التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 114 | الكلمات الليتورجيا في القرآن

أهلًا بالمُتابعين الكرام!

في الحلقة الماضية وجدنا أنّ القُرآن في مرحلة ظهوره ما كان سوى قراءات أو كتاب تلاوات أو كتاب فصول وتُسمّى باللّاتي Lectionarium / Lectionarius

وباللّغة السريانيّة يُسمّى قريانا، نظرًا لاحتوائه على مقاطع من الكتاب المُقدّس

فيكفي أن نجد في القُرآن ذكرًا لما يُناهز 137 فصلًا عن قصة موسى فقط، لنقول بدون تردّد: أنّه كان فعلًا كتابًا للقراءات بلسان عربي

لكنّه تطوّر فيما بعد، ليُصبح كتابًا مُقدّسًا للعرب وكلّ المُسلمين

فكلّ مُصطلحاته الأساسية هي لوتورجية ولاهوتية، ومن أهمّها كلمة سورة، بمعنى فصل كما جاء في الآية 23 من سورة البقرة «وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» (البقرة: 23)

ويونس 38 «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» (يونس: 38)

والقُرآن أو قريانا، يحتوي على 114 سورة، أو فصل. وهذه الكلمة أي سورة كانت موجودة عند السريان قبل الإسلام

ولكن بحرف الصاد، صورثا، من بين معانها مُتن الكتاب المُقدّس كلّه

وهذا المعنى يؤكّد فرضية كون القُرآن يحتوي على مُتن أو فصول، أو قراءات من الكتاب المُقدّس

وتعبير سورة الكتاب، يُقابله التعبير السرياني صورتا كتاب، ويعني كذلك المُتن من الكتاب المُقدّس

هذا الكتاب يدعو إلى عبادة الله، اللها. من أصل آرامي مُشتقّة بدورها من كلمة إيل بالآرامية ومعناها العالي، وكذلك باللغة العبريّة، أي إله السماوات

أيضًا، كلمة صلاة، صالوثا، بمعنى دعاء، والكلمة جاءت بالواو، وهي كذلك في المخطوطات والمصاحف القديمة بالواو تمامًا كما في اللغة السريانيّة

هذه الكلمة تجدها من بين الآيات في سورة مريم 31 «وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا» (مريم: 31)

و55 «وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا» (مريم: 55)

وطه 132 «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ» (طه: 132) وغيرها.

كذلك كلمة زكاة في سورة مريم 31 «وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا» (مريم: 31)

و55 «وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا» (مريم: 55)

والأنبياء 73 «وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ» (الأنبياء: 73)

والحج 41 «الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ» (الحج: 41)

تُكتب في المصاحف القديمة بالواو بالضبط كاللغة السريانية، زاكوتا، بمعنى طهر

نقاء تنقية وتطهير المال بدفع العشور لله والتقرب لله كذلك يكون بالصوم، صوما بمعنى امتناع انقطاع

وجاء بالتاء صومثا، بمعنى الامتناع عن الكلام، أو الصمت أو السكوت، تمامًا كما هو مفهوم في سورة مريم الآية 26

تقول الآية: «… إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا» (مريم: 26)

كذلك موضوع تقدمة ذبيحة ذبحا، أي ذبيحة قُربان، كما جاءت في سورة الصافات الآية 107 «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ» (الصافات: 107)

فهذه الذبائح كانت تُقدّم للكاهن كاهنا، وجاءت في عدّة آيات من بينها الحاقة 42 «وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ» (الحاقة: 42)

الطور 29 «فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ» (الطور: 29)

وهذه الذبائح تُسمّى كذلك قربانا أو قُربان، كما جاء في سورة آل عمران الآية 183 «الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» (آل عمران: 183)

المائدة 27 «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» (المائدة: 27)

والأحقاف 28 «فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً ۖ بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ ۚ وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ» (الأحقاف: 28)

وتُقدّم رمزيًا بواسطة قسيس قشيشا، كما جاء في سورة المائدة الآية 82 «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ» (المائدة: 82)

وصفة هذا الإله رحمن، كما جاء في سورة الفاتحة الأولى والثالثة «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» «الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» (الفاتحة: 1 -3)

وفُصّلت الآية الثانية «تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ» (فصلت: 2) إلى أخره

الذي هو الله، أو بتعبير السرياني اللها، ورحمانا، أي الموصوف بالرحمة،

وقد كانت الصفة مُتداولة في منطقة أرابيا فيليكس عند ملوك حميَر باليمن رحمانا،

ولا نعرف بالضبط من أخذ عمن، هل السريان أخذوها اليمنيين أم العكس

وقد رأينا في الحلقة 105 التعبير اللّاهوتي بالخط المُسند في أخر سطر في نقش الموجود في متحف إسطنبول تحت رقم bis 7608 (باسم رحمانا وابنه كريستور غاليبان) بمعنى اسم الرحمن وابنه كريستوس المُنتصر والروح القُدس

وقد كُتبت هذه العبارة اللّاهوتية في عصر أبراها بالخط المُسند على نقش وجد في مأرب يعود لسنة 548 ميلادية تحت رقم CIH 541

يقول النصّ: “بقوّة وعون الرحمن الرحيم ومسيحه وروح القُدس”

فكلمة ابن في النقش الأول أصبحت مسيحه، وهذه الكلمة مشيحا، باللّغة السريانيّة معناها المدهون أو الممسوح بالزيت المُقدّس

كذلك في اللغة العبرية ماشيح، تأتي بنفس المعنى. إذًا هذا الممسوح بحسب القُرآن اسمه عيسى بن مريم، كما جاء في سورة آل عمران الآية 45 «إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ» (آل عمران: 45)

وكلمة المسيح صفة هنا بمعنى الممسوح كما قُلنا،

وعندما ينفي القُرآن عملية الصّلب في سورة النساء الآية 157 «وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا» (النساء: 157)

فهذا لا يعني بالضرورة عملية الصّلب المعروفة، فكلمة صلب يعود بها القُرآن لأصلها السرياني الآرامي صلب بمعنى يربط يشُدّ الوثاق

وبالتالي عندما يتحدّث عن الصلب في سورة الشعراء الآية 49 «… وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ» (الشعراء: 49)

ويوسف 41 «يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ۖ وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ ۚ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ» (يوسف: 41)

وطه 71 «قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ» (طه: 71)

فكلّها تحدّث عن الصلب في عصر ما يُسمّى بالفراعنة، وهو عصر يوسف وموسى

لم تكُن عملية الصلب المعروفة حاليًا موجودة وبالتالي فالقُرآن يعود بالكلمة لأصلها اللغوي بمعنى ربط وشدّ الوثاق

إلى الآن فالمُصطلحات اللاّهوتية في القُرآن هي في الأصل مسيحيّة ويهوديّة ولا دخل للوثنيّة في الموضوع

فالسيادة والريادة للإله، اللها أو الله، وهذا الإله له خُدّام نورانيون، تُسمّى الملائكة أو الملائكة جمع ملاك، بمعنى رسول أو سفير

وهذا الإله يحكُم بين الناس يوم القيامة، قيامثا، أي إحياء الموتى كما في سورة الزُمر الآية 15 «فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ» (الزمر: 15)

و24 «أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ» (الزمر: 24)

و31 «ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ» (الزمر: 31)

كذلك فاطر 14 «إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ» (فاطر: 14)

والقيامة الآية الأولى «لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ» (القيامة: 1) إلى أخر الآيات.

ويُسمّى هذا اليوم بيوم الدين، بالآرامي دينا، ومعناها حُكم أو عقوبة كما في سورة الشعراء 82 «وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ» (الشعراء: 82)

والصافات 20 «وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَٰذَا يَوْمُ الدِّينِ» (الصافات: 20)

وسورة ص الآية 78 «وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ» (ص: 78) إلى أخره

فمن يعمل الخطايا ينال العقاب والخطايا جمع خطيئة، خطيطا بمعنى ذنب أو إثم

جاءت في سورة النساء الآية 112 «وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا» (النساء: 112)

والخطيئة في اللغة السريانيّة الآرامية تُسمّى كذلك حوبا، أي ذنب أو إثم، جاءت في سورة النساء الآية 2 «… وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا» (النساء: 2)

وهذه الذنوب والخطايا سببها الضلال أيضًا الطاغوت في اللغة السريانية الآرامية طاغيوثا، أي ضلال وهرطقة.

وجاء ذكر طاغوت في سورة البقرة الآية 256 «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (البقرة: 256)

وكذلك النساء 51 «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا» (النساء: 51)

و60 «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا» (النساء: 60)

و76 «الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا» (النساء: 76)

والنحل 36 «وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ» (النحل: 36) إلى أخره.

وأمّا مُصطلح الجنّة، من فعل جنا بمعنى يغيب يحجب يستر أي مكان مستور كالجنين في البطن،

حيث أن من يُطع الله يدخُل الجنّة، وجنّى الليل أظلم، والجنّ معناه الذي لا يُرى وهكذا

هذه الجنّة تُسمّى ملكوت، ملكوثا، بمعنى مملكة، كما جاء في سورة الأنعام الآية 75 «وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ» (الأنعام: 75)

لأصحاب الجنّة غبطة وسعادة كبيرة تُسمّى باللغة السريانيّة الآراميّة طوبا، أي خير وغبطة وسعادة كبيرة، كما جاء في سورة الرعد الآية 29 «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ» (الرعد: 29)

نكتفي بهذا القدر من المُصطلحات اللّاهوتيّة، وهي كثيرة جدًا في القُرآن،

نحتاج ساعات وساعات لسردها، لكن كلّها تؤكّد أنّ هناك علاقة وثيقة بين النصّ القُرآني وبين الكتاب المُقدّس بعهديه القديم التوراة والتناخ،

والأناجيل والرسائل والوعظات الكنائسية كقصّة أهل الكهف، فتية أفسس

نلتقي بكم في الحلقة المقبلة، فكونوا معنا!


Download text file

Early History of Islam 114

You may also like

التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 127 | سر ذبح بقرة موسى
أهلًا بالمُتابعين الأفاضل! لا زلنا ضمن سلسلة دراسة القُرآن، ككتاب [...]
19 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 126 | البقرة الحمراء وبناء معبد اليهود في القدس
مرحبًا بالمُتابعين الكرام! في الحلقة الماضية تحدّثنا عن البقرة الحمراء [...]
11 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 125 | بقرة موسى صفراء أم حمراء؟
أهلًا بالمُشاهدين الكرام! مازلنا في إطار الردّ على تعليق الحلقة [...]
11 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 124 | إشكالية نص القرآن (الرد على أحد التعليقات)
أهلًا وسهلًا بكم مرّة أخرى أعزائي الكرام! في الحلقات الماضية، كنا [...]
1 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 123 | محمد لم يأت بدين جديد
أهلًا بكُم أحِبائي الكِرام. في الحلقة الماضية كنّا تحدّثنا عن كُتب [...]
5 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 122 | القرآن هو أجبية وقريان العرب
أهلًا بكم أعزّائي الكرام! لا زلنا ضمن سلسلة دراسة أصول القُرآن، [...]
14 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 121 | هل يجيد الرسول القراءة والكتابة؟
أهلًا بكم مُشاهديّ الكرام! بعد سلسلة من الحلقات حول القراءات [...]
5 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 120 | إشكالية التنقيط في القرآن
تحيّة محبّة واحترام لكُم مُتابعينا الكرام! كنّا قد تكلّمنا في الحلقات [...]
4 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 119 | أقدم طبعة للمصحف
أهلًا بالمُتابعين الكرام! في الحلقة الماضية تحدّثنا عن ظهور القُرآن [...]
9 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 118 | فوضى القراءات المختلفة في للقرآن
تحية محبّة وأخوّة لكُم مُتابعينا الكرام! في الماضية كنّا بدأنا الحديث [...]
5 views

Page 1 of 13

اترك تعليقاً