو بعدين في الآخر ييجي يقولك كِتابٌ عربي مبين،
يعني هو ربنا محتاج يستعير لو هو لغته عايز يكتب كتاب باللغة العربية،
غير قادر إنه ينشئ مصطلحات عربية الأصل؟!
لأ، هذا الشيء زي أيّ أديب،
واحد قارئ لنجيب محفوظ، وHemingway، وMark Twain، ويعني Shakespeare، وDostoevsky.
مجمّع توليفة لمّا ييجي يكتب لن يستطيع أن يتحرّر من هذه المصطلحات التي سمع، فإحساس… سيكتب جملة تشبه (Shakespeare)، وجملة تشبه (وDostoevsky)، وجملة لـ(Tolstoy)، وجملة لـ(وHemingway) و(Mark Twain)، ده طبيعة العمل الأدبي.
والقُرآن بما إنه لم يؤلّفه شخص واحد؟
ولكن على مراحل وتراكمات من الزمن،
ولكن تم تجميعه لغرض الإمبراطورية أن يكون هو المُرشد والدستور والِمنهاج التي تسير عليه الإمبراطورية الإِسلامية.
كيف تُفسّر غياب مكة من الوثائق مالهاش أي ذِكر؟
مع العلم إنّه فهمونا، وهذا تُجيب عليه في كِتابك،
لكن أُريد أنكشك قدام المُشاهدين تطلعلنا زبدة الموضوع،
إنّه مكة ملهاش أي ذِكر،
فجأة قالولنا إنّه مكة كانت هي المركز، وإنه كانت منذ عهد آدم، منذ عهد إبراهيم، وهي مركز التجارة وكل شيء،
لكن الواقع والتاريخ يُكذب كُلّ ذلك،
متى صارت مكّة ذات أهمية؟
يعني تاريخيًا لا نعرف لمكة أي ذِكر بقى قبل الإِسلام،
لا يوجد لها ذِكر حتى يقولوا إنّ مكة كانت مركزًا تجاريًا، ومركز لحج العرب، وفيها الكعبة التي بناها إبراهيم،
لا توجد أيّ وثيقة لا عربية ولا غير عربية تتحدّث عن مكة قبل الإِسلام إطلاقًا.
حتى طريق التجارة اللي يتحدثون عنه تجد الطائف على الخرائط الرومانية تجد الطائف اللي هي المفروض أقل أهمية بكثير من مكة، وتجد يسرب،
ولكن لا تجد أيّ مكان لمكة في مكان يعني يقولون اسمه ماكورابي ولكن جغرافيًا هو غير مكة خالص وفي منطقة أقرب للعراق وبلاد فارس منه إلى مكة يعني.
فأولًا غياب مكة هو لأنها لم تكن بهذه الأهمية فعلًا،
لم تكن لها هذه الأهمية الكبيرة.
فهل حاولوا إعطائها أهمية لاحقة بأثر رجعي؟
يعني إنه يقول لك كانت مهمة عشان يعطي لمُحمّد أهمية؟
ما هو عشان إعطاء مُحمد أهمية إذا كان مُحمد من مكة يعني ما هو هذا الشيء يعني ينفي حكاية اختراع شخصية مُحمد،
لا مُحمد موجود وهو من مكة
ولكن مكان لم يكن له قيمة كبيرة،
يمكن كان في كعبة من ضمن 21 كعبة موجودين في منطقة الجزيرة العربية.
مُحمّد هو صاحب مشروع ربط مكة بإبراهيم وبالإسماعيليين والهاجريين؛
فلذلك حَبّ أن يعطيها هذا الزخم، وهذا الأسطورة، أو على الأقل من جاءوا بعده وحاولوا ربط الإِسلام باليهودية والمَسيحية مش بس عن طريق اللاهوت،
ولكن عن طريق النَسْب لإبراهيم.
نعم.
فهو هذا الشيء اللي خلّى مكة يتم تضخيمها وإنها كانت مركز تجاري،
ولو كان… وكانت مركز تجاري فعلًا كانت ذُكرت في كُل المصادر الفارسية والرومانية.
هل الإِسلام ولِد كالإِسلام الذي نعرفه اليوم؟
أم هو سلسلة من التراكمات عبر العصور؟
النسخة التي لدينا من الإِسلام الآن هي سلسلة من التراكمات عبر العصور،
الإِسلام في نشأته وحتى وفاة مُحمد لم يكن دين مستقل،
ولا دين واضح المعالم،
ومُحمد مات فجأة دون أن يُنهي هذا الكيان.
وسبب اختلاط المشروع السياسي بالمشروع العقائدي مُحمد عابد الجبري يتحدث عن ثلاثية العقيدة، والقبيلة، والغنيمة
هذه الثلاثية التي أنشأت الإِسلام.
نشأته كانت ثلاثي العقيدة، والقبيلة، والغنيمة،
ولم يكن…. لم تكن العقيدة حتى هي السائدة وهي المسيطرة،
ولكن الفكر القبلي الإمبراطورية الأُموية هي فكرة قبلية،
الإمبراطورية العباسية هي فكرة قبلية،
الإمبراطورة العثمانية هي فكرة قبلية، ولم تكن العقيدة هي المُحرّك الأساسي لها،
ولكن كل إمبراطورية كانت تُضيف إلى الإِسلام بعض الأشياء، وتحذف منه بعض الأشياء.
في فترة من الفترات كانت تبتعد هذه الإمبراطوريات تمامًا عن النهج الإِسلامي،
تُعطِّل الشريعة، تسمح بالخمور والرقص وهكذا.
وفي بعض الأحيان كانت يعود الحنين إلى شيء اسمه الإِسلام الصحيح،
الإِسلام الصحيح ومأساة المُسلمين،
العودة إلى مجتمع المدينة الأول، وكيف كان يتصرّف مُحمد.
وهو معناه العودة للأصولية، العودة للتَزمُّت، العودة لاضطهاد الأقليات، وبالتالي التخلف والتحجر،
ونحن الآن في آخر سلسلة من سلاسل التحجُّر والتخلّف.
أننا ما زلنا نحلم باستنساخ دولة المدينة الذين…. التي لا نعلم عنها أيّ شيء،
مجرّد أساطير يحكونها ولم نرى منها أيّ دليل تاريخي، ولا توجد وثيقة واحدة تدل عليها.
كلمة إسلام تغيب من الوثائق السُريانية. مكنش حد يعرف إسلام، مكنش حد يعرف هذا الدين اللي اسمه الإِسلام،
لكن فجأة صار الإِسلام وكأنه مُحمد كان يعرف من أول يوم إنه هذا الدين اسمه الإِسلام يعني،
وحتى إبراهيم هو الذي سمّاكم المُسلمين، وكل الأنبياء كانوا مُسلمين،
هل تعتقد ده اختراع لاحق أُلصق بدعوى ليست واضحة المعالم نشأت في الأول؟
إحنا عندنا مصحف بتاع عبد الله بن مسعود من أقدم المصاحف الموجودة،
في هذا المصحف فيه آية تقول: “إنّ الدين عند الله الحنفية”،
ليس إنّ الدين عند الله الإِسلام،
معنى ذلك أن فكرة أن الإِسلام هو دين جديد لم تكن موجودة أيام مُحمد نفسه،
وأن كلمة الحنيفية تم استبدالها بكلمة الإِسلام.
أصبحت إنّ الدين عند الله الإِسلام لخلق يعني كيان جديد،
لماذا رُفض مصحف عبد الله بن مسعود؟
لماذا لم يُتخذ وهو يعتبر يعني من أهم يعني المُحدّثين وشخصيّة مهمّة، أهم ممن كانوا يكتبون….؟
يكتبون طبعًا…
كان هو أولهم حتى…
أولهم،
لماذا تم استبعاده؟
يبدو إنّ إحنا كان عندنا نُسخ كثيرة من القُرآن،
هل.. الكُتب الإِسلامية نفسها تقول إنّ سورة الأحزاب كانت أكثر من ٢٠٠ آية وكانت بتفوق سورة البقرة،
ولكن أرى سورة الأحزاب حاليًا هي فيها ٧٧ آية تقريبًا،
يعني اتحذف منها على أقلّ ١٣٠ آية.
أين ذهبت كلّ هذه الأشياء
ففي مشروع سياسي كبير، من الطبيعي أنّك تقُصّ أشياء حين تبني إمبراطورية خبيرة من الأندلس للصين مثل الإمبراطورية الأُموية.
من الطبيعي أنك تحتاج إلى كلمة واحدة اسمها إسلام
وإلى كِتاب واحد اسمه القُرآن
ونبيّ واحد اسمه مُحمد
ليكون دستورًا ونهجًا ونِبراسًا تسير عليه هذه الإمبراطورية.
إذًا نستطيع أن نقول بكل ثقة أن نظرة المُراجعين للإسلام هي نظريات مش نظرية واحدة، لكن مجموعة تحت عنوان (المُراجعين)
إنّه الذين ينكرون وجود مُحمد تمامًا لديهم ادعاء كبير لا يستطيعون إثباته بشكل قَطْعي،
وأنّه الأقرب إلى الواقع، والأصل إنّه كان فيه نبيّ محلّي لديه دعوة محليّة أخد نصوص موجودة، أضاف عليها نصوص في وقته، أُضيف عليها لاحقًا
إنّ الإِسلام عبارة عن تراكمات عبر العصور
بدأ في عصر حتى ما قبل مُحمد، ثم في مُحمد، وبعد مُحمد،
وأضاف إليه الفُقهاء والمُحدثون إلى يومنا هذا.
أستطيع أن أقول ذلك؟
تستطيع أن تقول ذلك،
هذا تلخيص جيّد جدًا للفصل اللي أنا كتبته في كِتاب “المخفي عن العوام” عن نشأة الإِسلام.
أشكرك أستاذ/ حامد عبد الصمد.
أشكركم مُشاهدينا على متابعة هذه الحلقة، أتمنى أكون بسّطت الموضوع بما فيه الكفاية، ألقاكم في الحلقة القادمة.

الأخ رشيد

8 views

You may also like