برنامج “الإمام الطيب” – الحلقة 28

فضيلة الإمام “الطيب”، من الآفات الحقيقة المُزعجة والمحزنة جدًا الي أصابت مجتمعاتنا خاصة في الفترة الأخيرة، ظاهرة الإساءة للوالدين،

 ظاهرة محزنة جدًا لأنه في ثقافتنا الإسلاميّة وفي تراثنا، وفي  النصوص القرآنية والنبوية كثير من الأوامر على برّ الوالدين، وتشجيع لفضل بر الوالدين، والثواب الي بيحصُل عليه من يبر والديه.

بداية ما هو برّ الوالدين؟

هو ببساطة، الإحسان إلى الوالدين في القول والعمل. والعطف والأدب إشعار بأنهما في مكانٍ عالٍ ولائق .. بالنسبة لهذا الابن

إلى أي درجة يعني «وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ» (الإسراء: 24) أشعر إنّه أنا ذليل أمام والدي

نعم القُرآن حدّد هذه الصفات، «فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» (الإسراء: 23).

يعني طبعًا أفّ دي مش كلمة ده يعني صوت، هذا ممنوع، بس صوت يظهر التمرّد هذا ممنوع منهيٌّ عنه.

«فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا» فضلًا أنك أنت تقوله: بلاش كلام، مش عارف إيه، يا سلام، كلّ ده نوع من..

الاستهزاء من كلام الوالد أو الوالدة

الاستهزاء بكلام… طبعًا. خلفتوني ليه؟ الكلام ده كله، «وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا -وبعدين -وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ»(الإسراء: 24(

يعني ترحمهما إلى درجة أن تكون من فرط الرحمة، ومن فرط الأدب، ومن فرط الاحترام أن تكون كأنّك ذليل بين أيديهم

أعتقد إنّه هذا النصّ القُرآني ليس ببعيد عن قول النبي عليه الصلاة والسلام، (الجنة تحت أقدام الأمهات)

تحت أقدام الأمهات، نعم

فيها أيضًا إحساس بالذل الشديد تحت أقدام الأمهات

طبعًا، نعم، يعني الزَم قدميها، في حديث.. أو الزَم رجلها، يعني خليك تحت القدم وتحت الرّجل، ده كناية هو مش هيضع نفسه تحت القدم، إنما ضع نفسك تحت أوامرها ونواهيها، يعني كأناك بالنسبة لها عبد، تأمر

إلى هذه الدرجة؟

إلى هذه الدرجة.

وتطيع؟

وتطيع

لكن بعض الآباء والأمهات يا مولانا بيسعدوا بمعاملة الندية مع أبناءهم لدرجة إن إحنا بنشوف آباء وأمهات بيشجّعوا الأطفال أو الأبناء إن همّا يندهوهم بدون ألقاب، يعني بالاسم فقط، بدون ما يقولوا: أبي أو أمي وده بينطبق حتى على أفراد العائلة

هذا شيء خطير، وغفلة القيم التي ربطها القرآن الكريم، بهذا النوع الي هو السلوك الي هو برّ الوالين

الابن الذي يُدرّب أو البنت التي تُدرّب على أنها يعني تُنادي أمها تنادي

بالاسم مُجرّدة من الألقاب

بالاسم مُجرّدة من الألقاب شيئًا فشيئًا ستكون عبئًا على الأب والأم ما في ذلك شكّ، وسوف يضيق كلّ منهما بهذه البنت أو بهذا الوالد يومًا ما

فتربية الأبناء والبنات، وحتى تربية الأمهات والآباء،

الآباء والأمهات أحيانًا هم عايزين تربية بردو

عايزين تربية وبياخدوا تربيتهم، وبيخضعوا  للرسائل التي تُبثّ من خلال المواد الفنية أو المنتجات الفنية، في المسرحية أو الفيلم، وهي مواد مدمّرة

لأنّ ربما أنا يعني ربما يكون المقصود منها تحويل الأسرة المُسلمة من نمط إلى نمط آخر

قد يكون نمط غربي قد يكون نمط، لكن هذه الأنماط لا تزرع زارعة، لا يمكن لا يمكن، هذه الأنماط الموجودة في الغرب نبعت، الفنون الغربية نبعت من أرض مُستعدة لذلك ولا تنبت إلا هذا

لكن البعض ممكن يقول يا مولانا: إنّ في الغرب لا نرى هذا النمط من برّ الوالدين في العلاقات الأسرية ومع ذلك المُجتمع مُتقدم

المُجتمع مُتقدّم تقنيًا لكن أسريًا إنسانيًا متخلّف

متفكك

أخلاقيًا متفكك، وإحنا منفرحش إن ده حصل الآن، انظُر إلى ما بعد 50 أو 100 سنة، لا بدّ أن تنهار هذه..

لأنّ السوس حين ينخر في أخلاق الأمم لا بدّ أن تنهار، (وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا.)

والله يا مولانا أحد أولياء الأمور في مرّة، يعني كلمني حكالي عن ابنه الحقيقي،

 هو ابنه متميّز جدًا وموهوب جدًا، لكن مع موهبته ومع تميّزه وتألّقه، بدأ يجور على والديه وبدأ يكلّمهم بنديّة، وبدأ يستهزأ بكلامهم

هل ممكن إنّه المُعاملة تختلف لمّا الإنسان يتقدّم في الخبرة أو في التّميّز أو في الموهبة؟

لا، يعني إذا لم يكن هناك أدب أصلًا، وهذه مهمّة التأديب، مُهمّة الأب والأم. وأنا أسجّل أيضًا أنّ الأم الآن يعني نتيجة عاطفة شديدة لا تقوم بدورها الذي كانت تقوم به الأمّ المصريّة منذ 330 أو 40 سنة في تربية الأبناء

الأم المصريّة القديمة كانت أكثر مسؤوليّة في الوقوف أمام عواطفها الجياشة لصالح تربية الابن وتقديمه للمُجتمع تقديمًا صحيحًا

يتحمل مسؤولية يتحمل متاعب يتحمل مشاق، يبقى رجل كذا،

علشان كده بنقول: الأم مدرسة

الأم مدرسة، نعم إذا أعتدتها فعلًا

اليوم رغم الأم يعني تعلّمت وتقدّمت وتطوّرت إلى آخر.. حقيقة يعني تغلبها عاطفتها كثيرًا في مواطن يجب أن تتخلّى فيها عن العاطفة.

ويحكمها العقل، وتقسوا على البنت والولد ليه؟ من أجلهما من أجل تربيتهما من أجل مُستقبلهم.

يعني بيتجاوزا في المُعاملة معاها فتتركهم بلا توبيخ

بلا توبيخ نعم

 بحجّة التدليل

بحجة التدليل، وحتى يعني لا نرى الولد يكون في سن 15 ولا مش عارف إيه والام تأخذه في حضنها وكذا …

في جيلنا ده كان مش ممكن، مش ممكن أبدًا ده يعوده على الضعف وعلى الخنوع وعلى كذا وكذا..

يبدو من الذرائع الحقيقة أحيانًا بتساق في مجال التغاضي عن برّ الوالدين داخل الأسر يقول لك: الولاد دلوقتي أو الشباب مش زي زمان، دلوقتي في انترنت.

إيه تأثير العصر الحديث على برّ الوالدين، وكيف يجب أن يكون؟

هو تأثير سلبي لا شكّ، لأنّ الشاب أو الفتاة حتّى في البيت هو معاها المُعلم بتاعه حاطه في جيبه،

ومنهك فيه

ده مش معلم، ده المعلّم والمربى والناصح الأمين ليه، والي بيستشيروا والي بيعيش معاه والي بيأنس ليه،

هو أول ما يصحي الصبح، بيقوم يتوضى ويصلي؟! ولا يثوم يبوس إيد أبوه وأمه زي ما كنا بنعلم زمان؟! أول حاجة يقوم يتحسس في السرير، كما قيل لي ، الحمد لله أنا مش من جيل، أو يعني أدركنا الجيل الذي يرى الأبيض أبيض والأسود أسود مكناش عنده عمى أفكار أو عمى ألوان ، لكن هذا الشباب معذور

هو ده عايز أقوله

أنا عاذره والله لا توجد له برامج تعليمية هادفة، لا توجد له برامج تثقيفيّة، لا توجد له برامج فنيّة، حتى لا يجد الأنموذج ولا يجد القُدوة.

لا في البيت ولا في أستاذ المدرسة، ده المدرسين أحيانًا يعني مش عارف يعني .. ولا في الجامعة ولا في المكتبة

ولا في الإعلام ولا في الحياة العاملة

ولا في الإعلام ولا في التليفزيون، هذا أقرب أن يكون ضحيّة، ضحية نمط معين من الانفلات في كل شيء،

ولذلك يعني مثلًا لما إحنا زورنا في ماليزيا وزورنا، فيه هناك يعني قنوات ممنوعة. ممنوعة تمامًا لأنّها يعني تضرب في أسس المُجتمع التي يُراد لها أن تقود هذا المُجتمع.

ومنعينها ولا يمكن التعامُل معاها، شوف هنا لو قلنا هذا الكلام، هيقولك: أنت مش عارف إيه، وحرية وحقوق الإنسان وحقوق الفرد،

 طيب وحقوق الإنسان ده ملهش حقوق في إنه يعيش عيشة كريمة؟! ملهش حقوق في أن يجد تعليم جديًا؟! ملهش حقوق أن يجد السكن البسيط الملائم

هو الالتزام بالقيم يرقى بالحياة بشكل عام؟

طبعًا طبعًا مش ممكن الحياة تقوم على برامج فوضى، أو برامج تُدرّب على فوض في التفكير تدرب على الفوضى في السلوك في النظرة في اللامبالاة يعني في اللا ولاء لأي شيء

يعني حضرتك بتحمّل الأعمال الفنية والأعمال الإعلامية مسؤولية كبيرة في هذا الإطار؟

والتعلمية، وأنا على رأس مؤسسة تعليمية، أيضًا لم نضع في حُسبان البرامج التعلمية ماذا يُراد لهذا الشباب أن يكون،

هو ربّما موضوع بثّ المشكلة في الطريقة، وإحنا بردوا بنتكلّم في برّ الوالدين، البعض بيتساءل، هل هناك فارق بين فضل الأم وفضل الأب؟

نعم، إحنا تطرّقنا لهذا ليه؟ لأن بنشكوا من خروج الولاد والبنات على ما يجب أن يكون تجاه الوالدين

طبعًا

أن أقول لك: رغم أنّني ألوم لكن ألوم الأب والأم وألوم المؤسّسات المسؤولة عن التربية.

قبل أن ألوم هذا الشباب، بالنسبة للسؤال حضرتك، فعلًا الأم فضلها يعني يفوق فضل الأب أو حقوقهًا يعني 3 مرات من حقوق الأب

(أمك، ثم أمك ثم أمك )

أمك، ثم أبوك، في الدرجة الرابعة.  طبعًا لأنّ شوف هي التي

مش ظلم للاب ده يا مولانا؟

لا مش ظلم لا

حتى في العيد، يقولك: في عيد أم مفيش عيد للأب

لا، هذا يعني شوف يا سيدي الأم حملت، والرجل لا ينتبه إلى آلام الحمل، بل لا يريد أن يتصوّرها، ولا يُريد أن يتوقّف لحظة أمام المسؤوليات الثقيلة التي ترثها الأم في الحمل

في كثير من الحالات في حلات بالتأكيد بينظر

ينظر، ينظر من باب إنما أيضًا الولادة، وما فيها من معاناة، أيضًا تربية الطفل، مش الأب الي بيربي الطفل يحتاج إلى مليون حاجة

لأنه مشغول طبعًا في جلب الرزق،

هو يعني لما يأتي في البيت ممكن يساعد، لما يأتي في البيت أحيانًا أنا أنصح الرجال عندنا في الصعيد يكون جاي البيت مثلًا، يبقى لسه الولد ولا بنته مولود وبيبكي في الليل، هو بقى زعلان محدش يعرف ينام في البيت ده ولا إيه؟ يا أخي وهي صاحية طول الله وشايلها ده الفرق الي خلّى ليها 3 وخلى ليه واحد

من زمان

أنا لو سويت هظلم دي

دي فطرة رجل ومرأة من أيام النبي عليه الصلاة والسلام

وضع هذه الفطرة في المرأة  لولا  أن وضعها فيها هذا العطف والحنان، كان بقت زي الأب وكانت سبيته يبكي للصبح ويموت حتّى

إنّما زوّدها ولولا هذا الحنان وهذه العاطفة، يتوقّف النّسل تمامًا، يتوقّف لأنّ كل أم تولّد وترمي يعني خلاص عاش عاش مات مات

زي ما الابن هو الأب مسؤول؟ مسؤول يعني وخاصة الأب الحديث الآن. يعني لا يُشارك المرأة في كثير من مهامها الثّقيلة في البيت

فهي عندها بيت عندها شغل، عندها طفل عندها تربية كلّ ده عايز تساويها الي هو ده يشتغل ويجي إذا ما عجبوش البيت يروح يقعد على الكافيه؟!

ولكن ده بينعكس على المعاملة، لأنّه فضل لأم أكبر من فضل الأب فهل نعامل الأم بطريقة أفضل من الأب؟

طبعًا لازم هي وفاء أكثر

لأنه «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» (الإسراء: 23) الاتنين مع بعض

لكن النبي صلى الله عليه وسلم، بردو بيّن هذا وحتى الأم يعني «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ» (لقمان: 14) القرُآن توقّف عند..

مُعاناة الأم

مُعاناة الأم الزائدة، والتي من أجلها تستحقّ من الابن أن يوقّرها أكثر من الأب أو أن يبرّ بها أكثر من الأب

فربّما موضوع بثّ المًشكلة في الطريقة، وإحنا بردو بنتكلم في برّ الوالدين البعض بيتساءل هل هناك فارق بين فضل الأم وفضل الأب.

نعم، إحنا تطرّقنا لهذا ليه؟ بنشكوا من خروج الولاد والبنات على ما يجب أن يكون تجاه الوالدين

طبعًا

أن أقول لك: رغم أنني ألوم، لكن ألوم الأب، والأم، وألوم المؤسّسات المسؤولة عن التربية.

قبل أن ألوم هذا الشباب، بالنسبة للسؤال حضرتك، فعلًا الأم فضلها يعني يفوق فضل الأب، أو حُقوقها يعني 3 مرات من حُقوق الأب

ماذا عن الذين تختلف مُعاملتهم لآبائهم وأمهاتهم مع كِبر السنّ، الي هما بيبقوا أكثر قسوة عليهم، خاصة إن الآباء والأمهات لما بيكبروا في السن، ربّما بيتحولوا إلى أطفال يعني،

 هل يجوز إن إحنا ندّعي وإحنا كبرنا، زي زمان، مش صغيرين زي زمان، خبرتنا أكبر فنقسوا على أباءنا

عندي اجابتين، إجابة القُرآن « إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ – الي حضرتك بتسأل عليها – أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا » (الإسراء: 23) إلى آخر .

«وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» (الإسراء: 24)

صغيرًا

الإجابة التانية الي هي إجابة الواقع، إنّ الذي يفعل ذلك أن عقوق الوالين ده ديْن، يعني إذا كان ينهرهم علشان كبروا هو هبلغ به الكِبر وسيجد من ينهره ما في ذلك شكّ

يعني لا يُشكّ في ذلك

يعني البعض ينهر والديه أمام أبنائه ثم يشكوا من عُقوق أبنائه فيما بعد

طب هذا انفصام في الشخصية أو في الفكر، يعني برّ الوالدين فعلًا يرتد على هذا الإنسان البار بوالديه والخاصة بعد وفاة الوالد والوالدة حتى بيقولوا: دول كِنز يُفتح بعدهما، بعد ما يموتان

أنا أتمنى من الشباب المُسلم، أن يتمسّك بهذه الفضيلة، وبهذا الخُلق، يعني في مُعاملة الاب والأم والي بيتميّز به المسلم عن غير المسلم في الدول الغربية

وأن يعلموا فعلًا أن برّ الوالدين كنز، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه يعني يُورث السّعة في الرزق، وأيضًا يورث طول الأجل.


Download text file

Al-tayed season1-28

You may also like

برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 4
في الحلقة السابقة طيب أمام كل هذه القيم المهمة في الإسلام المتعلقة [...]
0 views
برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 3
سؤال في غاية الأهمية الحقيقية يتعلق بالمرأة والدعاوي المتعلقة بالمرأة [...]
4 views
برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 2
في الحلقة السابقة فضيلة الإمام "الطيب"، تحدثنا عن أهمية التجديد، ضرورة [...]
6 views
برنامج "الإمام الطيب" — الحلقة 1
هذا ينقلنا بالتأكيد، إلى السؤال الأهم والأبرز ونحن نتناول قضية [...]
1 views

Page 6 of 6

اترك تعليقاً