الحلقة الرابعة والعشرون – برنامج الآمام الطيب 2 – التبني

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب شيخ الجامع الأزهر

معروف أنّ التبنّي حرامٌ في الإسلام، وهو ما ينتقده الغرب؛ لأنّه من وجهة نظرهم يغلق الباب أمام خير ورعاية الأطفال.

نبدأ في مُناقشة هذا الملف يا مولانا بمعرفة معنى التبنّي في الإسلام. ما المقصود به؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

التبني باختصار هو ادعاء نسب ابن غير صُلبي، يعني ادعاء نسب طفل لم يكن مولودًا في هذه الأسرة للأب والأم،

ويلتحق بهذه الأسرة ليس كمكفول أو ليس كرعاية، وإنمّا كتبني بأن يحمل اسم الأب وطبعًا اسم الأم، ثم بعد ذلك له.. يكون له ما للابن الصُلبي من الحقوق الشرعية سواء كان الميراث، الزواج.. إلى آخر كلّ ذلك.

نعم.

هذا هو التبنّي بالمعنى المعروف والذي كان موجودًا قبل الإسلام كعادة من عادات الجاهلية التي جاء الإسلام طبعًا وقضى على كثير من عاداتها السلبية مثل الموءودة، مثل الربا، ومنها مسألة التبنّي.

أه

ولا أظن أنّ التبنّي اليوم يختلف عن هذا المعنى لا في قليل ولا في كثير، اللهم إلّا في الشكل والمظهر وال.. سواء كان من ناحية السكن أو حتّى..

قد يكون هناك فرق في أسلوب الحصول على طفلٍ مُتبنى في الجاهلية والآن.

طبعًا هذا رأيي الشخصي لا أجد فرقًا إلّا فرق يعني أن تبيع شيئًا هكذا متّربًا أو مُغبّرًا أو أن تلّفه في ورقة سلوفان.

أعتقد في الماضي يا مولانا كان في سبي، سبي النساء وسبي الأطفال

نعم

ده في الماضي، الآن يعني كيف تتطابق هذه الصورة مع ما يحدث الآن؟

هو دعني أقول لك الأول أن ال.. ما كان يتم في الجاهلية هو عبر خطف الأطفال، وكان حتى يُسمّى سبي الأطفال.

أه

لأنّ القوافل التي تُغير على مضارب خيام أو كذا أو الحروب حتى

أه في الغارات والحروب

الغارات والحروب كان الاطفال يُخطَفون أو يُسبَون و.. نوع من التجارة كان، ولازال حتى الآن يعني.. وسنُدلّل على هذا

أه

أنّه.. أن كثير من المؤسسات لا تتورّع أن تُمارس هذا النوع من بيع الإنسان تحت غطاء التبني.

حصل أيام النبي -صلى الله عليه وسلم-

عليه الصلاة والسلام

ولكن قبل البعثة

أه

قبل أن يُبعث، أنه كان طفل اسمه زيد بن حارثة

أه

هذا الطفل سطت عليه غارة من الشام، وأُخِذَ وبِيع في مكّة، فاشتراه حكيم بن حزام، وأهداه لعمته السيدة خديجة -رضي الله عنها- فأهدته للنبي -صلى الله عليه وسلم-

هذا قبل نزول الوحي وقبل النبوة

وكان صغيرًا جدًّا في السنّ

كان صغيرًا طبعًا، وأبوه وعمه رحلا في بلاد الشام وفي مضارب الخيام.

أه

حتّى سمعا بأنّه بِيعَ في مكّة، فرحلا إلى مكّة، وحقيقةً له أبوه يبدو أنّه كان من أسرة يعني أو كان هو ده من أسرة ثرية،

فأبوه كان وعمه ربّما لم يهدآ ليلةً واحدة، وقال في ذلك يعني من القصائد قصائد مُبكية

بحثًا عنه

بحثًا عنه أه، كان دائمًا طبعًا يتنقّل وكان يقول:

بكيت على زيدٍ ولم أدري ما فعل  *  أَحَيٌّ يُرَجَّى أم أتى دون الأجل

أه

فوالله ما أدري وإني لسائلٌ  *   أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل

تُذَكرنيه الشمس حين طلوعها.  *  ويعرض ذكراه إذا غربها أفل

أه

وان هَبَّت الأرياح هيجن ذكره  *  فيا طول ما حُزني عليه وما وجل

لك أن تتخيّل

هي مؤثّرة للغاية طبعًا

أب.. طبعًا

تصف الحالة النفسية للأب

طبعًا حالة مؤثّرة، والراجل يقول هذا وهو يعني بين الجبال والوديان يسأل عنه، إلى أن قِيل له وعرف أنّه بيع في مكة، فذهب

طبعًا هو كان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة أكرّر ألف مرة قبل البعثة، هذا لم يكن في ال.. لم يكن إسلام وقد نزل كرسالة على محمّد -صلى الله عليه وسلم-

عليه الصلاة والسلام

فلما ذهبا إليه وقالا له نحن نريد أن نأخذ ابننا، ونفديه من الأموال ما شئت، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: قال لهما يعني: خَيِّرَاهُ فإن اختاركما فهو لكما دون فداء.

طبعًا كريم من من..

طبعًا منتهى الكرم طبعًا

أه

فخيّراه فاختار النبي -صلى الله عليه وسلم-

عليه الصلاة والسلام

ورفض..

كان سنه كام سنة يا مولانا؟

ده كان لسه غلام، وكان رقيقًا، ماكانش حرّ

أه

فاختار الرقّ في جوار هذا الرجل، وقبل أن يكون نبيًّا -صلى الله عليه وسلم- اختار الرق في جواره

يعني كان صغيرًا لكنّه كان مدركًا

طبعًا، مدركًا كبيرًا يعني بالغ ويعرف

أه

فاختار النبي -صلى الله عليه وسلم- واختار الرقّ مع النبي على أن يكون حرًّا مع أبيه وعمّه وأهله وأسرته.

النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني قابل هذا بكرمٍ آخر، فنادى في قريش وقال معناه يعني: يا معشر قريش اشهدوا أنّ زيد ابني أرثه ويرثني، فرضي الأب ورضي العم وانصرفا.

ده التبنّي

ده التبنّي

أه

وظلّ الأمر هكذا، حتّى زوجه زينب ابنة عمة النبي -صلى الله عليه وسلم-

في قصة طويلة طبعًا

طبعًا

وأنها هي في فترة.. ربما نعرض لها بعد ذلك. إلى أن نزل القرآن «مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلࣲ مِّن قَلۡبَیۡنِ فِی جَوۡفِهِ» في سورة الأحزاب، «وَمَا جَعَلَ أَزۡوَ ⁠جَكُمُ ٱلَّـٰۤـِٔی تُظَـٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَـٰتِكُمۡۚ وَمَا جَعَلَ أَدۡعِیَاۤءَكُمۡ أَبۡنَاۤءَكُمۡۚ» (الأحزاب: ٤)

أه

يعني أدعياءكم اللي هما الأولاد بالتبني، هؤلاء «وَمَا جَعَلَ أَدۡعِیَاۤءَكُمۡ أَبۡنَاۤءَكُمۡۚ ذَ ⁠لِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَ ⁠هِكُمۡۖ وَٱللَّهُ یَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ یَهۡدِی ٱلسَّبِیلَ»،

ثم «ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ»، وبعدين «وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ» يعني فيما مضى، «وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ» إلى آخر الآية الكريمة. (سورة الأحزاب: ٥)

الآية دي تفيد تُقرّر ثلاث حقائق:

الحقيقة الأولى: أنه لا يجتمع في قلبٍ واحد انتماءٌ لله وانتماءٌ للكفر.

أه

وده كأنّه تمهيد؛ لأن عادة التبنّي كانت من العادات المُتأصّلة جدًّا، شأنها شأن العادات الكثيرة اللي كانت موجودة في المُجتمع العربي في ذلك الوقت الجاهلي.

فالقُرآن يهيأ أنه يعني إمّا أن تستمعوا إلى الله وإما أن تستمعوا إلى العادات وال..

إمّا أن تختاروا العادات الجاهلية

الجاهلية

أو تختاروا ما نزل في القُرآن.

نعم، نعم، «مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلࣲ مِّن قَلۡبَیۡنِ فِی جَوۡفِهِ»

ثم بعد ذلك أشار إلى عادة الظهار وإبطال الظهار «وَمَا جَعَلَ أَزۡوَ ⁠جَكُمُ ٱلَّـٰۤـِٔی تُظَـٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَـٰتِكُمۡۚ»؛ لأنه كان يقول لها: أنتِ عليا كظهر أمي، فالقرآن يقول يعني ما معناه أنت كذاب.

ثم؟؟ نتطرّق للعادة الثالثة وهي التبني «وَمَا جَعَلَ أَدۡعِیَاۤءَكُمۡ أَبۡنَاۤءَكُمۡۚ ذَ ⁠لِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَ هِكُمۡۖ» يعني هذا كذب يُقال أو يعني هذه العلاقة التي تبنوها

هذا ما تقولونه؛ لكن الذي سيظهر هو الحقيقة

نعم، هي العلاقة الكلامية وهذا ده مهم

أه

«ذَ ⁠لِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَ اهِكُمۡۖ«

أه

يعني هذا المتبنى ليس من هذه الأسرة، ليس ابنك حقيقةً؛ إنما هو ابنك كلامًا ابنك كلامًا

ادعاءً

أه، فذلك قولكم بأفواهكم، هو مش المسألة إن هو يعني بيجول، لأ، هو يريد أن يُبيّن أنّه ليس بينك وبين هذا المتبنى إلّا علاقة كلام.

طبعًا علاقة كلام لا تنشيء علاقة دم ولا تنشيء علاقة لحم ولا إلى آخره.

طبعًا من هذه اللحظة أبطل القُرآن عادة التبنّي.

والله يا مولانا يعني البعض قد يتوقّف هنا ويسأل لأ في بعض تنشأ علاقة أقوى من رابطة الدم بين الأب والابن بالتبنّي أو الأم والابن بالتبنّي أو البنت يعني مع الوقت

ربما لحرمانها من الإنجاب على سبيل المثال، فممكن تشعُر بالأمومة أو يشعُر بالأبوة تجاه طفلٍ ما وهو ليس من صُلبه.

والله يا مولانا يعني البعض قد يتوقف هنا ويسأل لأ في بعض تنشأ علاقة أقوى من رابطة الدمّ بين الأب والابن بالتبنّي أو الأم والابن بالتبنّي أو البنت يعني مع الوقت

ربما لحرمانها من الإنجاب على سبيل المثال، فممكن تشعُر بالأمومة أو يشعُر بالأبوة تجاه طفلٍ ما وهو ليس من صلبه.

معلش أنا أتحفّظ على أن تكون هناك علاقة أقوى من علاقة الدم.

أه

لا توجد علاقة

أه

لا توجد علاقة أقوى، ولا توجد علاقة أخرى ترقى إلى مُستوى رابطة علاقة البنوة والأمومة والأبوة والدم بشكل عام؛ لكن لماذا حرم الإسلام هذه..

أه

هذه العادة هي مجموعة سلبيات حقيقةً، أوّلًا هي قضية قائمة على الكذب، أن كل ما يقال ده كذبًا، أن ده ابني هياخد اسمي وهكذا وهكذا وهكذا، هذا ليس الحقيقة

لكن لو كان واضحًا أن هذا الطفل مُتبنّى

تُبَنَّى شيء لكن يكون ابني؛ لأنّ البنوة شيء غير التبنّي

أه

ده التبني شيء مُلحق

أه

بالبنوّة أو مُضاف إلى البنوة أو منسوب إلى البنوة

أه

لكن يظل المنسوب شيء والمنسوب إليه شيء آخر

أه

مُختلف تمامًا

أه

يعني مثلًا لمّا أجول مثلًا أنا مصري، أنا أنتمي إلى مصر؛ لكن مصر شيء وأنا شيء آخر

صحيح

وإلا لا يصحّ نسب.. لو كان نفس الشيء لا يصحّ نسبة الشيء إلى نفسه، ده مستحيل

أه

يعني عقلًا ولغةً لا تستطيع أن تتصوّر أن يُنسب الشيء إلى نفسه، إنما ينسب إلى غيره، فحتى مسألة التبنّي هذا يتضمّن في متن هذه الظاهرة، أنّ هذه الظاهرة ليست حقيقية، هذه الظاهرة زائفة، هذه الظاهرة مُدَّعاة ولذلك هما ال.. أدعياءكم، القُرآن سمّاهم أدعياءكم أبناءكم

لكن يا مولانا دعني بأه أتوقف لأريد أن أفهم بالفعل، لو كنت صريحًا مع الآخرين، لو قلت إن هذا الطفل متبنى، أنا تبنّيت هذا الطفل بوضوح شديد، هذا ليس ابني لكني تبنيته

أه

أهو مافيش كذب

ده يُسمّى التبنّي بمعنى الكفالة هنا بجى

أه

وده هنتحدّث فيه

تمام

لكن أن يكون ابنًا يرثك وترثه، وإذا كان معاك بنت تحرم عليه

أه

لن يتزوجا

في أحكام بقى هتدخل

أحكام، ما هي البنوة دي لها أحكام في الشرع، أه

لأن الولد هيكبر والأم ممكن يبقى يحل لها

طبعًا يحل لها طبعا

حتى لو في فرق سن

لو مات المُتبني ده

أه

يجوز أن يأخذها الأم دي، إيه المشكلة؟

إلّا لو أرضعته

إلّا.. أه.. نعم.. دي حاجة تاني لو أرضعته دي حاجة تاني

دي بأه استثناءات

ولو في بنت مع المتبني يعني هل.. إنت بتمنعه؟

الآن صار أخًا

غريبًا

 صار أخًا

أو أخًا لها

يحرُم شرعًا لأنّ هو يحمل نفس اسم الأب، اسم الأم، سيرث… إلخ، أخ شقيق بجى خلاص

لكن في الواقع مافيش علاقة دم

في الواقع

وبالتالي فهو يجوز لها

في الواقع هنا في إفتئات على ال.. حقيقة الواقع

أه

على نفس الأمر

على الحقائق

في لخبطة

لأ اللخبطة يمكن فيها بعض هنا صحيح وبعض هنا.. لكن ده مش.. دي تمثيلية من أولها لآخرها.

أه

بالعربي كده

أه

لأنّ ليس فيها شيء من الواقع. هي تقوم.. ولذلك القرآن ده إعجاز يا أخي «ذَا⁠لِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَ اهِكُمۡۖ»، القصة دي كلها كلمة بتجولوها نتبنى.

إنما لا هو ابنك ولا يرث ولا يورث، ولا يحرم على بنتك أن يتزوجها، وإذا كانت بنت لا تحرم على ابنك أنّ تتزوجه، كل هذا أنت ضربت به عرض الحائط وقُلت هو كذا.

هذا أولًا، الإفتأت على الحقيقة

أه

والقرآن

لا إحنا هنا بنتكلّم عن أسباب التحريم

عن أسباب التحريم

أه

أوّلًا: كذب لفترات على الحقيقة

ثانيًا إدخال ما ليس من الأسرة في الأسرة، والإسلام يمنع تمامًا إخراج عضو من الأسرة خارج الأسرة وإدخال عضو خارج الأسرة في داخل الأسرة

أه

في داخل الأسرة مش بمعنى مكفول، لأ. معنى مكفول ده حنجول ده الباب مفتوح على مصراعيه؛ ولكن بمعنى أن يكون عضوًا، هذه العضوية ترتب له الحقوق الشرعية التي تترتب للابن الصلبي الحقيقي.

ف.. هذا أولًا يعني هو يعني اضطراب في بنيان الأسرة، أو في كيان الأسرة

مرة أخرى؛ لأنه ينكشف على النساء؛ لأنه هيبقى في علاقات قد تكون علاقات حلال أو حرام من وجهة نظر الإسلام أو في حكم الإسلام، يعني هذا هو السبب؟

لا مش هذا هو السبب، هذا ما يترتب

أه

على السبب أنه غريب على الأسرة، وأنك أنت.. بالضبط كان واحد ركب له دراع تالت

أه

في الجسم

أه

فده خروج على الفطرة التي فطر الله الأسرة والأسر والعائلات عليها.

ثالثًا أيضًا ما يترتّب على ذلك يعني من معاناة شعورية أو لاشعورية تعانيها نفس الأم أو التي تقول إنّها الأم كلّما يعني ربته أو اقتربت منه، هي دائمًا تعرف أنها ليس هو ابنها.

أه

هو ليه حُرِّم الزواج من ال.. أو.. يثبت.. يعني يَحرُم من الرضاع ما يحرم من النسب؟ لأنّ في جزء بسيط جدًّا تسرّب من علاقة الأمومة إلى هذا الرضيع،

فبسبب هذه العلاقة البسيطة حَرُمَ على بناتها وحرم على… إلخ.

فما بالك حينما.. حين تكون.. لا تكون أمًّا على الإطلاق، ثمّ بعد ذلك في كلّ لحظة تتعامل مع هذا المُتبنى يعني تقع في شيء من التمزّق الداخليّ.

أه

لأنّ لا تستطيع أن تتغلّب على شعورها بأنّ هذا ليس ابنها، وأنّها تصنع يعني أو أنّ كلّ هذه العواطف عواطف مصنوعة وعواطف يعني وقعت في غير موقعها.

هذا المعنى، هذا الإحساس مُلازم للأم، وده شيئًا فشيئًا لو الأم حسَّاسة يعني قد تصل إلى نقطة مُعيّنة أن تقول هذا ليس ابني ويعني سيبونا من الكلام ده.

أه

فالتبنّي هو عملية يعني زي ما نجول تخدير

أه

للمشاعر

أه

تخدير للنفسيات، هروب مُستمرّ من حقيقة واقعية موجودة لا يريدون أن يتوقّفوا أمامها وهي أنّ هذا ليس ابنهم، وانما دائمًا يعني يدارون على أنفسهم.

هذا النوع من المشاعر يرفضه الإسلام أيضًا؛ لأنّ الإسلام دين الحقائق ودين مواجهة الحقيقة.

أه

فهذا ما يُمكن أن نتفهّمه من أسباب تحريم الإسلام لظاهرة التبنّي.

فضيلتك أَ..

أيضًا.. كلمة واحدة

اتفضل

هذا المُتبنّى حينما يكبُر وبصورة أو بأخرى سيعرف أنه ليس ابن هذه العائلة، نفسيًا هذا أمرٌ ضارٌ له.

أه

كل.. يعني هو مجموعة من المشاعر الضارة للمتبنّى. من أجل ذلك الإسلام حرمه؛ لكن أنا أردّ على سؤال سيادتك

أه

ولو عاوز تسال سؤال آخر

هو يا مولانا فضيلتك عشت في الغرب، وبالتأكيد تستوعب طريقة تفكيرهم إزاء قضية التبنّي، واحنا شُفنا تجارب تبنّي كثيرة ناجحة يعني، على الأقلّ من الظاهر.

كيف تتوقّع أن يتقبّلوا هذه التبريرات لتحريم التبني في رأيك؟

هو يا مولانا فضيلتك عشت في الغرب، وبالتأكيد تستوعب طريقة تفكيرهم إزاء قضية التبنّي، واحنا شُفنا تجارب تبنّي كثيرة ناجحة يعني، على الأقل من الظاهر.

كيف تتوقّع أن يتقبلوا هذه التبريرات لتحريم التبنّي برأيك؟

هو في مبدأ خلينا نتّفق عليه، يعني أنّ كلّ ما يصنعه الغرب

أه

صحيح

هكذا يعتقد يعني النّاس

أه، يعني نغمّي عيوننا ونمشي وراءه أينما ذهب، أو أنّ هذا الغرب يعني كحضارة وكبشر مُعرّض لأن يقع في أخطاء كثيرة جدًا،

أه

وأن الدين هو يعني جاء ليُصحّح أخطاء البشرية، ليُصحّح انحرافات الإنسانية.

أنا من وجهة نظري كرجل مُسلم هذا انحراف. لنفرض أنّ أسرة من أبٍ زوج وزوجة وماعندهومش أطفال، في الميراث هذه الزوجة «وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُم» (النساء: ١٢)

أه

طب لمّا هتجيب لها واحد مُتبنّى، شوف حيحرمها من النصف إلى إيه؟

أه

واخد بالك حضرتك؟ على أي أساس هذا الظلم؟

أه

لرغبة جامحة وخاطئة وأساسها كما قُلت لحضرتك كانت تجارة خطف الأطفال.

الآن تقول حضرتك الغرب، الغرب يعني ليس مقياسًا للحقّ ولا للحقيقة.

هو حضارة كسائر الحضارات

بالتأكيد

وتنحرف وعندها من.. واحنا تحدّثنا قبل ذلك يعني

أه

الشيء الواحد يراه هناك حقًا ويُصادره علينا

أه

فقط إذا حمل اسم الدين، فالغرب دائمًا يتحرّك تحت لافتة التحرّر من الدين.

أه

إحنا مانجدرش نعلن موت الإله؛ لأنّ إحنا فعلًا هذا في دمنا، يعني لا تقس من فضلك أو لا تأخذ المُنجزات الأخلاقيّة أو الاجتماعية الحضارية الغربية مقياسًا لباقي المجتمعات.

أنا من وجهة نظري الحضارة الغربية ليست هي الأنموذج الذي يجب أن يُقتضى أبدًا.

نعم، هي في الجانب المادي العلمي التقني التجريبي الحسيّ حضارة بلغت عنان السماء، وتُشكر، وتُشكر، وتُشكر؛

لكن للأسف الشديد في الجانب الخلقي في جانب إسعاد الإنسان حضارة فقيرة بكلّ المقاييس.

طيب الإسلام في مُقابل هذا فتح باب التكافُل

أهو ده بأه البديل المسموح به في الإسلام.

أه، ده البديل للتبنّي، نعم، أوّلًا أن تكفُل الطفل أو الطفلة؛ لكن لا تحمل اسمك.

أه

لا تحمل اسمك، ولا ترث، ولا يَحرُم على هذا الطفل ما يُحرم على الابن الشقيق.

أه

من زواج، ومن، ومن. في سبيل الكفالة، انت مش عايز إيه عايز تكفُل هذا الطفل، أباح لك أن يعني تتنازل له عن كل أموالك.

أه

كاملةً، وأباح للمُتبنّي أن يكتب له وصية بثُلث التركة.

أه

في حدود الثُلث بعد وفاته، إذا كان لا يعطيه شيئًا

يبقى التنازُل تنازُل حتى..

تنازُل بلا حدود بلا حدود

حتّى عن أمواله كاملةً

بلا حدود

في حياته

أه، ويتعلم

أه

ويُوَظَّف، وكذا، ويظل على.. معك. فقط تُعلِن أنه مكفولٌ لك.

بوضوح شديد

بوضوح شديد

دون مواربة

يعيش معي؟

يعيش، وهو يعلم

أه

أنه مكفول

أه

وهو يعلم أنه ليس ابنًا، هذه هي الحقيقة.

أنا أرى من وجهة نظري، وربما طبعًا يقولون هذا تعصُّب للإسلام،

أنّ الإسلام بيُحارب ظاهرة إنسانية أو ظاهرة سلبية إنسانية لازلنا نعاني منها حتى الآن.

وأنا أثناء اطِّلاعاتي في هذا الموضوع، حتى جِبت معايا مقال أو.. نُشِر في جريدة ديرش بيجل

الألمانية

الألمانية

أه

وسبحان الله تتحدّث عمَّا نتحدّث فيه.

انقلبت الفكرة إلى أن في شركات أعتقد في الصين تُصَدِّر

الأطفال؟

تُصدّر الاطفال للناس في أوروبا؛ لأنّنا كأسرة وأم تلد وأولاد و.. يبدو أن هذا في تصحر عندهم الآن.

تجارة أطفال على مستوى العالم؟!

تجارة أطفال

عالمية يعني

 تصحّر وبعدين

كأن هما سلع

عايزين طفل من غير ما يحملوا ولا يولدوا فيه، نشطت هذه التجارة، وسبحان الله يعني أنا هاتوقف عند كلمة عجيبة، هي هي ما قيلت في الجاهلية.

كان الطفل يُتَبَنَّى لجماله، لقوّته، لذكائه. نفس الشيء تقريبًا يحدث الآن.

ومن العجيب أنني يعني قرأت ما نشرته مجلة (ديرش بيجل) الألمانية بعنوان: “تجارة الأطفال في العالم تنافس المُخدّرات”، وجاء فيه: لقد أصبح الأطفال تجارة رابحة، وأصبح الرضع منهم بضاعة ساخنة مرغوبة. يوجد في المناطق الغنية في العالم ما يزيد على خمسة ملايين أسرة ترغب في تبنّي الأطفال.

بالرغبة أو الطلب

وفي نفس الوقت يوجد في البلدان الفقيرة في العالم مثل: أمريكا اللاتينية، الشرق الأوسط، أفريقيا المُبتلاة بالجوع، مائة مليون طفل يجوبون الشوارع بحثًا عن الطعام، أو الكسب الزهيد. طبعًا هذا الأمر شكل إغراءً كبيرًا لعديمي الضمائر من تجار الأطفال.

ده كلام صحيفة ألمانية؟؟

بيخطفوهم؟

طبعًا

أه

ما هو في طلب وفي عرض، يمكن ربما يكون زايد عن الطلب.

طبعًا

طبعًا تجار الأطفال الرُّضع يفرحون ويكسبون الأموال بالملايين دون أن تهتزّ لهم شعرة تجاه المأساة الإنسانية.

نعم، دي مأساة إنسانية.

ومن العجيب أن هناك ذوي المكانة مرموقة ويشاركون في هذه التجارة المخزية خصوصًا في بلدان العالم الثالث.

إضافة إلى أن وجود تمييز عنصري فيها يقول رجل اسمه “رولف باخ” مدير مركز التبنّي في منطقة شمال ألمانيا: كلّما كان الطفل الرضيع  أصغر سنًّا وأكثر بياضًا زاد سعره وغلا ثمنه.

ده كأنه سلعة

هي.. لا أنا بأربط بين ده وبين الجاهلية، لما كانت أسباب التبني أنه وسيم جميل ذكي

أه

نفس اللي بيحصل الآن

أه

نفس.. ده ارتداد إلى عصر الجاهلية.

كما ورد إلى وزارة العائلات في ألمانيا خطاب توصية من السفارة الألمانية في بكين، يحمل في طيّاته صيغة اتفاقية لتنظيم توريد الأطفال الرُّضع إلى ألمانيا.

يقول إيه ده

إذا لم يعجبكم الطفل

من ضمن البنود

إذا لم يعجبكم الطفل، فإنّه يُمكن إعادته إلينا وإرجاع الثمن إليكم.

أليست هذه هي الجاهلية؟

بضاعة

بضاعة بالضبط

فبدل ما هناك في كان يعني جيوش أو غارات تخطف، هنا في شركات تقوم بهذا الدور،

وإحنا نتمنّى أن احنا هنا نكون زيهم، ونطالب بأن نكون إحنا عندنا من مسائل التبنّي ما عند الغرب!

لكن كفالة اليتيم في الإسلام منظّمة

طبعا

من دور الأيتام على سبيل المثال

كفالة اليتيم، حتى مش يتيم

أه

حتى لو يعني ولد فقير مثلًا

نعم

ممكن تكفُله

ويعيش مع أسرته

ويعيش مع أسرته، طبعا ويعيش مع أسرته

أه

من العجيب أيضًا أن من بنود اتفاقية وارسو تقريبًا أنه هذا الطفل المُتبنّى لا يصح أن تُقطَع الصلة بينه وبين أسرته، وهذا شيء يعني إيجابي في الاتفاقية حقيقةً

أه

لكن رغم ذلك يعني إحنا نعلم أنّ الدول الإسلاميّة تحفّظت على هذا ال.. لكن يُراد لها الآن أن تُلغي هذا التحفُّظ.

فضيلة الإمام هل نظام الكفالة في الإسلام يُشبع غريزة الأمومة لمن لم تُنجب؟

مستحيل

أه

مُستحيل، إلا إذا عاشت هذه الأم في مسرحيّة طول حياتها أو تمثيليّة، وتعرف أن هذه تمثيليّة وليست حقيقية.

الزواج اللي بيحصل ع التليفزيون ده في المسلسلات ده مش حقيقي، إلّا إذا اعتقدت فعلًا المُمثّلة اللي في هذه التمثيليّة أو المسرحية أنّها تزوجت فعلًا أو أنّها أنجبت فعلًا.


Download text file

Al-tayeb season 2-24

You may also like

برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 4
في الحلقة السابقة طيب أمام كل هذه القيم المهمة في الإسلام المتعلقة [...]
0 views
برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 3
سؤال في غاية الأهمية الحقيقية يتعلق بالمرأة والدعاوي المتعلقة بالمرأة [...]
4 views
برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 2
في الحلقة السابقة فضيلة الإمام "الطيب"، تحدثنا عن أهمية التجديد، ضرورة [...]
6 views
برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 1
هذا ينقلنا بالتأكيد، إلى السؤال الأهم والأبرز ونحن نتناول قضية [...]
1 views

Page 6 of 6

اترك تعليقاً