مين اللى سرق مصر، الحلقة الرابعة عشر: الإعجاز العلمي في البناء المصري الحديث.

انهارده عايز اكلمكم عن موضوع الإعجاز العلمي في البناء المصري

طبعًا اللي هيقرأ العنوان ده هيتوقع إن أنا هتكلم بقي عن عظمة الأهرامات و المصريين القدماء اللي بنوا الأهرامات

و يعني توصلوا للوصفة دي ازاي و دقة الهندسة و علاقتها بالفلك و الغرض من بناء الأهرامات
و أسرار بناء الأهرامات معرفش الحقيقة

الحقيقة أعرف إن الأهرامات دي حاجة عظيمة جدًا

بس في نظريات كتير لبنائها

بس مش ده الشىء اللي عايز اتكلم عنة

ولا عايز اتكلم عن معابد الأقصر و معابد أسوان و فيلة و الكرنك و المقابر الفرعونية الجميلة و الالوان الزاهية

انا عايز اتكلم عن البناء الحديث المصري

الإعجاز العلمي في العمارات اللي تلاقيها نحيفة كده و مايلة و تعدي من جمبها انت خايف و عمال تعمل كده خايف لتقع فوقك و مبتقعش

افتكر وأنا في إعدادي أول قصيدة سياسية كتبتها كانت بتقول يا مصرنا العزيزة انت كبرج بيزا لا تسقطين و لا تستقيمين

فالعمارات دي بتفكرني يوضع مصر فعلا ً

مايلة كده ويعني يعجز امامها مهندس

دايمًا يقولك لما بيتريقوا علي العمارات بيقولك العمارة التي انتحر بسببها عشرين مهندس

انتوا عملتوا كده ازاي

ازاي النخلة دي طالعة من بلكونة داخلة في بلكونة الجيران

حاجة عجيبة كده بتحصل و البلكونة دي داخلة في البلكونة دي و التلاصق

اية اللي حصل اللي خلي الناس اللي كانوا مهتمين بالجمال في البناء جدا يتحولوا و يبقوا بنائهم عشوائية ولا تمت للجمال بصلة

هتقولي الفقر و الناس معندهاش تعمل الجمال بقي و ترسم

لا مش حقيقي لان انا نشأت في قرية في دلتا مصر يعني متواضعة و معظم سكانها كانوا فقرا و معظم بيوتها كانت من طين بس كان فيها جمالية

كنت ترتاح لما تدخل البيت نفسيًا

كان بيت مهما كان صاحبة فقير كان بيبقي مرسوم بلون حلو أزرق أو أحمر و تلاقي عليه رسومات نخل و جمال و خيول

و الظاهرة دي ابتدت تختفي

أنا بعد ما سافرت المانيا و رجعت مصر تاني

كان في فترة مرت فأنا فوجئت بقي إن معظم بيوت الطين في القرية اتهدمت و القري المجاورة

ابتدت تطلع بقي العمارات اللي هي البنيات اللي هي بالاسياخ الحديد و الطوب

البنيات اللي مبتكملش

اللي بتفضل كده كأنها شوك طالع من وسط غيطان لا فيها جمالية و لا بتنتهي

فأنا استغربت يعني اية اللي خلي الناس تفقد حس الجمال

ما هما كانوا مصريين و كانوا فقرا و كانوا بيعملوا حاجات جميلة

اللي حصل للأسف ان مع الموجة السلفية اللي خلت مصر

بتدي الناس و انا سمعت الكلام بوداني في القري يبصوا على حد راسم طيور على بيت حد و يقولوا على فكرة هيسألك يوم القيامة على اللي انت رسمته ده و يقولك انفخ فيه الروح

ولو منفختش فيه الروح انتوا الاتنين تدخلوا النار

طب هيدخل لوحة النار لية ؟

هو اي كلام و خلاص

واخده من حديث إن محمد حرم انك ترسم هذه الشىء

و رغم كل شىء الفن في مصر استمر برضو

و عندنا فنانين تشكليين بيعملوا حاجات كويسة و عندنا جماليات بالرغم من ان الموسيقي حرام

و ربنا هيصب في ودنك كبريت جنة الصمباتي , القصبجي و جنة ام كلثوم و عبدالوهاب و عبدالحليم

يعني محمد منير و عمرو دياب و الناس اللي بتغني و بتحب الفن

والناس اللي بتسمعلهم كل حاجة

فهي القصة اية الثقافة اللي بتحرم عليك الفن

و الية الثقافة اللي الفن دة جزء من دمها و جزء من حياتها و كيانها

هنكمل في الحلقة اللي جاية اكيد عن الجمال في مصر لان مصر لسة فيها جمال