– أهلا بكم في الحلقة الثانية من سلسلة حلقات صندوق الاسلام
- – اتكلمنا في الحلقة اللي فاتت عن نقطيتن:
- – نقطة تجديد الخطاب الديني وموجة الاصلاح اللي شغالة اليومين دول في الدول العربية.
- – واتكلمنا عن مقارنة بين الاسلام والمافيا.
- – واحنا هنكمل الحديث في النقطين دول انهردة في هذه الحلقة بالنسبة لموضوع الاصلاح.
- – طبعا شيء كويس جدا ان واحد زي الاستاذ اسلام البحيري
- – الذي اكن له كل الاحترام طبعا
- – ان هو يجي ويقول اننا لازم ننقي التراث.
- – ولازم نشوف المشاكل اللي في علم الحديث واللي في السيرة.
- – لكن المشكلة ان هو بيفصل تماما بين المشاكل اللي في علم الحديث والتراث والمشاكل الموجودة في سيرة النبي وفي القران نفسه. مشكلة كبيرة.
- – المشكلة التانية اللي انا شفتها وهو بيتعامل مع هذه النقطة: العنترية.
- – احنا حوائط خرسانية اسمنتية بنحفر فيها باظافرنا.
- – فمينفعش مبدا شجيع السيما في التعامل مع التراث والمؤسسات المتحجرة الصدئة.
- – مينفعش تيجي تقول ههدم لكم علم الحديث في يومين.
- – عندنا مشكلة حقيقية ان ذاكرة امة باكملها مصدية.
- – محتاجين صبر وصدق في التعامل مع مسائل التراث.
- – التراث لا يمكن فصله عن النبي والقران.
- – صعب ان يكون عندك عربية قديمة مصدية مفيهماش فرامل
- – وكل يوم تموت تلاتة او اربعة او خمسة
- – وتيجي كل مرة تقول العربية مش هي السبب انما الطريق هو السبب
- – في مطبات والبنزين مغشوش، واللي صنعوا العربية هم السبب
- – لكن الحقيقة ان المشكلة في العربية، واسلوب قيادتك للسيارة.
- – لو عندك بيت ايل للسقوط، لا تدهنه بلون جميل وتقول انه اصلاح.
- – الحل الوحيد هدمه واعادة بنائه مرة اخرى على اساس سليم.
- – اي مهندس في الدنيا هيقولك هو دا الحل لكن احنا مش عاوزين مهندسين مش عاوزين متخصصين.
- – لكن ما نفعله اننا نحاول حفظ ماء وجهنا.
- – لا نريد ان نعترف ان المشكلة بدات مع بدء الاسلام.
- – كنت في الحلقة الماضية قد بدات في عمل مقارنة بين الاسلام ونشاة المافيا.
- – وقلت ان جزيرة صقلية تاثرت كثيرا بالقبائل العرببية التي هاجرت اليها، والبربرية ايضا.
- – لكن القبائل العربية اثرت اكثر في تاسيس نظام فرض الاتاوات، وسحب الجزية.
- – وتطورت حتى صارت منظمة ارهابية نحن نعرف لها فروع اليوم في كل انحاء العالم.
- – تماما مثل ما بدا الاسلام بفرض الجزية الاتاوات، وتطور واصبح بيزنس.
- – يعني موجود في كل انحاء العالم.
- – نشوف جزء اخر من المقارنة بين الاسلام والمافيا:
- – فكرة الاب الروحي، اللي هو قائد مجموعات المافيا.
- – المافيا دائما تنقسم الى شخص اسمه كابو، اللي هو الزعيم
- – ومابو دي كابريو اللي هو زعيم كل المافيا، الاب الروحي، شبيه جدا بفكرة الرسول
- – حيث لامساس بشخصه، ولو انتقدته تتقتل، ولو قمت بخيانته تتقتل
- – وفي فيلم الاب الروحي اللي اعضاء المافيا بيقبلوا يد الزعيم، بنفس الفكرة بيكون التعامل في القرى مع الزعيم الديني
- – المافيا نفسها شايفة انها منظمة اخلاقية
- – ولما بتيجي تحكي تاريخها بتقول احنا كمنظمة نشات من اجل استقلال صقلية، واتحاد القبائل في صقلية
- – احنا رجَّعنا العدل، بناخد من الغني ونعطي الفقير
- – المافيا تقول عن نفسها انها منظمة رحمة، لكن الاجيال اللي اتت بعد ذلك شوَّهت صورة المافيا واستغلتها لغرض اجرامي
- – نفس الفكرة بالظبط فيما يتعلق بنشأة الاسلام انه بدا رحمة ورفقا بالغلابة وياخد الصدقات ويعطيها للفقراء
- – المافيا بينهم وبين بعض في رحمة وصداقات، وبيوزعوا الفلوس على بعض
- – الاب الروحي له حصة من الغنائم هي اكبر حصة
- – والباقي بيتوزع كاسهم بين الباقي اللي قاموا بعملية السطو او الاتاوات او المخدرات او اي نشاط اجرامي اخر يقومون به
- – وفكرة الخُمس لله والرسول موجودة عند المافيا ايضا
- – وللعلم هذه الفكرة اتت من الصعاليك اللي اتكلمنا عنهم الحلقة اللي فاتت
- – واللي هم ساعدوا النبي في غزواته الاولى ان يسطو على قوافل قريش
- – كان عندهم نظام ان زعيم مجموعة الصعاليك، بيبقى له الربع
- – بس النبي طبعا كان اكرم شوية منه، كان بياخد لنفسه الخُمس هو والاقربين بتوعه؛
- – عشان طبعا يضمن ولاءهم، وكان بيوزع الاربع اخماس الباقيين على قواته وجنوده
- – ودي نقطة الاب الروحي ودوره وحصته من الغنائم، هتلاقيها في قصة المافيا ونشأة الاسلام.
- – الجزء الثاني فكرة العدو والصديق، المؤمن والكافر.
- – المافيا عندها نظام صارم جدا:
- – ان انت طالما مافيوزا، يعني عضو في المافيا، مينفعش انك تصادق حد من خارج عائلات المافيا
- – الا اذا كانت هذه الصداقة بعلم من زعماء المافيا ولهدف سيخدم زعماء المافيا
- – مثل ان يطلع حد من قضية او هيساعد ان ياخد معلومات
- – والفكرة دي موجودة زي ما هي بالظبط في الاسلام
- – ان مبدا الصداقة مع الغير دا مرفوض
- – “يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا من واليهود النصارى اولياء من دون الله ومن يتولاهم منكم فانه منهم”
- – لكن متى يُسمح بهذه الصداقة اللي هي فكرة التقية. ما هي التقية؟
- – يعني لو انا في خطر كمسلم ممكن اكذب
- – ممكن ادَّعي صداقة غير المؤمن عشان انجي نفسي من الخطر
- – او لو في مصلحة للمسلم هيفيد بها الاسلام، فممكن يكذب ويقول انه غير مسلم او يصادق شخص اخر
- – وفي نقطة هنرجعلها بعدين اللي هي اغتيال كعب ابن الاشرف
- – لهذا الرجل اليهودي، قصيدة بينتقد فيها النبي
- – بيقول عن النبي ان هو ناحت القران من الكتب اليهودية
- – اللي مش بس هي التوراة والتلمود والمدراش.
- – والمدراش هو كتاب تفسير للتوراة، كان مهم جدا
- – لان فيه قصص كتير موجودة من هذا الكتاب في القران
- – وسوف نعود لهذه القصة لاحقا.
- – فلما قال الكلام دا كعب ابن الاشرف، صحيح كان في مواقف النبي كان متسامح فيها، لكن كان موقفين او تلاتة لا يمكن يتسامح فيهم ابدا
- – اول حاجة ان حد يسلم ويسيب الاسلام ويمشي، كان بيعتبرها خيانة عظمى
- – واحنا عارفين اللي كان بيسيب الاسلام كان بيحصله ايه
- – تاني حاجة لو كان حد بيطعن في نسب محمد
- – ودي مسالة كبيرة جدا هنخصصلها حلقة كاملة عن ايه المشاكل اللي كانت في نسب النبي نفسه.
- – والنقطة التالتة اللي كان محمد لا يمكن يقبلها ان حد يشكك في مصادر القران
- – ويقول ان محمد كداب او ناقله من مكان تاني
- – دا كان موضوع بيعصبه جامد، وفي ناس ماتت لهذا السبب
- – واحد منهم كان كعب بن الاشرف
- – اللي لما طعن في هذه الاشعار النبي طلب ان حد يتخلص منه
- – وكان لازم ان الراجل اللي هيروح يغتال كعب بن الاشرف يستاذن النبي
- – انه هيكذب عشان يعمل خدعة عشان يعرف يدخل الحصن لهذا الرجل
- – فاذن له ان يكذب ويحتال عشان يدخل ويقتل الراجل!
- – ودي النقطة بتاعة ان الصداقة ممنوعة مع غير المسلم او مع بتوع المافيا
- – الا اذا كان فيها فايدة او خدعة هتفيد الاسلام.
- – في نقطة تانية في مقارنة الاسلام والمافيا وهي:
- – ان الورع والتدين شيء والتعامل مع الغرباء شيء تاني!
- – يعني الخاص شيء والعام شيء تاني
- – يعني تلاقي الراجل (مافيوزو) ممكن يكون متدين ويصلي في الكنيسة مثلا
- – وبعدين يخرج من الكنسة ومعاه البندقية بتاعته او الطبنجة
- – ويجي ضارب واحد ومش شايف تعارض.
- – رغم انه ممكن يكون لسة شايف حد في الكنيسة بيقوله احبوا اعداءكم
- – لكن مياخدش مبدا ان عدوه دا هو العدو المقصود.
- – في دماغه كدا ان دا شيء ودا شيء
- – وان الراجل اللي مات دا يستحق الموت
- – نفس الشيء بالظبط بالنسبة للمؤمن اللي هو جندي من جنود محمد
- – يصلي ويبكي ويكون ورع في الصلاة، ويخرج بعد كد يقطع رؤوس بشكل عادي جدا
- – مفيش اي فرق؛ لان دينه قسَّم له العالم الى مؤمن وكافر!
- – والكافر كالانعام بل اضل سبيلا يعني زي الحيوانات بل واسوا، والقران سماهم شر الدواب!
- – فازاي هيكون عندك تعاطف مع واحد ربنا هيحرقه اساسا؟!
- – ربنا هيحرقه في نار جهنم، انت تتعاطف معاه ليه؟!
- – مبدا ان الصلاة لا تنهاه عن العنف، بل بالعكس ممكن تشجعه على العنف قبل ما يروح يسبي.
- – طبعا نقطة التشابه اللي اتكلمنا فيها في الحلقة اللي فاتت السطو والاتاوات
- – ودور الصعاليك في الغزوات اللي عملها النبي في بداية تواجده في المدينة
- – وعلى اساسها قامت فكرة الدولة الاسلامية، اللي احنا مش عارفين نتخلص منها لحد انهردة
- – يعني المميزات اللي ساعدت الاسلام في بدايته، انه ينتشر ويثبت نفسه، ويغزو العالم
- – هي نفس المشاكل التي نعاني منها اليوم ومش عارفين نتخلص منها.
- – النقطة الاخيرة في المقارنة بين الاسلام والمافيا اللي هي فكرة معاقبة الهاربين او الملحدين او الخائنين.
- – محمد بنى في المدينة دولة فيها احسن جهاز مخابرات في العالم!
- – اللي هو اول ما ابتدا يعمل غزوات وعدد المسلمين يزيد، كل ما ابتدا يشك اكتر في المسلمين المؤمنين به.
- – في الاول كانت المجموعة صغيرة وفعلا مؤمنين برسالته
- – لان في بداية الاسلام فعلا وفي السور المكية كان فيه شيء جميل
- – لسة لحد انهردة في مسلمين كتير بيعتمدوا عليه
- – وبيستشهدوا بيه في الايات التي بتدعو للسلم والتسامح والرحمة
- – والتدبُّر في خلق السماوات والارض والعطف على الفقراء وما الى اخره
- – الاسلام مش كله مبني على الدم الاساس. كان كويس.
- – واللي امنوا بيه في هذه الفترة كانوا مؤمنين فعلا
- – انما اللي امنوا في المدينة بعد كدا معظمهم آمن إما غصب
- – لانه ملقاش حل تاني لان القبيلة بتاعته انهارت وتم غزوها
- – او واحد انتهازي شاف ان في فكرة اقتصادية وفعلا هيستفيد
- – وانه لو دخل لمعسكر محمد هيبقى فعلا ليه غنايم، هيجيله فلوس، هيجيله ملك يمين
- – هيستفيد من هذا الغزو
- – فالمجموعة دي لما كترت قدام النبي ابتدا يشك فيهم
- – عشان يعرف مين اللي معاه ومين اللي عليه وهل هو مؤمن فعلا بيه ام لا؟
- – فابتدا يعمل مراقبة ذاتية ليهم عن طريق نظام الصلاة خمس مرات
- – مرة يجمعهم باليل ومرة الساعة اربعة الفجر، وفي النهار تلت مرات
- – دا عشان يتاكد انهم موجودين.
- – اما يقولك عقوبة تارك الصلاة الموت ايه التفسير ليها؟
- – لانه كان بيشك ان اللي مش هيجي يصلي هيلتحق بمعسكر الاعداء ويوديه في داهية ويؤذيه!
- – لدرجة انه قال انه كان على وشك ان يحرق اللي كانوا بيصلوا في البيوت.
- – شفتوا البارانويا وصلت لحد فين؟ شك فيهم.
- – زي ما قال جورج بوش: “اللي مش معانا هيبقى علينا”
- – لدرجة ان واحد اعمى ساكن في اطراف المدينة بيقول للنبي:
- – ائذن لي ان اصلي في بيتي لان المشوار بعيد وانا اعمى
- – فساله الرسول هل تسمع الاذان؟ فقال له اسمع فقاله الرسول اذن لازم تيجي
- – ومع ذلك يقولون الاسلام دين رحمة.
- – هي دي الفكرة انه خايف من خيانتهم
- – وعلى هذا الاساس اللي مش هيجي يصلي هيموت
- – فما بال اللي يترك الاسلام خالص، وعمل لهم جهاز مخابرات ذاتي.
- – “وان تُبدوا ما في انفسكم او تُخفوه يحاسبكم الله”
- – يعني ربنا هيحاسبك حتى باللي بتفكر بيه.
- – بمعنى لو فكرت تخوني او فكرت تعمل حاجة ضدي
- – ربنا هيقولي “ما يلفظه من قول الا ولديه رقيب عتيد”
- – يعني في ملاكين قاعدين على كتافك هم دول امن الدولة
- – هم دول اللي بيكتبوا كل حاجة: افكارك اقوالك وافعالك.
- – نظام عبقري. يعني هتلتفت يمين تلتفت شمال هتلاقي نفسك مراقب
- – من هنا جاءت فكرة “مَن بدَّل دينه فاقتلوه”
- – اللي المصلحين بيحاولوا يجملوها، ويقولوا انها حديث غير صحيح
- – في حين انه صحيح لانه يتماشى مع التعامل مع ناس كتير.
- – ذكرنا كعب بن الاشرف اللي قال شعر في محمد لانه كان شاعر
- – وقال في قصيدة ان محمد اخد في القران حاجات من الكتب اليهودية التوراة والتلمود والمدراش.
- – وعندنا شاعرة تاني اللي هي عصماء بنت مراوان الواقدي
- – وكتب القصة دي وبيستشهد بيها ابن تيمية في كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول.
- – والعصماء حكايتها انها قالت شعر في النبي والنبي تأذى، مكنش بيستحمل!
- – فواحد اسمه عمرو ابن عُدي راح وهي عصماء نايمة وسط ولادها
- – ورواية الواقدي بتقول انها كانت بترضع طفلها
- – وقتلها ورجع للنبي والنبي كان فرحان بيه وقال “انظروا الى رجل نصر الله ورسوله بالغيب”.
- – وفي شاعر تاني اسمه ابن خطل ليه جاريتان بيغنوا، هو بيقول شعر وهما بيغنوا.
- – وابن خطل دخل الاسلام وخرج منه؛ فاهدر النبي دمه يوم فتح مكة.
- – ودا اللي قال عنه “اقتلوه ولو تعلق بأستار الكعبة”
- – ودا اللي حصل بالظبط قتلوه وهو متعلق بأستار الكعبة
- – وقتلو جاريته اللي كانت بتغني اشعاره اللي بيشتم فيها النبي.
- – اقرا تاريخ المافيا وشوف قتلوا كام صحفي بينتقدهم.
- – وكذلك في تاريخ الاسلام من ايام بشار بن بُرد وبن المقفع والحلاج وشوف ماتوا ازاي
- – وشوف فرج فودة واللي بيتقتلوا في السعودية
- – وشوف صحيفة شارل ابدوا اللي قتلوا منها عشرة عشان رسموا رسمة.
- – هي دا مشكلة الاسلام.
Text File Download