الحلقة السادسة – برنامج الإمام الطيب 2 – السنة وحجيتها

في الحلقة السابقة

إذًا فضيلة الإمام تحدّثنا عن الأدّلة النقليّة من القرآن الكريم عن حجيّة السنّة، ماذا عن الأدلة العقليّة التي نحتكم فيها للعقل والمنطق في الاعتماد على السنة كمصدر يلي القرآن في المنزلة التشريعيّة.

جميل هذا السؤال وجيه جدًا، المسألة فعلًا في قضية حجيّة السنة، لا تستند فقط إلى الأدلة من القرآن الأدلة الصريحة، الي هي آيات من القرآن، إحنا بنسميها الدليل النقلي يعني في مقابل الدليل العقلي.

الدليل العقلي ربما المعنى ألمحنا إليه من قبل، وهو أنّ القرآن لا يُفهم كثير منه إلا بالسنّة.

مثلًا، القُرآن ورد فيه الأمر بالصلاة، طيّب لكن لم يرد فيه ما هي هذه الصلاة، ما حدودها، ما عدد ركعات الظهر والعصر، كلّ ده لم يذكره القرآن الكريم

قل مثل ذلك في الزكاة، «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ» (الأنعام: 141)، لا أعرف إيه القدر المطلوب، ولا أعرف شروطها أمتى، وزكاة الذهب، زكاة الأبل، زكاة البقر، زكاة الغنم، كل زكوات الزروع، معنديش فيها أي بيان أو أي تفسيرات،

وإنما عندي فيها قواعد عامّة جدًا، أو أمر عام، أمر عام، وقل في مثل ذلك في الحج، وقل في أمور كثيرة جدًا، البيع مثلًا، أنت عندك «وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا» (البقرة: 275)، «وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ» (البقرة: 282)

معندكش حاجة تاني، الربا وحرّم الربا، إيه هو الربا نظامه إيه؟ كل هذا لو لم يكن هناك الذي قال فيه القرآن، اطيعوه حينما يقول لكم كذا وكذا، لا اضطرب أمر المسلمين، ولأصبح هذا الدين كل واحد يفسر براحته، الي يصلي ركعة، الي يهيئ له أن الصلاة دي يركز شوية في قلبه كده، يفتكر ربنا، ويقولك انا صليت، والي يصلي الأمور تضطرب تمامًا.

وهنا السنة بمفهوم الطريقة، طريقة تنفيذ الأوامر الأهلية أيضًا ضمن الوحي، «إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ» (النجم: 4)

السنة بالضبط، هي أيضًا وحي، النبي صلى الله عليه وسلم، يُخبر عن الله في الحديث.. ولذلك الحديث عندنا قسمين، أحاديث قُدسية، ودي يعني هي موحى بها

لكن اللّفظ من عند النبي صلي الله عليه وسلم، ودي فرق بينها وبين القرآن

القرآن موحى به معنى ولفظًا من الله سبحانه وتعالى، الحديث القُدسي المعنى من الله، لأنّ هو الحديث القدسي يقول الله تعالى كذا

فالمعنى موحى به لكن اللفظ من عندي النبي صلي الله عليه وسلم،

 الأحاديث الي هي سنة أخرى هي المعنى واللفظ من عند الله لكن موحى به أن يأمر الناس بكذا، وأن ينهاهم، وأن يُفصّل لهم كذا

فإذًا السنة يمين شمال فيما يُخبر عن الله سبحانه وتعالى هي وحي من الله تعالى.

إذًا إحنا محتاجين السنّة لنفهم القرآن الكريم.

ده دليل عقلي؟

ده الدليل العقلي، ما هو الدليل العقلي مبتقولش قال الله وقال..

منطق

اه منطق، أنت عندك قرآن ومُطالب به، ومطالب بفهمه، ومطالب بتطبيقه، أظن إحنا كمسلمين مُسلمين بهذا

طبعًا

حتى القرآنيين مسلّمون بهذا، طب تعالى طبّق لي القرآن ولا تلجأ إلى السنة، يضطرب اضطراب شديد، يستغلق عليه 90 % من القرآن

ممكن يعني مثلًا، حضرتك تسألني وتقول لي: طيب، ليه القرآن مجبش المسائل كلها محدّدة ومُفصلّة وريحنا من عملية أن أنا أجري ورا السنة،

السؤال ده يعادل تمامًا السؤال ليه الدساتير لا تنشأ لتشمل الجزئيات التي تترأ على المجتمع اليوم وغدًا وبعد مليون سنة

هو الدستور تعريفه المبادئ العامة

المبادئ العامة

مع الفارق طبعًا

مع الفارق، بس أنا بضرب مثل

لو فرضنا مثلًا في مسألة البيع، وجاء بجزئيات زي ما أنت عايز، علشان مسألش النبي ولا أقلوه: ايه، واداني جزئيات طيب بالضرورة سيتحرّك المجتمع وهذه الجزئيات سوف تتغيّر إلى جزئيات جديدة

الجزئيات الجديدة مش موجودة، في القرآن لو فرضنا إنه هو بيدينا جزئيات في موضوع متحرّك، في موضوع متحرّك

المسلم هيعمل إيه؟ هينظر إلى الجزئيات الي عنده في القرآن دي تخطاها الزمن، طيب الجزيئيات الجديدة يروح يفتح المصحف ميلقهاش، المسلم حينئذ لا بد إما أن ينتحر دينيًا ويسيب القرآن وراء ضهره، ويقول: خلاص ياعم..

وإما أن ينتحر حياتيًا، واجتماعيًا ويتمسّك بالقرآن، وبقى يغلق عليه كهف لأنّ المجتمع مش شغال بالجزئيات دي

ده إعجاز أنّ القرآن في الأمور المتغيّرة أعطاك قاعدة أو إطار عام أخلاقي.

تصرّف فيما لا يصدم هذا المعنى، لا ضر ولا ضِرار مثلًا

المسائل من هذا القبيل،

قدر من المرونة، في إطار السنة؟

طبعًا مرونة التطبيق في الأمور المتغيّرة،

أه، ليس في الثوابت؟

لا، مش في الثوابت، لا ما هو فرض عليك الصلاة خلاص، أنت مُلزم، حتى النبي صلي الله عليه وسلم، حتى النبي صلي الله عليه وسلم في الأمور المتغيرة مبدتناش تفصيلات

ده الفارق ما بين الأمور القطعية والظنيّة؟

الأمور القطعية والأمور الظنية، الأمور يعني الي هي تُفعل في أي زمان أو مكان القرآن يديك فيها تحديدات لأنّها لن تتغيّر

أنا اليوم أصلّي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلّي، وبعد مليون سنة ضوئية هيجي مسلم هيصلي زي ما.. دي لا تتغير

عقوق الوالدين لا يتغير، الأخلاقيّات

في أي عصر

الضرر لا يتغيّر حُرمة الضرر والإضرار بالناس، دي أمور لا تتغيّر ولذلك أداني فيها قواعد وينتهي

 لكن الأمور الي زي البيع وزي الربا زي مثلًا الشورى زي نظام الحكم، صورة الحُكم كل هذه المسائل المتغيرة

تتغيّر من عصر إلى عصر

مدنيش فيها، كان لازم حكومتك بالشكل الفلاني، يعني يا إمّا تكون ملكية، يا إما تكون مثلًا رئاسية

كانت كارثة

اه كانت بقت كارثة، لو مثلًا حد لي شكل الحكم، وقال: لازم تكون خليفة مثلًا للمسلمين

طب أدي جاتنا عصر مأصبحش المسلمين كلهم في دولة واحدة نعم إيه؟

ده كده أصبحت السنة من رحمة الله عز وجل،

طبعًا مفيش كلام في هذا، وبعدين أنا عايز اختم بحسيين، بمعجزات النبي صلي الله عليه وسلم إنه تنبأ بهذا الكلام وحذرنا منه في اكثر من حديث،

حديث لا ألفينّ أحدكم متكأ على أريكته، يعني مش عايز أشوف واحد فيكم دلوقت ولا بعدين قاعد ومتكأ على أريكته ده معناها على أنه مُسترخي ورجل مُتنعّم

وهّما دول الي فعلًا بيقضبوا فلوس علشان يهدمولنا السنّة مش من عندهم

ده النبي عليه الصلاة والسلام تنبأ

تنبأ، لا يألفن أحدكم متكأ على أريكته، ما هو أنت خد الألفاظ دي مش محطوطة كده وبس، أو موضوعه وهكذا، لها دلالات متكأ على أريكته، زي زمان مثلًا عندنا في بلادنا يجبوا الدكة والعمدة والناس ويتكأوا وينهى ويأمر، يعني واحد عايش الدور

قاعد كده ولا على باله، زي ما بنقولوا

يقولوا: يأتيه الأمر من أمري، يعني يأتيه الأمر أو النهي الكلام من أمري، مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه.

اظن ده،

وصف دقيق

لما نراه دقيق،

أنا من وجهة نظري وأتقد اننا يعني أستطيع أن أفهم معنى المعجزة، لأن ده تخصّصي. أنّ هذا الحديث إعجاز شديد.

بيصف القرن ال 19 والقرن ال 20 حقيقة.

يعني فهذا أنا أريد بردو أنا أقرأ لو سمحت لي نصّ “لابن حزم” في هذه المسألة وأرجوا تتنبأ أو تتنبّه إلى أنّ العلماء يعني من زمان تنبّهوا بهذا الكلام لأن وجد بعض أشخاص قالوا بهذا الكلام،

ده كتاب إيه يا مولانا؟

ده كتاب الإحكام لابن حزم، (الإحكام في أصول الأحكام)، في جزء 2 ده الطبعة القديمة صفحة 79.

“إنما في القرآن جُمل – جُمل يعني مش جملة، جمل يعني أمور مُجملة، جمل لو تُركنا وإيها لم ندري كيف نعمل فيها”

الراجل ده متوفى في 400 وشوية، يعني قبل القرآنيين وقبل مُنكري السنّة، ب 1000 سنة، 1000 سنة بيقولي: خد لي بالك الكلام ده غلط.

شوف لي الكلام، ” وإنما في القرآن جمل لو تركنا وإيها لم ندري كيف نعمل فيها، وإنّما المرجوع إليه في كلّ ذلك النقل عن النبي صلي الله عليه وسلم، وكذلك الإجماع إنما هو على مسائل يسيرة. وبعدين بيقول: لو أنا أمرأ قال: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القُرآن، لا كان لا يلزمه إلّا ركعة واحدة ما بين دنوك الليل إلى غسق الليل وأخرى عن الفجر، لأنّ ذلك هو أقلّ ما يقع عليه اسم صلاة، ولا حد للأكثر في ذلك.

 وحتى لو جبت واحدة دي فقط، يجيلك واحد يقولك: لا، جاز يكون أكتر، يجيلك واحد يقولك: أنا عايز اكتر من كده.

نحتار

مش نحتار

نقع في حيرة كبيرة،

حيرة كبيرة ولا ندري شوف، التعبير بتاع القدماء ده عجيب، لو تركنا وإيها لا ندري كيف نفعل فيها، لو تركنا مع نصوص القرآن فقط في الصلاة لا تدري كيف تصلي، لا تدري كيف تصلي، وكل ما صليت بصورة يمكن محتملة بصورة أخرى،

إنما لما جاء النبي عليه الصلاة والسلام، وصلّى وقال: صلّوا كما رأيتموني أصلي.  انتهى الكلام

فهنا أيضًا مرة أخرى السنة من رحمة الله عز وجل، بأنها تعفينا من لأنها تعفينا من الحيرة.

طبعًا، تعفينا، نعم هذا هو الدليل على حجيّة السنّة من القرآن، دليل نقلي بقسميه، تحذير والأمر، وأيضًا الدليل العقلي وأجد نُصوص القُدماء في هذا المعنى

طيّب يا مولانا من الذي بدأ بإنكار حجيّة السنّة، يعني كيف بدأت هذه الموجة وهذه الظاهرة في العصور القديمة؟

هو شوف يا سيدي، أولًا لا يوجد مُسلم على وجهة الأرض يؤمن بالله ورسوله ويُنكر حجيّة السنة.

إنكار حجية السنة والإسلام نقيضان لا يجتمعان في قلب أو عقل مُسلم، لأنّ إنكار حجية السنة تسلتزم بالضرورة تكذيب القرآن،

لكن، نريد أن نبين أن هناك بعض الناس، أو حتى بعض الصحابة خفي عليهم أن السنة حجة،

 فكان يطالبون يحدثون بالقرآن، مثلًا حديث عمران بن حصين، كان يُحدث بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له رجل موجود: حديثنا بالقرآن، حدثنا بالقرآن،

هو ده مش إنكار بالسنة، بقدر إنه خفي عليه وجه حجية السنّة،

لأن وجه حجية السنة كما قلنا يحتاج إلى إدراك انّ الله أمرني بالطاعة، ويحتاج إلى أن هذا الحديث ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم الأمرين

هنا كلام أنا سأتخطاه لكن هذا الصحابي مكنش ربما على وعي بأمر القرآن الكريم، فقاله: لا شيء طبيعي، قاله: حدثنا بالقرآن، وكأنه اعتراض على السنة، لا متحدثنيش بالسنة وإنما بالقرآن ده الي ..

فالرجل يعني قال له عمران بن حصين الصحابي قال له: أنت وأصحابك يقرأون القرآن أكنت محدثي الصلاة وعن حدودها،

يعني لو كنت أنت فعلًا، حدثني عن الصلاة في القرآن، أكنت محدثي عن الزكاة، ما حدودها وما مقاديرها

التفاصيل،

التفاصيل، ثم قال له: لقد شهدته، يعني انا شهدت النبي صلي الله عليه وسلم، وغبت أنت،

أمرنا النبي صلي الله عليه وسلم بالزكاة كذا وكذا وكذا، فالرجل أدرك

أقتنع

أقتنع، وقال له: أحييتني احياك الله، شوف ادرك إنه كانت ميت، أحييتيني..

بالفهم

طبعًا فهم، أصل في ناس قد تنكر لكن لما تفهم خلاص، لكن في آخرين أمال هنكلم عنهم دول بعدين خاصة في هذا القرن دول داخلين يعني يدخلون، ويضعون يعني العربية أمام الحصان كما يقولون.

هو يريد أن يهدم شيئًا وهو مضطر لأن يلتقط من هنا كلمة، يلتقط من هنا شبهة، يلتقط من هناك ليه؟ يقيم.. لأنه داخل لا يريد أن يفهم لا يريد أن يناقش، إنما داخل يقول للمسلمين: اتركوا السنّة

وبعد أن يترك المسلمون السنة في زعمهم، طبعًا هذا لن يحدث، اتركوا القرآن.

لأن لو فعلًا السنة أقصيت يسهل العبث واللعب بالقرآن الكريم كما قلنا، مفاهيمه لن تفهم، لن تطبق، لا تدري كيف تطبّق هذه المفاهيم

فهذا الرجل يعني لما قال له: أنا شاهدت ما قاله النبي صلي الله عليه وسلم، وأنت غبت، قال: أحييتني أحياك الله

انقذتني من الهلاك

أنقذه من الهلاك، وقالوا: إنّ هذا الرجل لم يمت حتى كان من فقهاء الصحابة، لأنه تعلّم.

وظهرت فتوى سنة 68 في العراق، يبدو أنّ في المسألة دي كانت ظهرت يمكن أول ما ظهرت زمان في العراق، هذه الفتوى 68 هجريًا يعني 58 سنة على وفاة النبي صلي الله عليه وسلم والناس موجودة، أنه من حُدّث بالسنة وأنكرها فهو ضال مُضل مبين، طبعًا هذا. ده يدلك على أن كان في..

حالات فردية

حالات فردية، حالات فردية، لكن لم تشكل

ظاهرة أو موجة، كما هي الآن

ظاهرة أو موجة، لكن المُنكرون للسنة حديثًا يقولون: لا إحنا لنا آباء وأجداد، من آبائكم وأجدادكم؟ الخوارج

المعتزلة

المعتزلة والشيعة وغير ذلك. لكن الردّ، الرد الجمالي هذا غير صحيح، الخوارج لم ينكروا السنة التي ثبتت عن النبي صلي الله عليه وسلم، وقالوا: نحن لا نلتزم بها، وليست حجّة علينا ولا تجب طاعتها.

مفيش أدلة تثبت هذا؟

لا مفيش، بدليل أنا هقول لحضرتك الخوارج عملوا إيه؟ ما هو ده التهويل أو التعتيم على حاجة علشان تخطف شيء، قرصنة، قرصنة معلومات، تاخد حاجة تطلع بها، وتبني عليها مواقف وهي أصلًا مختطفة من سياقها، وده أسلوب مُتبّع الآن.

الخوارج معروف إن الخوارج الي هما خرجوا على سيدنا “علي” قسموا فترة الصحابة قسمين، ما قبل الفتة، الي هي قتل بدأ من قتل عثمان، وما بعد الفتنة الي هي بعد قتل عثمان،

هم قالوا إنّ الصاحبة الذين روى لنا الحديث قبل فتنة عثمان على العين والرأس

طب بعد فتنة عثمان وسيدنا علي؟ هم كفروا عثمان كفروا عليّ، كفروا الحَكمين، عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري.

كفروا كلّ من ارتضى بمسائل التحكيم، قالوا: إحنا كفرناهم هنقبل منهم أحاديث إزاي؟ خلاص

هل هذا الموقف يدل على أنّ هؤلاء الناس رافضين لحجيّة السنة أصلًا؟ لا طبعًا

إنما هما رافضين بسبب، يعني رافضين نوع مُعيّن من الأحاديث الي هو رواه هؤلاء الي هو ما بعد الفتنة، لأنّ هؤلاء عندهم كفّار، إنّما كتبهم تدل طبعًا انقرضت كتب الخوارج.

يعني حتى علشان تتأكد من هذه ليس عندك نص موجود

علشان كده بقول: لا يوجد دليل يؤكد هذا

لا يوجد دليل على ده، نفس الشيء بالنسبة للمُعتزلة، المُعتزلة فرقة من فرق المسلمين، ولا يتصور أن المعتزلة ينكرون الأحاديث، ده يا أخي القاضي “عبد الجبار” وهو يعني يسمونه قاضي القضاة هو عمدة المعتزلة في القرن الرابع الهجري

أنا قرات عنده مثلًا ده يثبت المعجزات الحسيّة، الي يمكن غيره تشكّك فيها، المعجزات الحسية يعني مش معجزة القرآن، إنما يثبتها ويقبل الأحاديث ولهم أحاديث ويقبلونها،

بيسمّوهم أحرار الفكر الإسلامي

ما هما أحرار الفكر الإسلامي مش من أجل انهم رفضوا السنة، خطأ لم يرفضوا السنة، وإنما كان عندهم موقف من خبر الآحاد، خبر الآحاد يعني الي هو رواه…

فيها شيء من التفصيل بس نبسطّها،

من التفصيل، بسرعة الأحاديث التي وصلتنا عن النبي صلي الله عليه وسلم، ممكن تنقسم إلى قسيمين، حديث متواتر وحديث آحاد،

المتواتر يُفيد اليقين، إيه متواتر؟ متواتر يعني مجموعة سمعت منه هذا الحديث كثيرة جدًا هذه المجموعة

وهذه المجموعة نقلت أو أخذت عنها مجموعة أخرى، ثمّ مجموعة أخرى، ثم مجموعة ثالثة، رابعة عاشرة عشرين. إلى أن وصلتنا إلى هنا.

عادة العقل يقولك: الأخبار التي تصل عن هذا الطريق، عن مجموعات كبرى دي أسميها متواترة، لا تستطيع أن تشكّ فيها، ومصدر من مصادر اليقين

هضربلك مثل: يعني الآن إحنا عندنا إيمان كبير جدًا بالثورة الفرنسية، هل تستطيع لو جاءك رجل وقال لك: أنا أنكر الثورة الفرنسية، لم تحدث، هتعمل فيه إيه ده؟

غير أنك أنت تقوله: تروح تتعالج

يعني الشك في أنها وقعت؟

شك ويشكك في أنها وقعت، طيب أنت حضرتك هتستغرب، الراجل ده عايش إزاي، إيه اليقين الي عندك، أنت لا شوفت ثورة فرنسية، ولا كنت موجود، ولا الي كان فيها قالك.

 إنما الثورة الفرنسية، طبعًا كان هناك جمهور ضخم شهدها ثم نقلت إلينا عن طريق الجمهور التاني ثم الجمهور الثالث ثم إلى الآن

جيل بعد جيل

بعد جيل

تعاقبت الأجيال

تعاقبت الأجيال وكلها مجمعة على خبر واحد، هذا ما يسمونها الخبر الثابت بالتواتر،

ويقول العلماء، علماء المنطق: هذا يفيد اليقين، الي يشكك فيه هذا مُضطرب عقليًا

ده الحديث الي هو.. بعض الأحاديث وصلتنا عن هذا الطريق، حديث متواتر، لكن هناك أحاديث أخرى لم يتوفر لها هذه الوسيلة من وسائل اليقين

 إنما يعني الي رواها واحد وبعدين خدوها اتنين تلاتة أربعة واحد إلى أن وصلت للبخاري أو مسلم وسجّل الأحاديث،

كيف تقيّم يا مولانا موقف المُعتزلة من حجيّة السنة؟

في الحلقة القادمة،

لا يوجد مسلمون لا فرقة ولا أفراد يُنكرون حجيّة السنة.

إن عليك إلا البلاغ، مش مُطلقًا، إلًا البلاغ في ميدان إجبار الناس على الدخول في الإسلام

كان هناك توظيف لتخريب الدين من الداخل لخدمة الاستعمار الإنجليزي.


Download text file

Al-tayed season 2-06

You may also like

برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 4
في الحلقة السابقة طيب أمام كل هذه القيم المهمة في الإسلام المتعلقة [...]
0 views
برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 3
سؤال في غاية الأهمية الحقيقية يتعلق بالمرأة والدعاوي المتعلقة بالمرأة [...]
4 views
برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 2
في الحلقة السابقة فضيلة الإمام "الطيب"، تحدثنا عن أهمية التجديد، ضرورة [...]
6 views
برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 1
هذا ينقلنا بالتأكيد، إلى السؤال الأهم والأبرز ونحن نتناول قضية [...]
1 views

Page 6 of 6

اترك تعليقاً