صندوق الإسلام 124: ماذا قالت المصادر القبطية عن فتح مصر؟

الحلقة 124

ماذا قالت المصادر القبطية عن فتح مصر؟

أهلاً بيكم في حلقة جديدة من صندوق الإسلام

ونواصل الحديث عن فتح مصر، عن غزو مصر، عن الإستيلاء على مصر، سميها كما تحب

نحاول تسليط الضوء على كلٍ من المصادر الإسلامية وغير الإسلامية حول هذا الموضوع

تحدثنا في الحلقة السابقة عن ظروف فتح مصر

قولنا إن الجيش اليبزنطي كان مترهل، كان مُقسّم إلى 5 أجزاء داخل مصر، لم تكن هناك قوة مركزية أو قائد مركزي لهذا الجيش

لإن كان فيه خوف إن لو كان جيش قوي، ممكن ينقلِب ضد السلطة المركزية للدولة، ف كان فيه نوع من الترهُل

طبعًا حروب الفرس والروم أنهكوا بعضهم بشكل شديد جدًا

ولم تكن هناك نية من وازع ديني لفتح مصر وإن عمر إبن العاص -حسب المصادر الإسلامية- كان بيحاول إنه يقنع عمر إبن الخطاب إن مصر لقمة سائغة سهلة، لإن فيها خير كتير

ولن يواجه فيها ال المسلمون أو العرب يعني مقاومة تُذكر، لإن عمر إبن العاص كان تاجر وكان يأتي إلى مصر وكان بيشوف الظروف

شاف ترهُل الجيش، شاف ترهُل السلطة، وشاف عدم إستعدادية الناس للقتال

وشاف الخير والرزق، مصر في هذا الوقت كانوا بيسموها في هذا الوقت يعني مخزن غلال الإمبراطورية الرومانية، كانت مصر بتأكل المنطقة كلها

ف ده اللي حصل بالظبط بردوا لمصر تحت الحكم العربي

إن صارت مصر هي اللي بتأكل المدينة، مصر هي اللي بتأكل الجزيرة العربية بصفة عامة والدولة العربية، ونُهبت خيرات مصر!!

مابنقولش إن الرومان كانوا خيرًا أو أفضل، ما كان فيه ظلم أكيد أيام الرومان وكان فيه طلم أيام الفرس

بس على الأقل ماحدش قال الرومان جم فتحوا مصر بإسم الله، أن هو ده بقى الدين السامح أو إن المصريين أخدوا الهوية

والدليل أو السبب إن المصريين ظلوا تحت الحكم العربي، هو إن مافيش قوة جت بعد كده وقدرت إن هي يعني تاخد منهم الحكم ده تاني

يعني لما جه الفاطميين لما جم الأيوبيين، لما جم الأخشيديين، لما جم المماليك، كل اللي كان بيدخل كان بيتعشَّى وبيقعد وينام

ما مافيش مقبرة الغزاة دي خالص يعني، ولحد ما الإنجليز ما دخلوا مصر نفس الحكاية بردوا، قعدوا فيها يعني ااا أكتر من 70 سنة

ف المهم السردية الإسلامية نفسها بتقول إن مصر أُخذت عُنوة، أو على الأقل فيه تناقض ما بين أُخذت صُلحًا أو عُنوة،

وإن المصريين مش أهل عقد وممكن وتم إستعبادهم ده من مصادر إسلامية نفسها

أهلاً بحضرتك أستاذ مالك مسلماني ….. كلمنا عن ….

مالك مسلماني: أهلاً بيك أستاذ حامد، واللي لفت نظري فعلًا إني في المرة الماضية أنا قولت إن التاريخ يعني أحيانًا يُحابي العرب بالحظ يعني بين قوسين إذا كان هناك حظ

ف أنت طرحت ولو إن اللي حافظ على بقاء مصر تحت الحكم العربي إنها لم تكن تعرضت إلى غزوات أخرى

يعني بمعنى لو نهض البيزنطيين من كوبتهم أو الفرس من كوبتهم، لتمكنوا من إزالة هذا الحكم العربي

بمعنى الموضوع كان قائم على أن الظروف التاريخية لم تكن معاكسة لحركة العرب آن ذاك

هو مش تصميم المصريين أو الأقباط إن العرب حلويين

هما كانوا غزاة مثل غيرهم ممكن في بعض الأمور أفضل في بعض الأمور أسوأ، وبس هذه القصة يعني مافيش إن إحنا نعظم من شأن هذا الغزو ونسميه بقى إن حرروهم من ظلم الرومان

حررته من ظلم الرومان إزاي؟؟ وإنت لسه كاتب نفسك عمر إبن عبد العزيز يعني اللي هو خامس الخلفاء الراشدين إن هو ملأ الإرض عدلًا وكذا، إن هو بيسأل الراجل المُفتي نعمل إيه فيهم الأقباط دول؟؟

قالك مش أهل عقد مصر فُتحت عُنوةً ويُعاملوا معاملة العبيد، طب فين اللي حرروهم من ظلم الرومان إذا كان هو هذا الســ (السبب)

طيب، إتكلمنا عن المصادر الإسلامية وشوفنا نفسها المصادر الإسلامية نفسها بتقول إن إن ماكانتش العملية إن ماكانوش ماكانش شهر عسل يعني، العلاقة بين الأقباط وبين العرب

لاحظت وأنا بأفتِّش في تاريخ مصر إن الأقباط خاصةً في الفترة الأولى مُقلِّين جدًا في الكتابة عن هذه الفترة يعني فترة دخول العرب

عندنا السريان أنشط،

السريان أنشط نعم

بيكتبوا ويدونوا أكتر، ولكن هناك بعض الشذرات من النصوص القبطية ممكن حضرتك تُلقيلنا الضوء عليها، ماذا قال الأقباط عن بدايات الفتح؟

في الحقيقة أن كتاب –صار شهيراً في الفترة الأخيرة- ليوحنا النقوسي وأحيانًا يترجموا الإسم النقاوي فيبدوا مرتبط بالمترجم أو إسم البلد

هذا الكتاب هو مترجم في اللغة العربية إسمه ” تاريخ العالم” * وهو كتبه أيضًا لتدوين تاريخ العالم، بدءًا من الخليقة بالإنتهاء بالمرحلة الذي كان موجود فيها

الكتاب تقريباً هو مكتوب بعد فتح مصر أو بعد الإستيلاء على مصر بسنوات قليلة، يعني هذا الشخص عايش تقريباً عاش بين 625 ميلادي حتى حوالي 700 ميلادية، فإذاً هو من عاش الجزء الأول من الإستيلاء على مصر

حامد: 625 اه يعني كان بالغ، في العشرينات من عمره وقت دخول العرب

نعم، فإذًا هو كان مدرك وبالغ، وأيضًا بكونه هو رجل دين فهو كان رجل أسقف، فإذًا إلُه (ليه) مكانة وكان مُطَّلع، فالشهادة الذي يقدمها في كتابه “تاريخ العالم” في الحقيقة تصب برؤية أن دخول العرب إلى مصر كان عنوةً ولم يكن رغبةً من قِبَل المصريين

عفوًا، بأي لغة مكتوب الكتاب كان اللغة المكتوب فيها، الكتاب طبعًا كان مكتوب باللغة القبطية، ولكن الأصل الكتاب فُقد لأن هو في الأول كتب باللغة القبطية ثم ترجم إلى اليونانية والحبشية

ولكن جميع النسخ القبطية مختفية أو ضاعت يعني مع الزمن زائد النسخة اليونانية وما توفر ما يتوفر الآن هو الترجمة الأثيوبية ومنها تُرجم إلى لغات أخرى سواء إلى العربية وسواء إلى …..

وبالمُناسبة الترجمة العربية وللأسف لم يأخذوها من الأثيوبية أخذوها من لغات أوروبية

وهذا من السبب الترجمات أيضًا عندما نحن نترجم شئ يخصنا لا نحاول أن نترجم بالمتوفر يعني الترجمة العربية ترجمت من الفرنسية وبعدين من الإنجليزية للكتاب

حامد:عشان أسهل

وحتى نقول إنه من المُعيب يعني يكون عندنا 200 مليون شخص عربي ما يكون ياخدوا الأصول النصوص من أصولها اللغة الأثيوبية أو السريانية أو أي لغة كائن من كانت

 ماذا يقول النص؟

يقول بالحرف الواحد هو لا يختلف فيه يعني يقول أول مسألة يتحدث عن العرب ولا يسميهم المسلمون،

أنا لاحظت أنه في الكتاب يقول عليهم الإسماعيليون، ف إذًا هم يعرفوهم بإسم الإسماعيليين بمعنى أن هؤلاء العرب الذين أتوا من الجزيرة العربية،

يتحدث على إنه كيف لما تقدموا إلى المدن، ما كان عندهم رحمة، كيف بدهم مثلاً إني إنهم كانوا يقتلوا بدون تردد شش ش على سبيل مثال يتحدث عن ويقول إن فيه إقليم بابليون أو مقصد إقليم مصر

إني أمر يعني بالحرف الواحد أخد ناس من الإداريين الطبقة الحاكمة الرومانية على السجون ووضع عليهم الأغلال وحطهم في ظروف حبس مهينة ويعني ومذلة

وبالإضافة إلى ذلك ضاعف الضرايب على الناس على الفلاحين والعمال والناس العاديين يعني، ف وأجبر الناس على أن حتى توفير الطعام والعلف للأحصنة، وحتى يأتوا بها من مزارعهم إلى عنده على المعسكرات

ف إنتشر حالة ذعر من العنف اللي مارسه، ف يقول بالحرف الواحد – نقلًا عنه – : إنه حصل هلع في مصر، الناس في مصر لما سمعت بهذا الفاتح الذي يتقدم في هذه القوة –وبالمناسبة هو لم يكن قويًا كثيرًا يعني- لكن بهذا العنف وهو تمكن من إلقاء القبض على الإداريين ووضعهم في السجون في السلاسل والأغلال، يقول أن الناس في كل مصر شعرت بالخوف وتركت أموالهم وهربت إلى الإسكندرية وخلفت أموالها

حامد: هذا الشئ يعني فيه مقولة لـ “ماو” القائد الصيني يعني قال دائمًا “أُقتل واحدًا هه وتصب مئة بالذعر” ، أقتل واحد يعني مش لازم تقتل كل اللي بيعارضوك

أقتل واحدًا، تصيب مئة بالذعر، زي ما صدام حسين كان يدخل في جلساته كده ويروح منادي على ناس معيين ويروح يعدمهم، ف مش لازم يقتل كل اللي بيعارضه، بس إن هو يشوفوا إن هذا سيكون مصيركم

واللي حضرتك بتقوله بالضبط يعني يعني وهذا ليس تجني يعني هذه الصورة هذا بدخول داعش إلى المدن، داعش كانوا داخلين بكام مقاتل يعني 1000 مقاتل ماكانش عندهم الجيش القوي

ولكن هو إنه تعلموا إن هو إزاي يهزوا نفسية الشعوب اللي دخلوها، إنه إقتل خلي الناس تهرب وتحكي قصص عن إغتصابك للنساء وتحكي قصص عن قتلك ليهم وإستيلاءك على بيوتهم

عشان يصابوا بالذعر بحيث إنت لما توصل هذه الأماكن فيما بعد ما تلاقي مقاومة، وداعش أستتب لها الحكم في الموصل بهذا المبدأ، وأستتب لها الحكم في الرقة بهذا المبدأ،

وكل المدن الذي إفتتحوها كان سمعة الرعب والذعر كانت سبقاهم إلى هناك، ومن أفعالهم وماكانش لازم إن هم  كل واحد يقابلهم يقتلوه، بس يكفي إن هم يقتلوا، يدبحوا واحد، يحرقوا واحد، فيفتحلهم الطريق

والفتح العربي لم يكن إلا تمامًا مثل هذا، اللي واصلنا من الكتابات العربية نفسها، يعني لما إتكلمنا عن سوريا

نسينا نحكي خالد إبن الوليد عمل إيه في أسرى الحرب هم ال ال ال النصوص الإسلامية نفسها بيقولك إيه، يقولك إن 70 ألف قتلهم في أيام يعني أسرى كلهم لأنه يتخلص منهم

فتوصل لما يجيي يروح المدينة اللي بعديها، يعرفوا يسمعوا ده دبَّح أسرى كتير مش عايزين نوصل لهذه المرحلة

وطبعًا وهذا وهاي حالة نشر الذعر ونشر الخوف، إستراتيجية كانوا متمرسين فيها، ممكن يكون بسبب الثقافة البدوية اللي كان عندهن إياها، أو موضوع إني أن يُقاتل إعتماده مو فقط على السلاح لكن يستخدم تكيك نشر الرعب، حتى الحديث المنسوب لمحمد إنه سرتُ بالرعب مسيرة 3 ايام وما شابه

هذا ليس بالضرورة حديثاً صحيحاً لمحمد لكن هذا يُعبِّر عن تفكير المقاتل المسلم إنه ينشر الرعب

ثقافة ثقافة منتشرة لأنه أولاً أنا ليه دايمًا أقاتل؟ لأنه أنا لو قاتلت فيه دايماً إمكانية أقتل أو أُقتَل

 لكن لو أنا نشرت الذعر، هو أنا عايز إيه من المناطق؟ ما أنا عايز الناس تهرب وتسيبلي بيوتها وأموالها، وتسيبلي المكان أسيطر عليه

 مش عايز أقاتل مايهمنيش لا إيمانهم ولا إسلامهم، ولا يهموني كبشر  هم، كل ما يُهمني أسيطر على الأرض وأن يستتب الأمر لي وأن تؤول لي الأموال والعُتاد والغنائم كل هذا ……

بالمُناسبة عندما تم الإستيلاء على مصر وبعد ما إستتب الأمر وصارت للعرب المسلمين، صار فيه نقاش في قيادة الفاتحين شخص مثل الذُبير وناقشه عمر إبن العاص

طلبوا منه إنه يجعل مصر مقسمة، يعني يقتسموا الفاتحين مصر يعني إن كل واحد ياخد منطقة وتصير ملكه إسوةً بمناطق أخرى كما فعلوا في خيبر

ففكر عمر إبن العاص وإستشار عمر إبن الخطاب ما رأيك في هذه الفكرة، قال له لا هذه غير مقبولة

لماذا رفض؟ لأنه كان في تفكيره إن هذه الأرض سوف تُبقي تُعطينا أفضل لو بقيت بأيدي أصحابها يزرعونها، لأنه لو إقتسمها سوف تموت بأيديهم

عشان مابيعرفوش يزرعوا ما هم العرب فاتحين مابيعرفوش يزرعوا

ولكن بتلاحظ إن سواءًا الحل إقتطاع مصر وتقسيمها بين مقاتلين وسواءًا إبقائها بين أيدي أصحابها، الحلين قائمين على مبدأ إن هذه غزوة هدفها إقتصادي وما هو الأفضل إقتصاديًا لنا

حامد: مصلحتي بالظبط

نربح أم نخسر؟
ف بيخبرنا طيب هذا الشخص يوحنا النقوسي: بأني عملية الإستيلاء على مصر صحيح كانت في مناطق سهلة فيه كان جِه مُقاومة مختلفة

يعني أين توجد حاميات كانت بيزنطية كانت تقاوم، نحن مرة الحلقة الماضية تحدثنا على أني إقتحام الإسكندرية إستغرق أكثر من 14 شهر المرة الماضية

وإن حتى الإسكندرية نفسها هبت للثورة مُجددًا، وتم إقتحامها مجددًا والـتنكيل بالناس

إستقلت فترة الإسكندرية عن الحكم العربي اه يعني

في عهد حتى عمر إبن العاص وبعدين تم التنكيل في أبشع تنكيل وتم بناءًا في المناطق اللي قالوا فيها بالأخير بالصلح بين قوسين وبعد التنكيل الدموي تم بناء مسجد الرحمة

ف هون بيحدثنا المشاهَد اللي بيلفت النظر أكثر في موضوع يوحنا في كتابه إن عنده نظرة قريبة من نظرة السريان بنقطة واحدة، ما هي النظرة قريبة ؟

السريان إحنا لما تحدثنا عن انطباعات السريان، كانوا الكُتّاب السريان عند منهم النقد الذاتي اللي ممكن تسميه لوم الذات

قالوا إن نحنا بسبب خطايانا، أن الله جعل علينا هذه اللعنة من خلال هؤلاء الغزاة

يوحنا في الفصل السابع الصفحة 117 من كتابه تاريخ العالم يتحدث بلغة مشابهة إن ما يحدث هو لعنة بسبب خطايانا

ويقول بالحرف الواحد –هو بيتحدث بعد ما إتحدث عن موضوع قلعة بابليون وكيف حاصر وقتَّل الناس اللي فيها

يقول ويتحدث إنه في هذا اليوم الناس إستسلمت، بيتحدث عن حصار قلعة بابليون وإن الرومان إستسلموا وتم التنكيل فيهم وتم مغادرتهن م

ويقول هكذا وبالحرف هكذا عاقب الله الناس الذين لم يمجدوه محبة مخلصنا وربنا يسوع المسيح الذي وهَب الحياة للذين يؤمنون به ويجعلهم يهربون أمام أعداءهم

يقول إن بهؤلاء الناس إنهم تخلوا عن الإيمان المسيحي، أحل الله عليهن هذا العذاب إن الجيش العربي أذلهم

هو نظر من منظور أن ما جاءهم هو عذاب وهو لعنة صحيح هي بإرادة الله لكن هؤلاء العرب ليسوا بركة وليسوا حرية

لكن هؤلاء جاءوا للعذاب، مو (ليس) فقط على الرومان لكن حتى علينا بيتابع

وبيحدثنا إن هؤلاء الناس كمان إني هؤلاء الناس كانوا ينجسوا الكنيسة بعقيدتهم الفاسدة، وإرتكبوا كل الجرائم والشرور التي للأريوسيين أكثر مما لم ما لم يفعله الوثنيون ولا البرابرة

ف قَد إحتقروا المسيح وخداميه ولم نجد مثل هؤلاء الأشقياء وكل من عَبَد المقدسات الخاطئة

تفسيره للتاريخ قام على تفسير مُشابه التفسير الديني الضيق، الذي يقول أن ما يحل أحيانًا في التاريخ هو عقاب إلهي

ف إذًا هو فسَّر يوحنا كونه هذا الشخص الكاتب، فسره من منظوره الديني الشخصي وموقعه الديني الشخصي هو أن ما يحل بنا هو بسبب خطية هؤلاء الهراطقة الآخرين

ف إذًا من ينظر من ينظر إلى العرب على أنهم لعنة وهو جزء (من العقاب) الله يسلط عليهم العرب، هو لا ينظر إليهم على أنهم سبب بركة أو سبب حرية، بالعكس

يعني من الناحية النظرة الدينية الساجة، إنه ده عقاب من عند الله، مش إن هو إنه يعني تحليل للإسباب اللي إحنا بنتكلم عنها، إحنا بنتكلم دلوقتي عن أساب تاريخية وسياسية اللي خلت هذا الفتح ناجح

بس برضوا المهم في هذه المقولة مش إنه السبب إنه هل هو ده السبب الحقيقي ولا لأ؟

لأ، إن نظرة الكاتب إن هو شايف إن هذا لعنة عليه، مش إن هو جاي يحرره ولا إن هو يعني جاء بحرية العقيدة زي ما المسلمين بيحكوا يعني إن إحنا جينا مصر وعلمنا ورجَّعنا للأقباط حرية عقيدتهم، لأ.

فيه بعض الأقباط شايفيين أن ده نكسة بالنسبالهم أو ده لعنة أو غضب من الله عليهم بسبب هذا الـ ……. الإحتلال

وهذا بيت القصيد ليس التحليل ولكن ما مغزى هذا الكلام ما دلالة هذا الكلام؟

ما هو إحنا دايمًا بنقول سواء النص ده مسيحي أو إسلامي أو عربي أو  سرياني أو غيره مش هنقول ده بيحكي الحقيقة التاريخية، لكن إحنا بنشوف وجهات نظر الشعوب

وجهة نظر السريان فيما حدث، وجهة نظر الأقباط فيما حدث، هل وصفهم وصف تاريخي مَحض مش بالضرورة

ولكن بيوريلك هو لما لما يبقى عندنا مصدر بيقول كذا مالقيناش غير كده، مالقيناش غير ناس بتشتكي، مالقيناش، مافيش نص قبطي بقى بيقول وجاء العرب وحررونا من الرومان، دي الأسطورة العربية، لكن مافيش نص قبطي بيقول جاءوا وحررونا

أبدًا لا يوجد

مافيش ولا كلمة دورت أنا في كل الأرشيفات مالاقتش

ف لكن اللي لقيناه سواء سرياني أو قبطي بيصُب في نفس الإتجاه إن ده غضب من الله ولعنة من الله وإحنا عملنا شئ غلط عشان كده ربنا بيعاقبنا

سلط علينا العرب

حامد: ربنا سلط علينا العرب،

الطريف إني في أيضًا إني إني الملفت للنظر يوحنا بيحكلنا معلومة إنه صار فيه موضوع الضرايب صارت مُتفاقمة

بيحكيلنا إني لما دخل عمرو إبن العاص على مصر، في أحد المناطق أبقى على شخص موظف جباية بيزنطي، شخص بيزنطي من الكفرة أبقى عليه لأنه ماهر في عملية الجباية

ف هذا الشخص لما إتغيَّر عليه الحاكم وصار عمرو إبن العاص وصار هو الحاكم عليه هو كان يجبي لصالح البيزنطيين فصار يجبي لصالح العرب

ف حتى يظهر ولاءه، ف صار أقسى. يقولون صار علينا أقسى هذا الشخص.

فلما إشتكوا الناس إنه صار أقسى بكثير ما كان بهذه الدرجة فإضطر عمرو إبن العاص يغيُّره فقط لإزدياد الشكوى

فتلاحظ إنه يقر (يظل) شخص بيزنطي على عمله في جباية الضرايب مرة تانية هو يرسخ فكرة إنه ليس له أي هدف ديني

هو ماكانش جاي عشان خاطر يحررهم من الرومان أو غيره، هو جاء ليَحتل موقع الروماني نفس موقع الإحتلال

وأبقى على نفس العبودية، وأبقى على نفس الظلم الديني، وأبقى على نفس الإضطهاد، بل وزوِّد الضرايب كمان،

يعني هم كانوا بيشتكوا من الضرايب تحت الرومان، هل الجزية يعني مثلًا أعفاهم من الجزية؟ لأ أبدًا، كانوا بيدفعوا الجزية بردوا وزي ما حضرتك ذكرت قصة هذا الروماني (البيزنطي)

في كتاب “تأسيس الإسلام” هو كتاب لـ ألفريد دي بريمار كتاب فرنسي مترجم للغة العربية، يقول في الكتاب لما بيتحدث عن هذا الموضوع

إن نحنا عندنا في الإتجاه الذي يصب في إتجاه رواية يوحنا، فيه عندنا برديات تعود لفترة شخص ااااا لـ شخص مُقرَّب من شُرَيْكِة هذا كان حاكم للأمويين في الفترة من 709 لـ 714 في بداية القرن الثامن الميلادي

في عهد الوليد بقى

نعم وهذا كان 709 و 714 هذا الشخص اللي موجود كان في مصر مُقرِّب من شُرَيْك، ها البرديات بتكشفلنا أيضًا في عصره عصره إزدادت الضرايب بشكل مُجْحِف

وإن إكتشفوا هون (هنا) المصريين إن الموضوع صار على أسوأ بصراحة يعني صار على أسوأ، ف يعني كان هذا الموضوع سيء

لكن مع هذا العصر العصر الأموي الجديد إكتشفوا في العصر الأموي طبعًا بعد إنتهاء بين قوسين حكم الخلافة الراشدة (الخلفاء الراشدين)

ف إذًا صارت الأمور على أسوأ، إكتشفوا إنه صارت بما إنه الأمور على أسوأ.

ف بيحكلنا من 725 – 726 حدثت سلسلة إنتفاضات قبطية

إذًا ف هون الشعب بدُّه يُشعر إنه مو فقط إن الأمور ما إتغيرت بتَغَيُّر الحكام بل صار الموضوع على أسوأ

ف من بداية القرن الثامن في مصر في هذا العهد، فيه أوراق بردية تثبت أن – طبعاً حتى الروايات العربية تتحدث أيضًا عن ذلك مشابه- إنه صار فيه حالة ما يسمى الإنتفاضات أو الثورات أو التمردات

ف إذًا الشعب لم يَمُر عليه 50 سنة حتى إكتشف إنه صار وضعه في الحضيض وأسوأ

ولو كان هذا القادم مُحرِّر ما كان وصلت الأمور بالشعب إلى مثل هذه الثورة

كان المفروض مع الوقت خلاص إستتبب الأمن، المفروض الحالة الإقتصادية ماشية، بس طبعًا الطمع والجشع اللي جاي عايز يُحكم

والقادة اللي بتيجي عايزة تغتني، وياخدوا أكبر قدر ممكن من الأموال ومن الأراضي من مصر، ف صارت هذا …..

واللي بيلفت نظري أكثر إني الثورة ثورة الأقباط التي صارت سنة 725 بدليل إنها ثورة داخلية بحتة ليس لها أبعاد خارجية لأنه كانت بيزنطة منهارة والفرس منتهية يعني هذه الإمبراطوريات كانت منهارة وكان فيه إمبرطورية صاعدة وجهًا جديد

ف إذًا الناس إنطلقت الثورة إنطلقت لأسباب ذاتية كنتيجة إنها شعرت إنها وصلت لمرحلة من الظلم والهوان إني لابد أن تثور

والغريب أن يثور الاقباط وهنن وهم في التاريخ اللي قبل ذلك وحتى في العهد البيزنطي ما عندهم ثورات

ف إذاً متى وصلوا لمرحلة بلغوا فيها إنهم حتى لم يعد يحتملوا أكثر من ذلك

يعني لو عايز أقارن الحكم الإسلامي بالحكم البيزنطي، أشوف الأقباط ليه قاموا بثورات تحت حكم العرب وماقاموش بثورات تحت حكم الرومان؟

لإنه صار الموضوع أسوأ بالنسبة له إقتصاديًا، وطبعًا حتى إذا قولنا من الناحية الدينية، هذا مو سبب، لأن الحقيقة إن كان الأقباط غير مُنسجمين مع الرؤية الدينية البيزنطية

ف إذًا فيه خلاف ديني سواء مع المسلمين أو مع البيزنطيين، ولكن في تحت حكم العرب صار الأمور الإجتماعية الإقتصادية أسوأ

حتى فسلفة إن هن هم الأقباط يصبحوا عبيد في أيدي المسلمين فالأكيد الممارسة اليومية كان فيه الحظر اليومي الرجل المصري آن ذاك

المسلم أكيد مارس عليه هيمنة وكبرياء حتى بعد 50 سنة شعر إن الأمر لم يعد يُحتمل

حتى إذا كنا إحنا في القرن الـ 21 لسه الأقباط بيعانوا من هذه النظرة الدونية ويعني الإستهزاء بدينهم أو يعني النظرة إليهم ككُفَّار

لحد النهارده بيطلعوا ناس بيكفروهم في التليفزيون وبيسبُّوا عقائدهم وبيشتموهم وبيسفِّهوا منهم،

فما بالك يعني أيام اللي هم جايين لا إتعلموا لا كان فيه غرب ولا كان فيه إنسانية ولا كان فيه أي شئ يعني، طب عايز …………..

طب أنا ممكن أخد شاهد أخير من يوحنا نفسه هو يبدوا إنه يتحدث في حزن على مدينته “نوكيوس”

بيقول بيتحدث إنه المسلمين لما دخلوا على “نوكيوس” وبيقول بالحرف لما دخلوها لم يجدوا بها جندياً واحدًا لمقاومته – ما فيه أي مقاومة-

ومع ذلك كانوا يذبحون كل من قابلهم في الشوارع أو في الكنائس رجالًا ونساءًا وأطفالًا بلا رحمة

 ثم ذهبوا إلى أماكن أخرى حولها وخرَّبوها وقتلوا من كان بها

ف يبدو ان هذا القتل اللي صار في بعض الاماكن مع بداية دخول العرب، هو اللي ساعدهن م على الإنتشار على تمدد الجيش الإسلامي بسهولة

يعني لما يقولك يعني يقول لك إن 3000 بدوا الغزو ثم لما صار فيه مقاومة وصل العدد لـ 12000

فحتى لما تفكر إنه بلد ضخم ومُترامي الأطراف 12000 هذا عدد زهيد يعني بسيط

بس نفس هي إستراتيجية داعش اللي هي أُقتل واحد وتُصيب 100 بالذُعر، فتنفتح ليك الأبواب وتدخل البلاد بدون مقاومة

وبمناسبة دخول البلاد بدون مقاومة أو مقاومة بسيطة باقي معنا 3 دقائق

ممكن تلخصلنا إيه الأسباب اللي أدِّت إلى نجاح الفتوحات العربية في هذا الوقت القصير يعني في خلال أقل من 100 سنة بسط العرب يعني أيديهم على نصف العالم القديم ااا

يعني بإختصار، ماذا حدث في العالم؟ وما هي المقومات لدى العرب نفسهم ولدى العالم المحيط بهم، حتى ينجح هذا الإحتلال؟؟

يمكن بسبب الوقت المتاح الموضوع شيق ما سر إنتصار العرب؟ أنا أعتقد إن أحد أسرار إنتصار العرب، ليس فقط يعني تآكل وضُعف النظام الهيكلي الموجود في بيزنطة وفي فارس،

ولكن الآلية والديناميكية اللي إشتغلوا عليها العرب، ما هي هذه اللآلية؟ لما تمكَّن أبو بكر من السيطرة على الجزيرة العربية، كان عنده إشكالية إن لديه قبائل عربية مُتفقرِّة، ليس لديه دولة واحدة ليس لديه رابط واحد

 ولا هدف

لكن هو كان ذكي نصف هذه القبائل تَعْتاش على الحروب والغارات المُتبادلة طيب

شغلهم!

ف إذًا نحن إتوحدنا، طب هؤلاء الناس يحتاجون إلى ساحة للغارات ساحة للقتال ونحن كيف نقتل بعضنا بعضًا ، لا يجوز

ف إذًا جهَّز الوحدة وقال لهم نُغيِّر إتجاه الغارات، عوض ما يكون عندنا غارات للسلب والنهب، نسميها الجهاد ونطلقها إلى العالم

مارس هوايتك في القتل، بس ألبسها ثوب جديد

وبإتجاه آخر

 بإتجاه آخر وكلنا نكسب منه يعني

ف إذاً اللي يعني لما بأكون أنا قبيلة منفصلة وأنا باهاجمك، بدل ما أنا بأخسر الآن أصدقاء أو قبيلة وحدة ضد عدو خارجي عنصر آخر  هو الوحدة

العنصر الأهم من ذلك أن هذه الغزوة العربية كانت غير مكتفية

كان كل قبيلة كان لازم تأمِّن أموال وسلاح وتاخدها معاها في المعركة وياخدوا كمان معاهم نساءهم وأطفالهم

الدولة المركزية غير كانت مضطرة تأمن السلاح، غير ما تأمن الطعام، غير ما تأمن الإقامة الكُلفة المعيشة للإسرة الباقية

كان كل شخص ياخد زوجته وأولاده، ف تتميز أن هذه الغزوات متنقلة بمعنى أن الأسرة كلها تذهب في الغزو، القبيلة في الغزو

هي تاريخيًا لو قارنها بغزوات جانكيس خان مثلًا، وقبائل الهنجرية لما كانت في أوروبا، نفس الحكاية إنه البدوي المُترحِّل أو المعتمد على الترحال بيكسب المُتمدِّن القاتن اللي عايش في المدنيَّة بعد فترة بيترهل

وبيبقى عقيدته القتالية، إبن خلدون تكلم عن هذا الكلام عقيدته القتالية بتبتدي تقل لانه خلاص تعود على الرفاهية وعايز يعيش يستمتع بالحياة

البدوي ليس لديه ما يفقده ليس لديه أرض لكي يُحافظ عليها

هو بيتحرك وكلما يتحرك هو جوعان للـ ااا للأكل، جوعان للمال، جوعان للجنس

ف هذا بيكون حوافز مستمرة في الحرب

والعرب الذين فقدوا السلطة فقدوها عندما جلسوا على الكراسي المريحة وهكذا، فهي ثقافة البداوة وإستراتيجية داعش في التخويف والهش

اااا أشكرك جدًا كانت رحلة شيقة جدًا مع حضرتك، تعلمت الكثير عن تاريخ سوريا، وحتى مصر اللي كنت أظن إني أعرف تاريخها كويس إستفدت بمعلومات جديدة

أشكرك جدًا أستاذ مالك مسلماني، أشكركم لحسن مُتابعتكم، ونلتقي بكم في مجموعة جديدة من حلقات صندوق الإسلام في القريب، فأنتظرونا


Download text file

Box of Islam 124

You may also like

حامد عبد الصمد -  التمييز والعنصرية في الإسلام
 [00:00:04] حامد عبد الصمد: أهلا بكم أصدقائي الأعزاء في حلقة جديدة من [...]
0 views
ملخص تاريخ الاسلام بداية ونهاية
لم يستجب ياأخوة لمحمد في مكةخلال 13 سنة من الدعوة لم يستجب لدعوته لم [...]
20 views
ندوة للاستاذ حامد عبد الصمد في المغرب بعنوان التنوير فوبيا (الجزء الاول)
احمد عصيد: مساء الخير, يُسعدنا أن يكون معكم في هذا اللقاء الفكري الذي [...]
18 views
مين اللى سرق مصر،الحلقه التاسعة عشر: دور العبادة في مصر
مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر [...]
7 views
مين اللى سرق مصر، الحلقة الثامنة عشر: إسلام التصدير وإسلام التكفير
مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر [...]
2 views
مين اللى سرق مصر، الحلقة السابعة عشر: الأزهر عامل زي سُوستة
مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر [...]
4 views
مين اللى سرق مصر، الحلقة السادسة عشر: مأساة التعليم في مصر
مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر [...]
4 views
مين اللى سرق مصر، الحلقة الخامسة عشر: خليك فاكر مصر جميلة
مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر [...]
7 views
مين اللى سرق مصر، الحلقة الرابعة عشر: الإعجاز العلمي في البناء المصري الحديث.
انهارده عايز اكلمكم عن موضوع الإعجاز العلمي في البناء المصري طبعًا [...]
7 views
مين اللي سرق مصر، الحلقه الثانية عشر، البرفان والشعب القرفان
مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر مين اللي سرق مصر [...]
3 views

Page 1 of 14

اترك تعليقاً