الحلقة الأولى من برنامج التاريخ المبكر للإسلام
أهلًا بيكم مشاهدينا الكرام
هذا البرنامج الجديد بعنوان
التاريخ المبكر للإسلام أو ما سيتبادر للذهن سؤال عن التاريخ المبكر للإسلام
اليس معظم المثقفين وحتى الناس البسطاء في بلادنا يعرفون هذا التاريخ؟
تعلمناه في مدارسنا وسمعناه من شيوخنا ورددناه في مساجدنا
ألا توجد مئات بل ألاف من المراجع الإسلامية تتحدث عن هذا الموضوع؟
سيرة ابن اسحاق,سيرة ابن هشام,السيرة الحلبية, التاريخ الطبري,تاريخ مكة الأزرقي, الأصنام لابن الكالبي واللائحة طويلة
نعم كل هذة المراجع موجودة لكنها ليست مصادر أصلية
ليكون البحث علمي دقيق يجب الاستعانة أولًا بمصادر الأصلية
فالمصادر (فالمراجع) المتوفرة في كتابتنا الكتيرة ليست من صاحب النص نفسه أو ما بنسميه الأوتوجراف أي خط يد صاحب النص
فالرسول أو الصحابة على سبيل المثال لم يتركو لنا نصًا بخط ايديهم
الغريب إننا حافظَنا على شعرًا من لحية الرسول ولكن لم نحافظ على مصحف من عهد الصحابة
فكل ما وصلنا عن تلك الفترة الزمنية وصلنا متأخر عن هذا التاريخ المبكر بقرنين من الزمن على الأقل
قد تتسأل عزيزي المشاهد وما العيب في ذلك؟
أقول لو كانت هذة المراجع قد اعتمدت على وثائق تعود إلى تلك الفترة ما كنت لأقدم هذا البرنامج من أساسه
فهذة المراجع اعتمدت على ما هو موجود حين تدوينها
من الأخبار, وروايات شفهية
فالرواية الشفهية تصدأ وتتأكل مع مرور الزمن
بمعنى أن ناقل الرواية ينقل بحماس روايته
فيقع في فخ الزيادة والنقصان من أصلها دون أن يشعر
وكما تعرف عزيزي المشاهد ونحن صغارًا لعبة الهاتف المقطوع
يمكن أن تخبر أي أحدٍ برواية ما فينقلها وبغيره وبتقال هذة الرواية من شخص لآخر
بنفس الفترة الزمنية بتتغير فيضاف إليها أو ينقص منها فما بالك لو دخل عليها عامل الزمن
فالموضوع يدخل عليه حتمًا عامل الأشاع ولهذا تكون الوثيقة المكتوبة أقرب إلي الحقيقة من الرواية الشائعة
وفي ظل غياب المصادر الأصلية العربية يمكن التساؤل هل عندنا وثائق تاريخية كافية
تعزز الروايات والأخبار التي نعرفها من خلال المراجع الإسلامية؟
الجواب لأ وحتى لا نكون مجحفين في حق موردنا الإسلامي يمكننا إن نشبة هذة الروايات والأخبار في المراجع الإسلامية
بمنجم من الدهب نخرج منه ألاف الأطنان من التراب للحصول على خفلة صغيرة من الذهب
إذًا كيف يمكن معرفة الحقيقة من خلال من خلال ما نملكه من مراجع تعتبر أمهات الكتب في هذا المجال
الحقيقة الأمر ليس بهين فالباحثون المتخصصون في التاريخ المبكر للإسلام يطلقون على هذة الفترة الزمنية المبكرة
ب الblack hole الثقب الأسود نظرًا لقلة الوثائق التي تتحدث عن تلك الفترة المبكرة من الإسلام
الغريب إننا لا نجد وثائق عربية تعود لتلك الفترة سوى بعض العملات والنقوش النادرة جدًا
فالأضافة إلى بعض المخطوطات بلغات أجنبية كالسوريانية والأرمانية واليونانية وغيرها
ما وجدناه من سوى بعض المخطوطات العربية القليلة تعود إلى نهاية السابع وبدايات القرن الثامن الميلادي
أي بعد ظهور الإسلام بأكتر من 70 سنة معظمها إن لم تكن كلها للنص القرآني
والسؤال الذي يتكرر بأستمرار ما هي أقد مخطوطة قرآنية في العالم؟
وأين توجد؟ وماهي المخطوطات التي تاليها ولماذا؟
قبلًا الرد على هذا السؤال يجب أولًا أن نعرف ما هي المعايير العلمية الضرورية لمعرفة وتحليل هذة المخطوطات؟ ومدة مصداقيتها؟
لدراسة المخطوطات أهمية كبيرة للتأكد من تاريخية النص والمراحل التي مر منها
وهذة الغاية يجب علينا الاستعانة بثلاث معايير علمية أساسية
تحلل المخطوطة من ثلاث جوانب مهمة مختلفة تكمل بعضها البعض
المعيار الأول يعتمد بالأساس على دراسة المظهر المادي للمخطوطات
أي المواد الأولية التي صنعت منها هذة المخطوطات من رقوق
الطرق المستخدمة في صنعتها ويدخل فيها كذلك صناعة الكتب وتجليدها
تسمى هذة الدراسة بعلم أثار الكتاب أو بعلم الكتب المخطوطة codicology
Codices معناها كراريس مجمعة في كتاب أو مصحف ology معناها بكل بساطة علم
لم تكن هذة المادة العلمية موجودة قبل القرن العشرين
فأول من أسسها وذلك سنة 1944 هو المؤرخ الفرنسي شارل سماران
وكذلك الأكاديمي الفرنسي ألفونس داين صاحب كتاب المخطوطات دي روش الصادر سنة 1949
فقد استخد الأستاذ ألفونس داين مادة ال codicology خلال اعطائة دروسًا في علم اللغة اليونانية
Philologic grecque وهذة المادة الفيلوجية المعيار الثالث الذي نحتاجة في دراستنا للمخطوطات
كما سنرى في الحلقة القادمة يمكنكم التعليق على الحلقات سوأً على صفحتي على الفيس بوك
أو اليوتيوب وترك الأسئلة التي تهمكم على الخاص
أو على الصفحة مهما لو كانت لو شعرتم إنها تافهة
فالأسئلة التي تراها تافهة قد تكون بداية طريق للحقيقة وإلى اللقاء.
Text File Download
You may also like
