حوار مع المفكر الدكتور سيد القمني – القيم الدينية مقابل القيم الإنسانية

 

مرحباً بكم جميعاً في حوار جديد من حورات هشام، معي اليوم ضيف مميز جداً

مُنذُ إنطلاق برنامج حورات هشام قبل سنوات، وأنا أتلقي طلبات كثيرة للأستضافته

أنا سعيد جداً اليوم أن الأمر تحقق، الكلام عن المفكر والباحث والكاتب الدكتور سيد القمني

مرحباً بك دكتور في حوارت هشام

مرحب بيك أستاذ هشام أهلاً وسهلاً

كيف الصحة، كيف الأحوال؟

الحمد لله الحمدلله

موضوع لِقائنا هو القيم الدينية مقابل القيم الإنسانية

نعم

لو تَفضّلت دكتور وقدمت لنا مُقدمة تكُون مِثل أرضية لنقاش هذا الموضوع المُهم

حاضر

شوف يا أستاذ لنُعرّف القيم أولاً يعني ما هي القيم ؟

القيم معيار أو مقياس بنحكم بُمقتضاه علي الشيئ فنقول

هذا الشيء ثمين، هذا الشيء رخيص، نحكم على الفكرة، فكرة جيدة، فكرة رديئة

نحكم علي السلوك، سلوك خيّر سلوك شرير

بنحدد المرغوب فيه والمرغوب عنه، هنا الإنسان هو الطرف الأساسي في الموضوع كله

اممم

لأنه هو إللي هيطبق حكم القيمة، هو إللي هايقول هذا خير أو شر، هذا جميل أو قبيح

هذا حق أو باطل، لذلك لا وجود للقيم في غياب الإنسان

القيم مش هتفعل بنفسها، ولا حاجة ولا أثر ينتُج عنها لوحدها، من غير الإنسان في غياب الإنسان

اممم

وتعامل الإنسان مع محيطه هو اللي بيؤدي لظهور القيم لو وضعنا الإنسان في مكان خالي

من الأشياء وتفاعل السلوكِ فلن يكون بحاجة إلي القيم

صحيح

وإلاّ لم تظهر القيم لظَل الإنسان حيوان لأن القيم هي التي صنعت من الإنسان إنسان

ومع تطور الإنسانية يتطور السلم القيمي فلإنسان هو مُكتشف القيمة وهو اللي وضع لها قوانين

فالقيمة حكم بشري يَصدره الفرد أو المجتمع،

وهُناكَ قيم حقيقية وقيم زائفة

القيم الحقيقة تتصف بثلاث صفات:  أولاً إننا نختارها بحرية

يعني أختار القيمة التي أُريد أن أقيّمها أو أصدر عليها حكم القيمة بحرية تامة

امممم

الأمر التاني أنه يتفق حولها الجميع إنها قابلة للتطور

ولذلك الفلاسفة من زمن الفلاسفة الإغريق لحد النهاردة ، قالوا أنه في قيم مطلقة

أي قيم يتفق حولها كل الناس، هي القيم الحقيقية ولا يختلف عليها أحد، وسموها القيم الإكسيلوجية

امممم

ودي مثلا إللي هي القيم (الثلاثة الحق-  الخير- الجمال)

هذه القيم لا يختلف عليها أحد ويتفق حولها الجميع،

أما يعني لو قلنا ماهي القيمة السليمة؟ بناءً علي هذا التعريف

القيمة السليمة لا وجود لها في إختفاء الحرية الكاملة

اممم

لان الحرية بتعمل إختيار ومُفضَلة مابين القيمة الحقيقية،

  ومع غياب الحرية لا توجد سوي القيم المُزيّفة، مع الأسف يعني القيم الدينية

يعني فُقَهائَنا بيتعتبروا الإسلام هو مصدر كُل القيم

مما يعني أن الإنسانية قبل الإسلام عاشت بلا قيم، فماذا عن الحضارات الكُبري القديمة يعني

كانت بلا قيم، مصر القديمة، بابل، أشور، أتينا، روما، يعني فجر الضمير كان في مصر

فجر القانون كان في بابل، فجر الكتابة كان في لبنان، فجر الديمقراطية كان في أتينا

فجر الدستور كان في روما، كل دول ماعندهمش قيم، عشان يجي الإسلام يقولنا أيه هي القيم

اممممم

ولو قلنا أن القيم موجودة في كتاب محفوظ قبل خلق الإنسان

ها يترتب علي ده عدم تصور القيم لثباتها بثبات الضغط

وإحنا قلنا الشرط قلنا الشروط الأساسية للقيم السليمة إنها تكون قابلة للتطور

اممم

ماهي لو فيه قيم موجود في كتاب محفوظ أو في بيم فهي ثابتة بثبات النص

لا تتطور ولا تتغير وبالتالي تكون قيم زائفة، ويترتب علي القول بقيم دينية أضرار

أولاً إنها لا تقبل المناقشة ولا تقبل إعمال العقل بل تطلب التصديق والطاعة

بينما القيم زي ما قولنا هي تعتمد علي الحرية في ألاختيار والمُفاضلة وعقل يميز

ولو قلنا بقيم دينية ستكون زائفة باطلة لخُلوها من الإختيار العقلي

اممم

طيب يترتب علي قول القيم دينية ضرر كا لتالي

ضرر أقبح هو الصراع الدموي إللي ها يترتب علي القول بقيم دينية

للأختلاف الأديان هتتصارع مع بعضها وقيم كلاٍ منها هي الصح عند أتبعها

لذلك القيم الزائفة طائفية يعني بترعي مصالح طائفة بذاتها بعينها بغض النظر

 عن مايحلق بالطوائف الأخري من أضرار أو مصايب أو كوارث زي قيمة الغزوات والفتوحات

كانوا بيعتبروها فخر وزهو

 في الدين الإسلامي بالتحديد بيحول القيم للتجارة

اممم

القيم هي إداء الواجب بغض النظر عن المسائل المترتبة عليه ربما تكون النتيجة ضرر

علي المؤدي الواجب، يعني أنا عشان آدّي الواجب بغض النظر عن النتايج

وربما تكون النتايج ضارة ليّ لكن علىّ نافعة للواجب هذه هي القيم الحقيقية

امممم

الدين الإسلامي بيحول القيم للتجارة، الحسنة بعشر أمثالها وبيربطها بنظام

من المكأفات والعقوبات، تكون النتيجة إلغاء الضمير

إللي بيراعي الواجب والخير الإنساني الراقي، ويحول الناس لأتباع عميان لأنها أوامر فدائية فقط

 امممم

بينما، القيم الإنسانية بتقصد خير الإنسان في أي مكان غيرها هي طائفية بتقصد مصلحة طائفة

 أو جماعة أو مذهب ولا تعبئ بالإخرين ولا أيه هايجرالهم

يعني زي ما قولتلك في حرب هتلر لم يعبئوا باللي جري للشعوب

امممم

لأن القيم كانت ذاتيه، قيم مزيفة، قيمة لمصلحة طائفة ومهما حدث من أضرار للطوائف الأخري

مش مهم

اممم

يعني لا تعبئ بالاخرين، وما يلحق بهم من أضرار مادام النفع بيعود علي الطائفة أو الجماعة

عشان كده مش هاتجد أي شعور بالألم في كتب التراث الإسلامي

وهي بتحكي عن هذه الفتوحات

لأن لن تجد أي شعور بالندم، وإنما كل ما تشعر به الزهو والفخار

اممم

يَروْن الإسلام مرادف للإخلاق، بينما الحقيقة يعني وأتمني إن ربنا يستر في إللي هاقوله

الإسلام هو نقيض للإخلاق، فالمسلم مابيسرقش ولا بينام مع أمه إلا لأن كتابه قاله كده

مش لأن دي قيم، وضيف لكده الإسلام قوانين عقابية ومكافأت دنيوية وأخرواية

فين الإخلاق بقي في الرشوة والترهيب هنا، بيترتب على الكلام ده وعلى إنهم يروا إنهم أهل القيم

التامة والسليمة إن غير المسلم هايبقي غير ذي خُلقٍ بالضرورة

امممم

ليه؟ لأنه فاقد غير مسلم ما لهذه الأسباب قامت الحروب، على إعتقاد بإمتلاك المسلمين

الحقيقة النهائية ، حروب الفتوحات، حروب الفتن إللي قامت بين المسلمين والمسلمين

قامت على إمتلاك كل طرف الحقيقة الكاملة والتامة أنه هو الصح وغيره غلط

وكانت الحروب صفرية يعني فيها إبادة

امممم

وقد تمت إبادة بيت الرسول نفسه، وإبادة ممالك زي الغاسات والمنازل

وأرفع الدرجات هي الإعتداء على غير المسلم، حسب عقيدة الولاء والبراء

الإعتداء على غير المُسلم قيمة عظيمة جداً، والقيم الإسلامية مع الأسف الشديد

تتنافي وتتناقض مع القيم الحقيقية والسليمة،

امم ، شكرا دكتور على هذه المقدمة الجميلة للموضوع

السؤال سؤالي الاول هو  يعني بالنسبة للمسلم كما تَفضّلت أسمي القيم هي الموجودة في القرأن

وفي سُنّة الرسول

نعم

وكُلنا نعرف الأية الشهيرة  وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ

وهناك أيضا الحديث كما قُلت الذي يقول فيه الرسول أنه بُعث ليتمم مكارم الإخلاق

نعم

حبذَا لو بَيّنتَ لنا دكتور أين تتجلي هذه القيم في الواقع وفي التاريخ الإسلام

نعم

شوف يا أستاذ يعني هما مثلاً دلوقتي المسلمين ماشيين علي السُنّة

امممم

باعتبار أن الرسول خيّر الناس أخلاقاً وأنه على خُلق عظيم

صحيح

وبالتالي لما بيلتزموا بهذه السُنّة هما علي أخلاق عظيمة، طيب

النهاردة السُنّة بتُجيز زواج الفتاه وعمرها 9 سنوات ليه ؟

لأن النبي كان عُمره 52 سنة وأتجوز عائشة وعمرها 9 سنين

اممممم

هذه ليست قيمة أخلاقية بالمرة، وبمقايسنا اليوم حتي لو كانت بمقايسهم ماشية

 بمقايسنا اليوم ما تنفعش هذه جريمة،  قيم مثلاً زي إللي بيتبوعها دلوقتي عدم التبني

التبني ممنوع، رغم قيمته الجميلة والمحترمة والتي تُنشئ تعاطف، وتُنشئ سعادة عند الأسرة

إللي هاتتبّنَي ورعاية وكفالة للطفل إللي هانتبنّه كل ده يذهب في السُدا ويبقي إلغاء التبني ليه؟

لأن النبي لما شاف مرات أبنه بالتبني، زيد وكان أسمه زيد أبن محمد هو زيد أبن حارسة

بس أسمه زيد أبن محمد

  نعم

وكانت العرب تري أن الأبن بالتبني له كافة الحقوق والواجبات الأبن الحقيقي

فلما شاف مرات زيد فاعجبته، قام زيد طلّق مراته وأتجوزها محمد

هل هذه قيمة إخلاقية نتبعها، بعد ده وده بقي، لو أتكلمنا عن زمن النبي والسيرة النبوية

امممم

يعني مثلاً في حادثة صفية بنت حيُري أبن أخطب إللي هي وقعت أسيرة في حرب خيبر

النبي نام معها قبل مايستبرأ رحمها، وكان قتل أبوها إللي هو حيُري أبن اخطب في قريش

وقتل جوزها في خيبر وقتل أخوها في خيبر وقتل عامة عشيرتها في خيبر،

 ونام معها في نفس الليلة، هل هذه من القيم الإخلاقية الرفيعة ؟

حتي نتبعّها، مثلاً  العرب كانت تري أن قتل الأسير عار وشنار وعيب

كان النبي بيقُتل الأسري، يعني مثلاً أختار من بين أسري بدر أتنين بالتحديد

النُظر أبن الحارس وعقبة ودبحهم وهم أسري ليه؟

لأنهم لما كانوا في مكة، كانوا بيسألوه أسئلة لأختباره، فيقولوا ما هي الروح

فيجاوب ويسألونك عن الروح، ويقلولوا له من هو ذو القرنين ويسألونك عن ذو القرنين

 خذوا منه لأهل الذكري، يسألوه عن الفتية إللي آمنوا بربهم أهل الكهف فيجاوب إلي أخره

فكانوا بيضايقوه، إضافة لأنهم كانوا يروحوا إلي أهل قريش النبي يبقي أعد يقولهم قصص

القرأن، فيرحوا لأهل قريش يقولولهم تعالوا نحكي لكم أحسن مما يحكي مُحمد، لهذا السبب

تم دبحهم،

زيادة على كده

أتفضل

مش بس أتريل تعسر 300 إسير من بني قُريظة أستسلموا ماحربوش

 لم يرفعوا سلاح وتم ذبحهم في غادة واحدة، الـ300 أتقتلوا في ليلة واحدة

هل هذه من القيم الإخلاقية الرفيعة؟ بس يا سيدي كفاية كده

لكن دكتور قد يعترض البعض ويقول أن أو ما تكلمت عن الغزوات والفتوحات

لماذا نلوم الإسلام هذا يعني المعترض سيقول لماذا نلوم الإسلام بفعلي أشخاص

 إذا الصحابة إقتتلوا فهذا لا يعني أن الإسلام فيه مشكله

اممم

لا واضحلي السؤال شوية، اشرحلي عايز تقول أيه؟

نعم يعني الاعتراض دائما يكون أننا يجب أن نفرّق بين الدين، وما أتت بيه الشريعة

وما يفعله الأشخاص الناس المُسلمون المُنتسبون للإسلام ؟

ما احنا هنا بنتحدث عن قيم دينية مش قيم الإفراد إللي هما مش

أنا بتكلم عن القيم الدينية، القيم الدينية أديني واضحتهلك، وخاصة القيم الأخلاقية

تخيل يعني غير المسلم مثلاً، هو غير ذي خُلق بالضرورة،

المسلم يري الغير مسلم أن ليس له خُلق بس غير مسلم،

 لو بصيت أنت مثلاً في حروب الفتن بين المُسلمين وبعض

نعم

قامت على أمتلاك كل طرف الحقيقة التامة، وكانت الحروب صفرية يعني إبادة تامة

عشرات الألاف من الناس

أدت لإبادة بيت الرسول كله تمت إبادته حتي الأطفال قتلوا

إبادة ممالك زي الغاسسنة والمنازلة أنتهت من التاريخ مافيش ممالك أسمها الغاسسنة والمنازلة

اممممم

أرفع الدرجات عند المُسلم هو الإعتداء على غير المُسلم، عقيدة الولاء والبراء بتقوله كده

أعتدي على غير المُسلم، القيم الأخلاقية ليست ملكية خاصة لقوم دون قوم،

لأنه القيم الأخلاقية قيم إنسانية رفيعة تُلزم الجميع بها،

والمسلم بينفي الرقي عن قيم غير المسلمين

ليه ؟ لأنها بتخضع لمعيار الثواب والخطاء يقول ده صح ده غلط

 اممم

والخيرية والشرية ده خير ده شر بينما المعيار في الدين هو الحلال والحرام

صحيح أمممممم

منظومة ربانية ثابتة لا تقبل تغيراً أو تطوراً، خد بالك أنا لما بقول القيم تشترط الحرية الكاملة

و أنت عندك الكلام عن الحرية هو كلام كُفري في الإسلام

نعم

مافيش حاجة إسمها حرية في الإسلام، القيم الأصل في علاقة المسلم بغير المسلم

هو القتال،أقُتلوهم، هو الكلام إللي بيؤدي إلي تحريض المسلمين ضد غير المسلمين

دكتور قُلت كلاماً يعني تكلمت عن الحديث وعدت ليتمم مكارم الأخلاق

وقلت أن الإسلام هو نقيض الاخلاق

كيف نوفق بين الحديث والواقع لأن هو يقول أنه جاء ليتمم مكارم الأخلاق

يعني الأخلاق هي موجودة وهو جاء ليتممها فا كيف في نظرك أتم الرسول مكارم الأخلاق؟

والله أنا بقولك أنه كان في أخلاق عربية تُحرم إذاء الأسير أو قتله مع ذلك قتل أسري

الإسلام لا يعرف مثلاً منافسة سياسية على السلطة

اممممم

لأن الحديث بيقول أيه من خرج يدعو لنفسه أو لغيره وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله فإقتلوه

تاني إذا بُويع لخليفتين فأقتلوا أحدهما، مافيش هنا أختيار، مافيش ترشح، مافيش تصويت

مافيش الكلام ده خالص، فالقيم حسب رأي فُقهائنا وحسب رجال الدين

لا تكون سليمة ولا صحيحة

إلا إذا كانت في الأديان، ولذلك وخد بالك كمان إن القيم الدينية بتخاطب المادة قبل الروح

مش بالعكس، فا النبي والصحابة حاربوا من أجل السيادة والغنائم المادية

أبو بكر حارب عشان الزكاة، وبقيت الصحابة حاربوا عشان المغانم والثروة على عرض الدنيا

زي ما حصل مثلاً في مشاكل مع فاطمة وأبو بكر بشأن الميراث، ضربوا الكعبة بالمنجنيز

قتلوا خليفتهم عُثمان أبادوا أخل البيت وكل فرقة زعمت أنها الصواب وغيرها باطل

وبينما لم يكن فيها صواب وكانت كلها باطل ولم يكن فيها أي خير بالمرة .

لكن دكتور لماذا لماذا مع كل ماتفضلت به يُسِّر الكثير من المسلمين على إجترار التاريخ

إعادة أنتاج الدولة الإسلامية، كما كانت عليه قديماً، ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين

هل هي عاطفة؟ هل هي غسيل دماغ؟ أم ماذا بالضبط؟

لا هي سيطرة للفكر المُتخلف البدائي، مع دعم من القادة السياسين لمثل هذه الأراء المتطرف

يدعون أنهم يحاربون التطرف بينما هم يدعمونه، يعني إذا كانت القيم الدينية

وبالذات في الإسلام فيه جميع القيم،  فالمعني أن كل الشعوب التي لم تعرف الأديان السماوية

كانت بلا قيمة، وهم من أقاموا حضارات، كانوا كبري باقية، فهل كانت تلك الحضارات بلا قيم

أممممم

وبعدين خليني أقولك من الأخر، لا يوجد شيء أسمه قيم دينية، لا قيم ولا في الحديث قيم

والكلام إللي بيقولوه الفقهاء المحدثين عن أنه قيم الإسلام هي الحرية والمساواة والعدل

ده كلام، دي القيم الحديثة المعاصرة ، فهما نسبوا للإسلام هذه القيم وأدَّعوا ملكية القيم

بينما هذه القيم إختراع بشري وليست في الإسلام مافيش في الإسلام حاجة أسمها حرية

مافيش في الإسلام حاجة أسمها مساواة،  الحُر بالحُر والعبد بالعبد والأنثي بلأنثي

يعني بيقولك هما يقولولك أول القيم الإخلاقية هي الإيمان بالله

الإيمان بالله ده إعتقاد مش قيمة

امممم

لأن القيمة تقوم على المفاضلة والتمييز بين أكثر من أختيار

أما القواعد الدينية هي خروج أوامر لا يمكن مناقشتها، بعكس القيم الإنسانية قابلة للنقاش

قابلة للمفاضلة، وربط القيم الإنسانية بالقيم الدينية يؤدي إلي جمود القيم

ولو قلنا أن الله وضع في آدم القيم عندما خلقه

امممممم

زي ما بيقوله بعض الفقهاء، هتلاقي المُعطي القيم الإلهي هنا

مكان هو الغرائز لأن آدم نزل في بيئة وحشية، كان لازم عليه يحافظ على حياته وعلى نوعه

وبالتالي كانت الغرائز هي القيم إللي خلقها الله في الإنسان فا لايمكن  لايمكن أنه نقول

نفاضل بينها وبين غيرها من القيم لأنها كانت مُجرد غرائز

 يعني لما تقول التوجه نحو الكعبة ، الإيمان بالله والأخرة، وبالملأئكة وإقامة الصلاة

إيتاء الزكاة، هذه فروض دينية وليست قيماً أخلاقية.

الله لم يخلق القيم إذا وكانت ثابتة ثبات القرأن وبطول حضارة إنسانية لا توجد قيم

لكن ماذا دكتور عن أشياء في الإسلام مثل الصدق مثل الأمانة مثل أليست هذه بر الوالدين

أليست ..

ده كله كدب في كدب يا أستاذ، إحنا بنكدب، إحنا أحسن ناس نكدب ، يعني

فِسر لنا، فِسر لنا دكتور لماذا هذا كَدِب ؟

ما هو أستاذ هو دي موجودة في الدين موجودة في الإسلام موجودة في أي دين أخر

قيم الصدق، قيم المرؤئة،  قيم الشهامة، هذه موجودة في أي دين

لكن ..لما..  ما هي القيم مش بس دي، القيم أكبر من كده بكتير وأوسع من كده بكتير

فإن لم نتفق حولها ونقول هذه قيم توافق الإنسانية جميعاً ما تبقاش قيم

أنما الصدق والأمانة، كلام بتردده كل الأديان تريدد،

أنما في الحقيقة لا كان في أمانة ولا كان فيه صدق

يعني يعني يختلف النظر التطبيقي

نعم نعم

اوك

نعلم كما تفضلت دكتور أن القيم الإنسانية تتطور وهذا هو السر قوتها ربُما

فاتتغير للأفضل تتمشي مع تطور المجتمعات، مع المعرفة الإنسانية ؟

نعم

هل سبب فشل القيم الدينية بالنسبة لك هو أن معتنقيها يحولون  جعلها صالحة لكل زمان ومكان

بالظبط.. بالظبط كده أوجزت فانجزت

يرون صالحة لكل زمان وكل مكان، طب ما تحط مرؤئة الصدق، أسف قيمة الصدق

أو قيمة الأمانة،  جنب الفتح وسلب الناس ومَن قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ،

ومن أسرا إسيراً فهو له يعني هايبقي عبد ليه، هذه قيم لا أخلاقية بالمرة، لا علاقة لها بالإخلاق

هناك هناك دكتور من يقول أن الأخلاق يجب، يعني حتي الذين يقولون أنه

أن الإسلام أو هذه القيم الإسلامية غير صالحة لكل زمان ومكان

 لكن كان يقولون أن كانت صالحة

لعهد الرسول وعهد الصحابة هل تظن

كانت صالحة في وقتها زمانها مثلاً يعني ؟

هل كانت صالحة في زمانها هل تعتقد بذلك ؟

ماكانتش صالحة حتي لزمانها، إنما لو قلنا أفترضنا جدلاً إنها كانت صالحة لزمانها

فهي لا تصلح لزماننا ما تنفعش ماعدتش تنفع النهاردة،

ماعدش ينفع أعرف أتجوز بنت عمرها 9 سنين، ماعدش يبقي عندي ملك جوراي ملك اليمين

بأي عدد، أو يعني فكرة حتي الزواج بأربعة هذه قيمة رديئة،

 ليست من القيم الإخلاقية الرفيعة ،

ومع ذلك هي تُمارس لحد النهاردة بشكل أعتيادي في مجتمعنا الإسلامي

لماذا دكتور تعتقد أن هناك مسلمون اليوم يريدون العودة إلي هذه،

أو يريدون تطبيق الشريعة ويعني تطبيق هذه القيم؟

ما هي دي مُصيبتنا  ما هي دي مُصيبتنا في بلادنا، أومال احنا متخلفين ليه

اه

أومال احنا دون العالمين ليه ؟ أومال احنا في قاع مزبلة الأمم ليه ؟  بسبب هذا

هذا هو السبب إن إحنا مش قادرين نخرج من الشرنقة إللي عامليهنا حوالين نفسنا

بالإرتباط بالدين هذا الإرتباط الرهيب

ما هو في رأيك لأن أنا طبعاً كنت أعيش بهذا الفكر أيضاً في وقت من الأوقات

وممكن أن اقول أن معيار الأخلاق عندي كان مُختّلاً  لأنه كان يعتمد علي الحلال والحرام

والمكروه والمُستحب وهذه الأمور لكن ما هو الحل لإخراج الناس؟

 لإخراج المسلمين من هذا المعيار المُختل الأخلاق، الذي ينبني علي هذه الأوامر والنواهي

بدل يكون أن مبنيًاً علي الخير والشر والمصلحة والمضرة ؟

عندنا يا أستاذ في الدنيا قدامنا العلمانية مُطبقة في دول صارت أرقي الدول

أرقاها أخلاقاً، وأرقاها علماً ، وأرقاها قياماً إحنا مرتبطين عاملين حوالين نفسنا

 زي ما قلت لحضرتك شرنقة إحنا والدين سوا مع بعض ما بنغدروش لا حل غير

إن احنا نبص للدول التي تقدمت، عندما انعتقت من أسر الدين لكي تنطلق نحو القيم الإنسانية

التي لا تفرق بين إنسان وإنسان، انطلقت نحو قيم المساواة، العزم، الحرية، سيادة القانون

هذه هي القيم تعرفها الدول المتقدمة ، إحنا ما عندناش ده

احنا مع الأسف الشديد نعاني من إنحطاط كامل بسبب أرتبطنا بالدين

بالمناسبة سواء مسلمين أو مسيحين أو غير كده يعني

امممم

عشان ما يبقاش الكلام بس عن الإسلام

نعم

القيم الدينية خاصة بطائفتها، القيم الدينية ترعي مصالح طائفتها

بينما القيم الإنسانية ترعي مصالح الإنسانية كلها، القيم الطائفية تخُص طائفة بعينها

ومصالح طائفة بعينها بينما القيم الإنسانية تخص كل البشرية، كل إنسان،

يتفق حولها الجميع لا يختلف أحد حولها بينما القيم الدينية تختلف حولها

بنختلف حول القيم الدينية

اه حتي كما تفضلت في مسألة القيم الدينية نحن غير متفقين على ماهي القيم الصحيحة

أو ما هي الأمور الصحيحة في الدين؟

نعم

فا كل فرقة تدعي إنها تملك الحقيقية  المُطلقة

نعم

دكتور أكيد عشت أنت أيضاً أحداث فرنسا والنقاش الكبير حول موضوع إزدراء الأديان

نعم

وتشبث فرنسا باقيمها العلمانية أو القيم الإنسانية مقابل

القيم الإنسانية نعم

مطالبة العالم الإسلامي، نعم تدخل أو تغيير لي ما تؤمنوا به هذه القيم إنسانية

كيف كان أنطُباعك حول الأحداث التي حدثت في فرنسا

ما هو أستاذ مع الأسف الشديد إحنا في اي حاجة بنظيط، يعني رسوم المسيئة للرسول

الدنيا تخرب ويقوموا ويقعدوا ويشتموا ويهتفوا ويقاطعوا، ماكرون مثلاً هو أدرك السر يعني

عرف أنه الإسلام هو المشكلة الإساسية وقال إن الإسلام في أزمة،

لكن مع الإسف الشديد مابيقدروش يقولوا كده نتيجة أنهم يتعرضوا لمصايب

 وكوراث من المسلمين، فيقولك الإسلام السياسي يعني عشان ما يبقاش الإسلام نفسه

امممم

يقولك الإسلام السياسي هو إللي إحنا بنرفضه،بينما المشكلة كلها في قلب الدين في صُلب الدين

في صُلب الإسلام

هل كلمة إسلام سياسي هل تجد أنها فقط propaganda سياسية أنه لا يوجد إسلام سياسي

هناك إسلام واحد؟

هي محاولة لعدم اللوم وعدم التعرض للإذي فيقولوا إسلام سياسي

امممم

إسلام سياسي يعني ما هو الإسلام إللي بيتبعوه،  هو إللي بيتقل في أوربا ده ماهو بيتبع الإسلام

وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ۖ اقتلوهم أينما ذكرتموهم عادي يعني

نعم

فكرة القول إسلام سياسي، مع المتطرفين بيه، وأنه متطرفين يعني أصحاب إسلام سياسي

هما أصحاب إسلام، أصحاب إسلام

إسلام واحد

نعم

بالنسبة هناك مُصطلح أخر يستعمل كثيراً ، مُصطلح الإسلام فوبيا أو مُعادة الإسلام

أو الخوف من الإسلام

ما رأُيك في هذا المصطلح هل هو فعلاً أداة أُستعملت من الإسلام (السياسي) لتكميم الأفواه

لمهاجمة من ينتقد الإسلام ؟

زي ما أنت بتقول بالظبط، زي ما أنت بتقول، وبعدين الإسلام فوبيا ده تعبير عن الرعب

من الإسلام كامرض مش كا حقيقة

 لا الإسلام فوبيا ده يجب أن ننظر للموضوع على أنه رعب حقيقي

لأنه إللي عملوه في أمريكا ضرب البُرجين ده كفاية عشان يرعب الدول كلها

قتل الناس في الشوارع بالطعن أو بسيارات أركب سيارة وأدوس الناس أو بلطعن بالسكين

كل هذه قيم إسلامية قيم إسلامية يا أستاذ

اوكي، بالنسبة ل دكتور يعني هناك مطالبة بقيم إسلامية، هناك كذلك مطالبة بتطبيق الشريعة

لكن أحياناً ربما تظهر وكأنها في حقيقة هي ليست مطالب إسلامية

 ليست مطالب لتطبيق الشريعة أو لتحكيم الإسلام بل هي مطالب سياسية أكتر من أنها إسلامية

فهل هذا صحيح خاصة مثلا الخطاب التركي أو الخطاب ..

لا، لا أنا أعتقد إن إللي بيقول عايز يطبق الشريعة

يبقي عايز يطبق الشريعة مش إدعاءات يعني

امممممم

ولا الف طبعاً تحالف في الإسلام كما عند أردوغان مثلاً مع الحديث أو المعاصر

ولذلك فكرة الإسلام السياسي هي الإسلام فوبيا مثلاً هي محاولة للتبرير أنه الناس خايفة

خوف مرضي من الإسلام، والإسلام مش كده، الإسلام محدش يخاف منه

وبالتالي يبقي دول عندوهم إسلام فوبيا

اممممم

في رأيك ما الذي يجب على الدول الغربية التي تتعامل بهذه القيم الإنسانية بالعلمانية

ما الذي عليها أن تفعله تُجاه هذا الخطر الإسلامي ؟

والله انا قولت رأي ده مرة، شوف يا أستاذ، أنا شخصياً أري إن إحنا ملناش حل،

لأنه فكرة التغيير من  أسفل المجتمع وبعدين  وأنت طالع فوق  متنفعش عندنا لأن شعبنا مع الأسف

مغيب شعوبنا مغيبة تماماً  في ظل العمى الإسلامي إللي إحنا فيه

لذلك معلش ذكرني بالسؤال

يعني ما الذي علي الدول الغربية أن تفعل تُجاه هذا الخطر؟

اه شوف يا استاذ أنا قلت إن إحنا ملناش حل غير أن تُفرض علينا العلمانية فرضاً فرض

ملناش حل تاني، أما يفرضها حاكم مستنير زي أتاتورك أو تفرضها الأمم المتحدة

أو تفرضها الدول القوية علينا عشان نتخلص من إللي فيه من مصايب وكوارث.

هذا ربُما يقودنا إلي مسألة كيف نُصلح نُصلح أو كيف يكون هناك تجديد وأصلاح في الإسلام

ما هي فكُرتكَ العامة عن إمكانية إصلاح الدين؟

الإسلام عصية على الإصلاح، الإسلام يستعصي بشدة على الإصلاح

ودي خبرة سنوات طويلة مع محاولة الإصلاح أنا حاولت وقدمت في كتبي محاولات للاصلاح من داخل الإسلام

وتحت مظلة الإسلام ومع ذلك مع الأسف الشديد، يعني أنا مش متصور أنه إحنا هنتغير من تحت

إحنا لازم التغيير يجيلنا من فوق

نعم

لازم يجيلنا بالقوة، يعني بص انت مثلاً علي محمد بن سلمان في السعودية ولي العهد

امممم

لما جه وفتح علي القيم الحديثة والمعاصرة، سمح للمرأة بركوب السيارة

وقال إن مافيش حاجة أسمها غطا تتغطي المرأة وهي ماشية

أنه سمح بالحفلات وبأقامة الحفلات الموسيقية، لو خدت بالك أن كل المشايخ إللي

كانوا بيعرضوا ده وبيقولوا عليه كفر هو هما كلهم قالوا

هو ده الكلام السليم إللي قاله محمد بن سلمان، يعني ماعندهمش مانع إنهم يتغيروا

مادام السلطة قالت كده مادم السلطة طلبت كده

فا أحنا ما ينفعش معنا غير لما تجيلنا من فوق من السلطة

ولذلك، أنا أذكر ساعة محمد بن سلمان وسمح  بأقامة الحفلات وكده

واحد من بتوع الدعوة الإسلامية إللي كانوا بيشموا في الشوراع يضربوا الناس عشان يصّلوا

يضرب البنت علشان وشها باين، واحد منهم دخل على حفلة عشان يبوظها ويوقفها فقبض عليه

البوليس

ههههه

يعني، يعني، يعني السعودية في حالة تطور أفضل من مصر

صحيح في بعض المجالات

يعني السعودية بقت أرقي من مصر، أقولك أيه ؟ مصيبة  إحنا في مصيبة  وكرسا كبيرة

لكن ليس ما يفُرض بالقوة سيكون مصيره هو أنه سينزع بالقوة ؟

ما هو يتم تعليمه طيب هو بورقيبة عمل أيه في تونس ؟

مش بورقيبة قال انا مش هاستني إن شعب مغيب يوافق علي طلباتي لا

أنا إللي هادي الحق للمرأة وأنا هامنع الزواج التاني وأنا هامنع الطلاق غير مسبب

وأدي للمرأة كل حقوقها ولذلك يعتبر مكاسب تونيسية النهاردة ميتخلوش عنها أبداً

اممم

أتاتورك لما جه وفرض العلمانية، تركيا كانت عايشة أزهي عصورها في خلال الفترة

اللي كانت حاكمة فيها العلمانية قبل أردوغان ما يجي

هي مازالت علمانية لكن بصورة إسلاميه لكن هي في أصلها مازالت علمانية

مافيش علمانية إسلامية يا أستاذ، مافيش حاجة اسمها علمانية إسلامية دي خالص

لكن نجد أن كثير من الأحزاب الأن الإسلامية وكأنها تحت ضغط رهيب فأصبحت

تغير برامجها لتتمشي لتلعب هذه اللعبة السياسية، هل هذه فقط خُطة حتي تحصل علي السلطة؟

نعم، نعم

هما ما بتغيروش، بيرسموا خُطط ، بيتلونه شوية، بيقدموا بعض التنازلات إللي مش في الأساس

إللي مش في الجذور،إنما في النهاية مع الأسف الشديد يعني ما ينفعش

يريدون دولة الخلافة في النهاية

هما طالبين دولة الخلافة مش طالبين دولة علمانية

هما طالبين دولة الخليفة فيها يحكم ويأمر وقيم دينية نتبعها كاأوامر

طب ما القيم الدينية أوامر، اوامر ونواهي، كلها أوامر ونواهي مافيهاش

لا فيها فصال ولا فيها حد ياخد ويدي في الكلام ولا فيها مناقشة ولا فيها عقل ولا فيها حرية

نعم

ولا فيها أنتقاء ولا فيها أختيار، هي قيم مفروضة ، مفروضة، مفروضة بالقوة أليست هذه

قيم مفروضة بالقوة، إذا لما يجي السياسي ويفرض العلمانية هي هي نفس المسألة لكن

كلما ما الأمر أنه هايعلم الناس ، أو هايطرح عليهم القضايا بشكل أفضل علشان يتنوره

يُنّور الناس المجتمع محتاج تنوير

اممممم

والتنوير لن يتم إلا بقوة من فوق ده رأي معنديش رأي تاني مع الأسف

نعم، هناك من يقول أن لو طبقنا قيم القيم يسمونها القيم الغربية غير القيم الإنسانية

العلمانية  كل هذه الامور فيقولون أنظر الأن إلي أوربا أنظر إلي تفشي الجارئم

وتفشي الفاحشة، والدعارة في هولندا

يا أستاذ جرائم أيه وفاحشة أيه ، أحنا عندنا جرائم وفواحش اكتر منهم الألاف المرات

فواحش ايه إللي بيرتكبوها، والكاسيات العاريات،  والمعرفش أيه

الأختيار الحر هو القيمة نفسها

نعم مسألة الحرية مهمة جداً مسألة الحرية دكتور

لو تُبين أكثر تعارض القيم الدينية والإنسانية في مسألة الحرية بالذات

أيوا يا أستاذ مافيش حرية في الدين في طاعة، تسمع وتطيع مافيش حرية خالص

مافيش حرية في أختيار حاجة، ممنوع الحرية، حرية ايه وانت عندك عبودية

عندك عبودية تتكلم عن الحرية أزاي مافيش حرية في دين يُقر العبودية كاقيمة

ما فيش حرية حرية أزاي وفيه عبودية

هل تغيرت دكتور هذه القيمة القيم الدينية هل تغيرت بين الفترة المكية والفترة المدنية؟

 نعم، نعم يا سيدي لأن الفترة، ماهو علشان كده أنا بقول حل المشكلة كنت قلت مرة

أنه حل المشكلة زي ما قال الدكتور الشيخ محمد محمود طه السوداني إللي أعدمه نوميري،

إللي قال علينا إن أحنا نُعطل الأيات المدنية، مش نعطل الأيات،

 نعطل أحكام الأيات المدنية، نعطل أحكام الأيات المدنية  ونرقي بالأيات المكية

لأنه في مكة كان ضعيفاً، لأنه في مكة الرسالة في بدايتها ماكانش حد بيتبعه

اتباعوه 70 نفر بالكتير في مكة، بينما لما راح المدينة وشرع الجهاد وقتل الناس

وأنك إللي هاتقتلوه هتاخد فلوسه وهتاخد ملابسه وهتاخد سيفه وهتاخده أسير تبيعه

دخلوا الناس في دين الله افواجاً بقي ما كله عايز يكسب، كله عايز يقتل، ويركب النسوان

كده يعني

اممم

يعني عندما تحولت تحول الاسلام إلي دولة دولة سياسية هنا أصبحت عندنا مشكلة قيم

بدء بقي القيم السلبية، إلا لا قيم

اوكي

دكتور لك مجموعة من الكتب الرائعة أجد أطلعت علي بعضها وفعلاً رائعة جداً

منها كتاب رُبما كان له واقع كبير جداً وتأثير في نفوس الكثيرين من الأصدقاء

وحتي من المسلمين وغير المسلمين وهو حروب دولة الرسول

نعم

هذا الكتاب لو حدثتنا كيف جاءت فكرته هل كنت تود أن تكتب عن السيرة سيرة الرسول

بطريقة محايدة يعني ما هي الأجندات وراء هذا الكتاب ؟

لا هي قراءة سيشو تاريخية للسيرة نبوية حروب دولة الرسول والحسب الهاشمي قبيله

قرأة سيشو تاريخية لزمن النبوة وبالتالي بعد ما أنا كتبت الحسب الهاشمي رأيت إن أنا

أوسعه فجيت أوسعه طلع معايا كتاب حروب دولة الرسول

امممم يعني كان بناءً كتاب

نعم نعم بالظبط

هناك يعني مرة أخري الذين ينتقدون هذه الكتب يقول أن كتاب مثل حروب دولة السول

هو حق أريدَ به باطل يعني أنت كنت تسرد الأحداث لكن الهدف منها هاهو تشوية صورة

يعني دولة الرسول وليس إعطاء المعلومة بحيادية

أنا حبيبي يا أبني أنا لم أتي بشيءٍ من عندي، يعني أنا كنت مُلتزم تماماً باللي قالته كتب

التراث وكنت الواقعة الواحدة أو الموضوع الواحد أستشهد فيه بأكثر من مصدر وأكثر من مرجع

أنا لم أتدخل عشان يبقي لي هدف هو الباطل، الحق أريد بيه باطل

هو حق لكن أنا ليس لي غرض في الكتاب غير سرد ما حدث،

كونك تخرج بقي كاقاريء بنتيجة معينة ده يُخصك أنت، أنا بكتبلك الموضوع وأنت إللي تختار

أنت إللي تقرر، وبالتالي ما فيش عندي أنا، إرادة للباطل إرادة إني أوصل الكلام الحق

بحيث أنا أوصله إلي غرض باطل، ما عنديش ده ميلزمنيش، مش موضوعي

موضوعي إني اقول ما حدث بالظبط ، وكتبت ما حدث بالظبط  دون تدخل من جانبي

جميل، من بين كل الكتب التي كتبت دكتور ما هو أحب كتاب إليك

والله أحب كتاب إليّ كتاب يمكن يبقي مش معروف عند القُرّاء أوي لأنه صعب جداً

وقرايته صعبة

لهذا سألت هههه

أسمه النبي موسي وأخر أيام تل العمارنة

اوكي

هذا الكتاب أعز كتاب عندي لأن أنا أعدت أكتب فيه 14 سنة

اوه واو

مع التفرغ الكامل للكتاب، والتفرغ الكامل للمصادر والمراجع ، والأرتحالات إللي أرتحلتها ورا

خروج اليهود من مصر،أروح مدينة تل العمارنة ،أروح أفرز الكتب اليهودية ،

التوراة باكاملها عملتلها دراسة كاملة في هذا الكتاب فهو كتاب عزيز علىّ وعلى نفسي

لأني تعبت فيه اوي

هل يمكن تعطينا يعني خُلاصة قصيرة لهذا الكتاب،

لا هو صعب أنه أنا ألخص صعب ألخص الكتاب،

فكرة عن موضوع الرئيسي للكتاب

هو تلات مجلدات

هو الموضوع الرئيسي الأجابة عن الأسئلة، من هو فرعون موسي ؟

أوكي

مثلاً

مثلاً خرج موسي من مصر هو وبني إسرائيل، لما خرجوا راحوا فين؟

خط سير الخروج، أثر علاقة ده بالأديان المصرية

علاقة اليهودية بالأديان المصرية ، هي كانت أديان مش دين واحد

فا هاتجد مثلاً أن اليهود خدوا العادة المصرية إللي هي الختان

دي كانت عادة مصرية في بداية العصور

صحيح

فا خدوها وأعتباروها عهد مع الله، وإن العهد مع الله محتاج عقد ولأنهم ماكانوش بيكتبوا

فكانوا بيعلموا العهد بحاجة يعني يعملوا علامة

امممم

فقرورا إن علامة العهد مع الله هي قطع غلفة الذكر هي الختان

الختان

بينما الختان مثلاً كان عادة مصرية، أو مثلاً وجودهم وجود اليهود في شرق الدلتا

في منطقة شرق الدلتا في مصر القديمة كان إله السائد في الوقت ده

هو إله ست هو إله شر

امممم

إله شرير يعني، هما لما أعدوا في المكان ده اعدوا 400 سنة

400 سنة كانت كفيلة إنهم يعبدوا هذا إله ويعتبروه هو الإله الكامل وسموه يهوا

أطلقوا علي إلهم الأسم يهوا

ضيف لده وده أنه في مصريين خرجوا مع الإسرائليين

لفيف من المصريين خرجوا مع الإسرائليين، هما أصبحوا أهل الكِهانة يعني هما الكهنة

امممم

يعني هما أصحاب الدين وهما مصريين، ده قلته في كتابي ده إللي وضحته وشرحته

وأقامت عليه الأدلة أنهم كانوا مصريين

جميل جداً أنا سحأول أطلع على هذا الكتاب لأنه يظهر أنه قيم جداً أنه يكفي 14 سنة

من تعب البحث، جيد جداً

نعم نعم

أتمني أنك تقراه، لأنه كتاب مهم جداً

أكيد أكيد سأفعل ذلك، شكرا دكتور

قمت بزيارة للمغرب سنة 2015

نعم

ماذا يمكنك تخبرنا عنها ؟ هل هناك زكريات جميلة أو غير جميلة؟

جميلة للغاية،  جميلة للغاية

أولاً أنا لما حاضرت حاضرت أظن في مكتبة البلدية أو مكتبة أيه مش عارف

لكن كانت قاعة كبُري وكنت بجاوب على السؤال

هل أراد الله من المسلمين أن يقيموا له دولةً على الأرض؟

هذا هو السؤال وأجابته كانت المُحاضرة، المُحاضرة كلها كانت إجابة على هذا السؤال

هل أراد الله من المسلمين أن يقيموا دولةً على ألأرض؟

الحضور كان كثير لدرجة إن الناس كانت أعدة على الأرض

ياه

كل الناس إللي أعدين على الأرض أكتر من الناس إللي أعدين على الكراسي

إللي أعدين بره بيستمعوا للمُحاضرة،  في ميكرفونات محطوطة خارج القاعة

كان عددهم أكتر من إللي جوه، وبس أنهيت المُحاضرة مباشرةً إللي في القاعة كلهم

طلعوا على المسرح عشان أي حد فيهم عايز بس أيه يُقبلني أو يسلم عليّ أو كده فحسيت

بأد كده من إللي الأحاسيس الجميلة المُحترمة وكمية العقلانية في هذا الشعب الجميل

وبعدين حاضرت في كازا بلانكا

امممم

في جورنال أنا ناسي أسمه الحقيقة، هو جورنال مهم، حاضرت هناك محاضرة أخري

كملّت حديثي عن هل أراد الله من المسلمين أن يقيموا دولةً على ألأرض؟

وطرحت مجموعة أفكار حوالين المعجزات وهكذا يعني كان موضوع جميل

أني خرجت بانطباع أنا كتبت بعد ما التقيت بالمغاربة وأعدت وسطيهم

وروحت وسط الكافيهات أعدت معاهم

ههه نعم

والناس كانت في الشارع بتشوفني عشان تيجي تسلم عليّ

كتبت عبارة لطيفة اوووي إذا لم أكن مصرياً لوددتُ أن اكون مغربياً

ههههه رائع

هل هذه كانت مفأجاة بالنسبة لك أنك تجد هذا الكم الهائل من

بالظبط كده كانت مفأجاة طبعاً

نعم، لو قولت المحاضرة  دي في مصر كنت إتقتلت في القاعة أه طبعاً

هل عندك تفائل بمستقبل عالمنا، دولنا فيما يخص العقلانية  والقيم الإنسانية

حبيب قلبي، ده قالوا  لا يصح إلا الصحيح

عالمنا هايتغير هايتغير، وهايتطور هايتطور، وهايلحق بدول الحضارة أو يروح في داهية

أو يغور بقي، بالتالي أنا متصور أن ده هايحصل هايحصل

كلاٍ ما في الأمر هي وقت مسألة وقت ومسألة زمن

ومن الطبيعي أن إحنا ننخرط في العلم البشري وفي قوانين الإنسانية الرفيعة

ونبقي دول محترمة، ومانقتلش عشان الكلمة، ومانصادرش كتاب ولا نحاكم مُفكر ونسجنه

لما بقي يحصل هايحصل هايحصل يعني، إنما المسألة هي أمتي،

أعتقد إني أنا مش هاحضر ده، انما هايحضروه أولادكم

لا لا اتمني أن يحدث في حياتك عزيزي أنت، أنت تستحق أن تشاهد ثمار مازرعت

أتمني ذلك

دكتور أنا أعرف ظروفك لا أريد أن أطيل عليك أكثر من هذا فقط  إذا عندك كلمة أخيرة

تقدمها للمشاهدين ممكن تقدمها لهم

والله سيدي الفاضل تقول الناس كفاية كده كفاية عماء ، كفاية صمم،

كفاية خضوع لأومر ونواهي، تؤخر ولا تقدم

أن علينا أن ننفتح علي الحضارة، علينا أن إحنا نشوف الدول إللي تقدمت تقدمت أزاي

ونعمل زياها، بس مش أكتر من كده

يعني هذا تمنيات أتمناها، وفي النهاية أشكرك أنت شخصياً لإستضافتي وكتر خيرك

انا اللي أشكرك عزيزي ، أنا ممتن جدًا جدًا لقبولك الدعوة

واتمنى لك صحة جيدة وأن تبقى في أمان

شكرًا جزيلًا ، مع السلامة

تحياتي

شكرًا لكل من تابع الحوار والقاكم قريبًا في حوار جديد من حوارات هشام

تحياتي


Download text file

Sayyid Al-Qemany with Hesham nostik

You may also like

مؤتمر ادهوك "جذور واصول العنف في الاسلام"-محاضرة سيد القمني
Speaker1: [00:00:10] اذا سمحتم ممكن ناخذ مقاعدنا بدنا نبلش هلا خلال [...]
0 views
د.سيد القمني - برنامج البط الأسود 186 ( الجزء الخامس والأخير )
أهلًا بيكم أنا اسمي "حسن" إحنا في إطار، استكمال حلقة الي احنا بنتناقش [...]
1 views
د.سيد القمني - برنامج البط الأسود 184 ( الجزء الرابع )
هل رؤية الرئيس " السيسي" أنت شايف إن ممكن متتنفذش أو متتحققش؟ أنت قلت [...]
1 views
د.سيد القمني - برنامج البط الأسود 183 ( الجزء الثالث )
هو ربنا على رأي المُلحد الفطري، راجل مُلحد فطري مقراش، ملوش دعوة [...]
7 views
د.سيد القمني - برنامج البط الأسود 182 ( الجزء الثاني )
الراجل اندهش جدًا، قالي: الناس بتغرق خلاص؟ قلت له: أيوة أنتم مش فيه [...]
19 views
د.سيد القمني - برنامج البط الأسود 180 ( الجزء الأول )
تمام كده، أهلًا وسهلًا بيكم، القاء اللي يمكن ناس كتير منتظراه، وأنا من [...]
6 views
سيد القمني في حلقة نارية: لدي الجرأة لكسر كلّ الخطوط الحمراء
برنامج تقرير خاص سيد القمني في حلقة نارية: لدي الجرأة لكسر كلّ الخطوط [...]
1 views

اترك تعليقاً