الحلقة الخامسة عشرة – برنامج الآمام الطيب 2 – المسلمون في الغرب

ربّما السؤال فضيلة الإمام الذي يُمثّل التّحدي الأكبر للمُسلمين في الخارج.

كيف يندمجون في هذه المُجتمعات غير المُسلمة دون التّفريط في هويّتهم الإسلاميّة والتزامهم الشرعي؟

نعم. هذا الموضوع وهذا التساؤل عُقدت من أجله مؤتمرات كثيرة جدًا وندوات ودراسات؛

لأنّ هو موضوع مهمّ جدًا بالنسبة للمُسلمين، وكان من خلال قراءاتي يعني هناك رأيين

رأي وده طبعًا صعب تنفيذه وهو أن يندمج المسلمون اندماجًا كاملًا في المُجتمعات الغربية أو المُجتمعات الأوروبيّة أو الأمريكي.

وحينئذٍ يخضعون لكلّ ما يخضع له أي مواطن أوروبّي أو أمريكي من حيث العادات من حيث التقاليد من حيث المُجاملات من حيث السلوكيات.

وطبعًا ده فيه اعتداء صارخ على الحريّة الشخصيّة؛

لكن هناك آخرين قالوا أن المُسلم ممكن أن يندمج بحيث يُحافظ على هويّته الدينية، وفي نفس الوقت يشترك اشتراك فعّال في المُجتمع

يبقى اندماجه إيجابي.

أه هذا ما أسميته أنا مرّة بالاندماج الإيجابيّ.

لأنّ النوع الأوّل ده يعني اندماج سلبي.

نعم

اندماج يكتسح حدود ويطغى على الشخصيّة الفرديّة بما لها، وأيضًا يُضاد الحريّة التي تضمنها هذه البلاد الحريّة الشخصية تضمنها هذه البلاد.

يعني كيف تُعطيني حرية الشخصيّة، ثم بعد ذلك تقول لي لا أنت إذا وُجِدَّتَ في المجتمع لابد أن تشرب خمرًا،

ولابد أن بنتك تكون على النمط اللي تدرج عليه البنات في هذا المجتمع… إلخ.

ويجب أن تأكل كما يأكل ال.. وألّا تحرم ما لا يحرمه.

طبعًا هذا يعني يصدم مبدأ الحرية اللي هي يعني البلاد الغربية بتفخر بأنّها دائمًا ما تضمنه للمواطنين؛ لكن الاندماج الإيجابي.

ده اندماج سلبي وأنا أقول دائمًا أنّه يهدم أصل أوروبي في حضارتهم الحديثة، وفي مُجتمعاتهم وهو ضمان الحريّة الشخصيّة.

طيب المطلوب إيه؟ المطلوب الاندماج الإيجابي.

فضيلتك اتكلّمت عنه في كلمة أعتقد ألقيتها في باريس في

أعتقد في باريس أه

في أحد المؤتمرات

في باريس وفعلًا يعني بيّنا أن المُسلم مواطن مش ليس يعني من باب الأقليات ولا من باب الجاليات ولا.. إنّما هو مواطن أوروبي له ما للأوروبي وعليه ما عليه.

وفي نفس الوقت يعني لا يُشكّل خروج ولا توتّر ولا تحدي لاستقرار المُجتمعات الأوروبية،

وهذا ما أريد أن يفهمه أبناؤنا وبناتنا هناك، والجيل الموجود الآن الجيل الثالث؛

لأنّ الجيل الأوّل والجيل ال.. وإحنا أنا كنت في السبع.. يعني في السبعينيات هناك.

حقيقةً كان من السهل عليّ إن أنا أعيش في هذا المُجتمع وأحتفظ بديني وبتقاليدي بل ببعض تقاليدي.

يعني أنا الأسرة الفرنسيّة اللي سكنت معها. كان من أوّل ما سكنت في واحد اتنين تلاته، الناس قالوا لي ده انت براحتك يعني.

مثلًا إذا كان في عزومة أو في خمرة على المائدة. أنا كمُسلم لا أستطيع أن أجلس على مائدة فيها خمر.

وده لفت نظرهم أعتقد يا مولانا زي ما حكيت أكتر من مرّة إن همّا شافوا فيك سلوك مُختلف.

نعم، هما يعني أنا أعترف والله بأني ما دعوتهم إلى الإسلام بالشّكل اللي هو بالدعوات الآن.

إلّا بالسلوك

ولكن الحمد لله يعني حافظت على واجبات ديني كاملةً في هذا المكان

من أمانة ومن أن أنا ضيف ومن التزام الآداب الإسلاميّة حين تكون في بيت الآخرين كاملةً، فهُم

هم شعروا بالفرق

هم شعروا.. أنا ماكونتش.. ما كنت أدري إلّا بعد أن جئت هنا. هم جاؤوا بعدي بشهرين تلاتة،

وطلبوا أن يعيشوا في القاهرة، ودخلوا في الإسلام. أه ودخلوا في الإسلام

الأسرة دخلت في الإسلام بعد أن تأثّرت بسُلوكك في خلال فترة الدراسة

يعني أنا مش عاوز أمدح وأقول؛ لكن لمّا بعدين يعني تحدّثت معهم وسألت طب إيه يعني ماذا حدث؟ يعني هذه السيدة لم تكن مُسلمة؛

لكن والله ما رأيتها بدون غطاء الرأس. كان في احترام لهذا الضيف الذي يعيش عندهم.

يعني كنت سفيرًا للإسلام خلال هذه الفترة؟

والله ما كنت سفير بقدر ما أنا كنت مُسلم بأطبّق يعني اللي باطبّقه هنا في بيتنا وفي بلدنا يعني.

إنما أنا عارف طبيعتهم لو تدعوهم دايمًا وتُلحّ عليهم أو انطق بالشهادتين أو قول مش عارف إيه ينفروا.

أه

ف «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ» (النحل: ١٢٥). همّ يؤثر فيهم السلوك.

أه. ده حقيقي.

وأنا ما غيّرتش سلوكي علشان طمعًا في هذا يعني، إنّما أنا التزمت بالسلوك اللي هو يعني يلتزم به أي

مُسلم

أي شاب مُسلم متخرّج من الأزهر أو يدرس في الأزهر؛ لأنّ طبعًا إحنا عرفونا وعلمونا دائمًا إنك أنت كأزهري لا تظن أنّك أنت حُرّ كالآخرين.

أه

إنّما لابد أن تكون هناك قيود على سلوكك وعلى تصرّفاتك

بحيث أن الآخرين لا يعني على الأقل لا يُلاحظون فرقًا بين ما بين السلوك وبين ال.. يعني الثقافة الإسلاميّة.

ده موضوع آخر؛ لكن فعلًا هؤلاء النّاس يتأثّرون بالعمل ويتأثّرون بالسلوك؛ لأنّ هم حياتهم عمليّة أكتر منهم نظريّة.

بالنسبة للمُسلم هو قد يجد لا أقول مُضايقات ولكن مُفارقات.

نعم

مُفارقات سواء على مُستوى قوانين البلد، أو على مُستوى الاحتكاك بالمُجتمع.

أيضًا الولاء للوطن

الولاء للوطن

والاختلاط أكيد

أه، فلا تتوقّع أنّ هذه البلد ستوفّر لك جوًّا اجتماعيًا كما توفّره بلادنا هنا.

أه

لأنّ الفرق أنّ هذه بلادنا ذات مرجعيّة إسلاميّة أو ذات خلفية دينيّة.

البلاد هناك تفخر بأنها ليست كذلك، فإذًا المُسلم عليه بالمواءمة.

وأيضًا أنا في كلمتي في باريس قُلت أيضًا: ننتظر من المُجتمعات الغربية التفاهم أو التفهُّم لهؤلاء المُسلمين الذين يعيشون، وأنّ المُسلم ليس يعني كالمُنتمين للأديان الأخرى.

الأديان الأخرى مُعظمها يعني تعليماتها أخلاقيّة عامة.

إنّما ليست هناك عبادات شخصيّة يوميّة أو ليس هناك ارتباط عضويّ بين تصرّفات الفرد وبين تعاليم الدّين بقدر ما هي موجودة في الإسلام.

فكُنت أنادي يعني على المُجتمعات الغربية أن تُقدّر هذا أو أن تنظُر لهذا أو تتعامل مع المُسلم في هذا الإطار.

لو مثلًا نحن نظرنا إلى الناحية السياسيّة التحديات. أنا لا أجد أي مشكلة هناك حقيقةً.

لو أراد أن يشترك في مثلًا الانتخابات وخاصة إنّ مجال السياسة هناك يعني مجال يصبّ في النهاية في مقاصد النّظام الإسلاميّ.

مثلًا إحنا عندنا النّظام الإسلامي في الحُكم يشترط تحقيق العدالة ومصلحة النّاس والمساواة وعدم الظلم.

الحقيقة هناك ده موجود. موجود يعني ده مُجتمعات ديموقراطيّة، مُجتمعات تضمن حريّة الإنسان، تطبق ال..

العدل

العدل، وأنا والله يعني أجد نفسي مُضطرًّا أن أقول: أنّ في سويسرا وكنت في بازل، وعرفت أنّ هناك المُسلمين اشتروا مسجد هو مصنع.

أه

مصنع قديم

أه

فاشتروا المصنع على أساس أن يجعلوا منه مسجدًا. هناك الجيران يعني انزعجوا ومنعوا ورفعوا الأمر إلى القضاء

وحكم لهم القضاء

حكم للمُسلمين القضاء، واشترط عليهم فقط شرطين: أنّهم لا يُغيّروا الوجهة الخارجيّة المعمارية

ولا تكون هناك مُكبّرات صوت تُزعج الناس؛ لكن حكم لهم بالمسجد. والمسجد..

مواءمة بسيطة لا تتعدّى على جوهر العبادة.

إطلاقًا. لا، لا بالعكس وارتضى المُسلمون. المسألة هكذا يعني ربّما يجدون من الإنصاف ومن العدل ومن المُساواة ما يُشجّعهم على أن يؤدوا شعائر الدين؛

ولكن بصورة أيضًا الإسلام يطلبها، ولا تعتدي على ثقافة ولا حضارة الآخرين؛

 لأنّ هذه البلاد لها ثقافة ولها حضارة وأنا يعني لا أذهب لأُعيد ثقافة هذه البلاد حسب النمط اللي أنا كنت فيه.

أنا أنادي أن هؤلاء أو هذا الشباب والمُسلمون الذين يُقيمون في الغرب لا يصطحبون معهم أچندادهم الخلافيّة الموجودة في بُلدانهم.

بين مذهب ومذهب بين طائفة وطائفة والتي وصلت الآن إلى حدّ أن إحنا يعني نحن يقتُل بعضنا بعضًا بهذا ال.. لا

يذهبون باسم الإسلام بمعناه الواسع الحقيقي الذي يتقبّل النّاس جميعًا،

وهو عبارة عن كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أفلح إن صدق».

يُصلّي الخمس والله لا أزيد ولا أنقص. رمضان لا أزيد ولا أنقص. كذا وكذا انتهى الكلام.

هذا هو الإسلام الذي

نعم

يعني يلفت أنظار الأوربيين إليه حين يُطبَّق

وده أفضل دعوة

ده أفضل دعوة. أفضل دعوة.

هل تجسّدت هذه المُعاملة مع فضيلة الإمام في الواقعة الأولى ربّما النموذج الأوّل اندماج المُسلمين في مُجتمعات غير مُسلمة في الهجرة إلى الحبشة

هل المُجتمع المُسلم الصغير اللي كان موجود هناك هل اندمج بهذه الطريقة في المُجتمع الأكبر المسيحي؟

طبعًا، اندمج. اندمجوا بهذه الصورة. لم يخرجوا على يعني أيّ تكليف إسلامي

أه. التزموا

أه. لم يرتكبوا مُحرّمًا ولم -في نفس الوقت- يقصّروا في فرضٍ أو واجب؛ ولكن الأداء كان أداء يعني مُحيط الأداء شخصه هو.

يعني كانوا في مرحلة ليست مرحلة دعوة إذًا، ومع ذلك حدث أنّ كثيرين يعني تأثّروا بهم.

الجيل الأوّل في أوروبا أثّر في كثير يعني مش هقول لحضرتك كثير من المواطنين العاديين أو الموظفين

كثير من الأساتذة والفلاسفة فهموا الإسلام من تصرّفات هؤلاء النّاس.

وهو ده اللي مهّد الطريق للجيل الثاني والثالث

طبعًا. الجيل الثاني والثالث؛

لكن حينما تكون هناك مُفاصلة شعوريّة، وتُشعِر الأوروبي بأنّه هو في نظرك يعني مُنحرف، وأنّك أنت جاي تُقيّمه وأنّك أنت جاي تعبث بثقافته وبحضارته ولك أوامر ولك نواهي.

من قال هذا الكلام؟ ده حتى على مستوى الدعوة إلى الله خطأ.

أنت عايز تدعو إلى الله. عندك ميثاق عندك دستور قُرآني.

«ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (النحل: ١٢٥). خلاص مالقيتش فايدة انسحب.

«إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ» (النحل: ١٢٥)

تكملة الآية

«وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ» (النحل: ١٢٥)

لا أنك أنت تُفاصل ولا أنّك أنت تدعو إلى كراهيتهم ولا إلى حربهم ولا ولا ولا..

إذا عجزت عن التعايُش والاندماج انسحب

انسحب. أه انسحب؛

في عناصر مؤثّرة

لكن بشرط حتّى لا الكلام في موضوع حسّاس؛ لكن بشرط ألّا يعني تخرُج على تعاليم دينك إطلاقًا. دي ممنوعة تحت كلّ..

المواءمات تقف عند حدود الشرع

الإسلام بيديني هذه الفُرصة. بيديني حياة الضرورة، وبيديني برضه الضرورات اللي تُبيح المحظورات. بيعطيني تغيّر الفتوى بتغيّر الزمان والمكان.

دي قواعد مُيَّسِرة

مُيّسرة. اللي قُلنا عليها اللي هو يعني رفع الحرج. هذا التأسيس لابد أن أصطحبه هناك.

وفي المقابل بأه هذه المساحة التي يوفّرها المُجتمع الغربي بكلّ تكويناته القانونية والسياسية من صون الحقوق والحريّات الشخصيّة.

نعم

فاحنا عندنا مساحة اليُّسر في الشرع ومساحة الحرية المفترضة اللي في القوانين.

بالضبط. ده اللي أنا يعني أردت أن أقوله. ده المُسلم اللي هناك محظوظ مرتين.

محظوظ بأنّه مضمون له التصرّف الشخصي. ده حقّ من حقوقك. لو روحت في أي محكمة هيقولك اعمل أهو قال للمسلمين خدوه من حقكم؛ لكن ما تأثروش على الشارع اللي بره.

ده بالنسبة لضمان الحقوق؛ لأنّ الحضارة الغربية تقوم على هذا الآن.

الحريات والحريات الأربع، وخاصة في المُجتمعات الرأسمالية.

يعني إذا ما تركنا الفلسفة الشرقيّة والفلسفة الماركسيّة التي طبعًا الآن يعني لم يعُد له وجود مُكثّف يعني.

طبعًا

هناك كانت تُطارد الدين

أه. في الشرق

في الشرق. تُطارد الدين وطبعًا هدّمت الكنائس والمساجد

وقالوا “الدين أفيون الشعوب”

وقالوا الدين أفيون الشعوب. كان في موقف من الدين. في موقف من الدين.

في الغرب مافيش هذا الموقف. صحيح هو مافيش يعني موقف إلى جانب الدين.

ده مافيش؛ لكن في نفس الوقت لو أنت عايز تتديّن كتصرّف شخصيّ هذا مكفولٌ لك تمامًا قانونًا.

فيستفيد المُسلم من هذا، ويستفيد من كما تفضّلت اليُّسر ورفع الحرج ويعني الأمور تُقدّر بقدرها، والضرورات تُبيح المحظورات،

وعندنا كذا حاجة بتكون للمُسلم

قواعد مرنة اللي مشهور بها الشّرع الإسلامي

مرنة. إذا انتقلت من مُجتمع إلى مُجتمع يعني الإسلام يُهيّئ لك ظروف تتحرّك فيها.

طيب أخيرًا يا مولانا ما هي الأشواك الأخرى التي يُمكن أن يسير عليها المُسلم الذي يعيش في مجتمع غير مسلم؟ المعوقات أمام الاندماج؟

يعني يمكن لو تسمح لي بسرعة أنا في الكلمة التي ألقيتها هناك في باريس أشرت إلى أنّ في معوّقات من الجانبين.

من جانب المُسلمين: الانتماءات الإقليميّة والولاءات العرقية والاختلافات الطائفيّة والمذهبيّة. كلّ مشاكلنا هنا في الاختلاف

رايحين بها هناك

راحوا بها هناك

حقيقةً ده؛ لأنّه يعوّقهم من الاندماج

نعم

ما انتو تروحوا هناك للإسلام المُشترك بين الناس جميعًا، وده هو اللي هيسهّل؛ لكن لأ. حتّى في الزيّ تجد هذا الزيّ وكذا وكذا.

طيب، والاختلافات الطائفيّة والمذهبيّة التي تُلازمهم في أوروبا مُلازمة الظلّ، وتجعل من الصعب عليهم الانخراط في مُجتمعاتهم.

بل كثيرًا ما تُصعِّب عليهم الاختلاط بغيرهم من المسلمين.

يعني المسلمين اللي في الداخل لا يختلط هذا بذاك لأنّ ده يرى أنه ده يخالف المذهب فهو ضال.

أو يعني زي ما عندنا احنا بيقولوا هنا السلفي والصوفي

المذاهب المُختلفة والتوجّهات المُختلفة

المذاهب المُختلفة. هناك موجود.

طبعًا هي انعكاس هي مرآة

بالطبع انعكاس بالضبط. فكثيرًا ما تُصعّب عليهم الاختلاط بغيرهم من المسلمين الذين يعيشون معهم، ويعتقدون معتقدهم؛ لكنهم لا ينتمون إلى إقليمهم، أو لا ينتسبون إلى هويتهم العرقيّة والطائفيّة.

من أهمّ المعوقات من جانب المُسلمين أيضًا: هذه الدّعوات التي يُطلقها البعض باسم الدين، وتدعو كما قُلنا إلى كُره المجتمع الأوروبي

وإلى مُفاصلته والاقتصار في التعامُل مع الأوروبيين على الضرورات.

نحن سمعنا هذا أو شُكِيَ إلينا هذا من المسؤولين هناك.

المعوّقات اللي على الجانب الأوروبي، وأنا أيضًا ب يعني رغم إنّي كنت ضيف؛ لكن لازم أقول الحقّ يعني.

في مُقدّمتها: المواد الإعلامية السلبية التي تُسيء للمُسلمين، وتصوّر المُسلمين على غير حقيقتهم.

وفي مُقدّمتها: الرسوم المسيئة للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

أيضًا، رسم صورة للمُجتمعات الإسلاميّة وللمُسلمين من خلال ما تنقُله الفضائيات من تصّرفات قلّة مُنحرفة عن الإسلام في مسألة القتل والذبح.. إلخ.

وبعدين الشارع الأوروبي يتصوّر الإسلام ويتصوّر المُسلمين من هذا المنطلق.

إنّ كلّهم كده

في أيضًا حاجة تاني يعني أشرت إليها. وهي استغلال التكتُّل الإسلامي في الانتخابات.

يعني بعضهم بعض الذين يُريدون هذه الأصوات يتعامل بمُعاملة والبعض الآخر يعني يتعامل أو يُعاملهم بمُعاملة أخرى.

اقترحنا أن تكون القضيّة هي قضية الاندماج الإيجابي، وذكرنا المسلمين بأنّ أول دولة في الإسلام كان فيها هذا الاندماج الإيجابي

حين قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «للمُسلمين دينهم ولليهود دينهم».

بمعنى إيه لليهود دينهم؟ يعني ضمن لهم دينهم بأكلهم بشربهم بأعيادهم بعاداتهم بتقاليدهم بزيّهم بتحرّكاتهم بتجاراتهم حتّى الربا فيها ماشي الربا فيها.

ضمن لهم هذا

ده في دستور المدينة

في دستور المدينة

وللمُسلمين دينهم

أه

يعني أن يصوموا ويصلوا ويمتنعوا عن المعاملة الربا،

فالمُجتمع ممكن هذا كان أنموذج يعني يُمكن أن يكون الآن نبراسًا للمُسلمين وللشباب المُسلم الذي يعيش في أوروبا.

مسألة الولاء للوطن دي. أنا لا أرى أنها تصدم الإسلام، ويُعتبر ده ولاء الكفّار.

لا؛ لأنّ الولاء هنا ولاء بمعنى أن يعني عدم الخيانة عدم الخيانة ومعنى الولاء الوفاء.

هنا الولاء بمعنى الوفاء لهذا الوطن لهذا الوطن الذي تأكل وتشرب وتعيش على أرضه.

يعني اللي يحصل على الجنسيّة في الخارج يقف ويُردّد قسم الولاء للحاكم وللوطن

أه. هو الولاء هنا ولاؤه بمعنى إن أنا لا أخون. إن أنا أفي بكل..

وهو نوع من العهد والعقود. أوفوا بالعقود أول أية في سورة المائدة. «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» (المائدة: ١).

المُسلم مأمور بالوفاء بالعقود، فالإسلام يعني يُحذّر من الخيانة ومن الغدر.

هذا هو يعني أعتقد ما يُحقق الاندماج الإيجابي، والولاء للوطن الأوروبي هنا ولاء بمعنى عدم الغدر وعدم الخيانة بمعنى الوفاء لهذا المُجتمع.


Download text file

Al-tayeb season 2-15

You may also like

الحلقة الرابعة - برنامج الإمام الطيب 2 - التراث والتجديد الجزء الاخير
في الحلقة السابقة فضيلة الإمام تحدّثنا عن التّنكّر والمُقاطعة ورفض [...]
11 views
الحلقة الثالثة - برنامج الإمام الطيب 2 - التراث والتجديد الجزء الثالث
في الحلقة السابقة فضيلة الإمام إذا كان للأزهر كلّ هذا الفضل في الحفاظ [...]
0 views
الحلقة الثانية - برنامج الإمام الطيب 2 - التراث والتجديد الجزء الثاني
في الحلقة السابقة فضيلة الإمام هل وصلنا إلى مُفترق الطّرق وينبغي أن [...]
6 views
الحلقة الأولى - برنامج الإمام الطيب 2 - التراث والتجديد
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، الدكتور “أحمد الطيب”، شهدت [...]
0 views
برنامج "الإمام الطيب" - الحلقة 30
فضيلة الإمام "الطيّب"، نتحدّث عن الشباب، والمُشكلات التي يُعاني منها [...]
1 views
برنامج "الإمام الطيب" - الحلقة 29
فضيلة الإمام "الطيّب"، ربّما من أهمّ المُشكلات الي بيُعاني منها عالمنا [...]
0 views
برنامج "الإمام الطيب" - الحلقة 28
فضيلة الإمام "الطيب"، من الآفات الحقيقة المُزعجة والمحزنة جدًا الي [...]
6 views
برنامج "الإمام الطيب" - الحلقة 27
فضيلة الإمام "الطيّب"، من الظواهر اللّافتة أيضًا في مُجتمعاتنا (ظاهرة [...]
11 views
برنامج "الإمام الطيب" - الحلقة 26
فضيلة الإمام "الطيب" من الظواهر اللافتة جدًا طريقة التعامل بين الخصوم [...]
0 views
برنامج "الإمام الطيب" - الحلقة 25
في الحلقة السابقة فضيلة الإمام "الطيب"، تحدثنا عن أهمية الحوار [...]
4 views

Page 3 of 6

اترك تعليقاً