صندوق الإسلام 011 : ما علاقة نشأة الإسلام بالدولة البيزنطية؟

أهلاً بيكم في حلقة جديدة من سلسلة حلقات صندوق الإسلام

إتكلمنا في الحلقة السابقة عن بدايات قصة الكعبة

وعلاقة محمد بقصة إبراهيم وقصة إسماعيل وكيف إن هو بدأ يحورها على مزاجه

عشان تتماشى مع مشاكله هو النفسية ومشاكله مع قبيلة قريش في مكة

الكعبة ماكانش ليها علاقة بالتوحيد إطلاقاً في نشأتها

وإنما محمد هو اللي أخد الكعبة وأخد طقوس الحج علشان وأضافهم الى ديانته الجديدة علشان يسترضي العرب وعشان العرب مايفقدوش هويتهم

لو لاحظنا هنلاقي إن هو في البداية حاول يتقرب من اليهود والمسيحين إن هو ينكر كل شئ ليه علاقة بالعرب وبأوثانهم وبطقوسهم

بعدما اليهود خذلوه في المدينة ولم يأمنوا برسالته

رجع تاني وإبتدى يخلي الحج وطقوس الحج اللي هي أصلاً طول عمرها وثنية خلاها جزء من رسالته التوحيدية

طيب الكعبة دي حكايتها إيه بالظبط ؟

الأسطورة الإسلامية بتقول إن إبراهيم كان متزوج من سارة وكان عنده جارية مصرية جايبها من مصر جاب منها الطفل إسماعيل

العهد القديم بيحكي القصة بأسلوب مختلف تماماً غير القصة اللي الإسلام بيحكيها

العهد القديم بيقول إن كان فيه غيرة بين سارة وهاجر

وهاجر هربت ب إبنها إسماعيل وإستقروا في مكان ما مابيذكرش بالظبط بقى القصة تطورت إزاي

بيقول إن إسماعيل راح صحراء إسمها فاران في جنوب سيناء وبس وخلصت القصة على كده

وده شئ منطقي على فكرة إن إسماعيل يرجع بلد أمه اللي هي مصر

لكن الأسطورة الإسلامية بتاخد الموضوع دون وتقولك إن إبراهيم أخد هاجر وإسماعيل وهو طفل وده شئ مافيهوش أي منطق طبعاً

ومشي بيهم من فلسطين لمكة يعني 1200 كيلو وزياة

وحطهم في واديٍ غير زي زرع

طب اللي عايز يهرب مراته وإبنه من غيرة مراته التانية

طب ماعنده فلسطين جمبه سيناء منطقي

عنده الأردن عنده أكتر

هو جاي في الطريق حتى يحطها في يثرب على الأقل واحة فيها زرع وفيها نخيل

ايه اللي يخليه يمشي المسافة دي كلها عشان يحط طفل رضيع وأمه في قلب الصحراء

دي الأسطورة اللي محمد طبعاً إخترعها عشان يربط نفسه بإبراهيم

طيب المنطق بيقول إيه والعلم وتاريخ الآثار ال أركيولوجي بيقول إيه

بيقول إن مكة كمدينة لم يكن لها أي وجود قبل القرن التالت الميلادي

مافيش أي دليل يثبت إن كان فيه حاجة مدينة إسمها مكة أو فيه أي نوع من أنواع الحياة في هذا المكان قبل القرن التالت الميلادي

أمال إيه حكاية الكعبة وإيه اللي حطها وجات هنا إزاي؟

فيه أكتر من تفسير

ذكرت أنا في الحلقة اللي فاتت مؤرخ بيزنطي إسمه سوزيمونس

سوزيمونس بيكتب والراجل ده عاش في القرن الخامس

يعني قبل محمد قال إن كان في منطقة الخليل في فلسطين كان فيه مقام كان فيه مكان يحج إليه العرب

ويتقربون بيه ويذبحوا أضاحي وكانوا بيمجدوا إبراهيم

هل دول بقى عرب وثنين عرب من أي إتجاه مانعرفش المهم سوزيمونس بيقول إن هم كانوا بيذبحوا أضاحي لإبراهيم في منطقة الخليل في فلطسين

ولو تعرفوا إن فيه في الخليل لحد النهارده مكان إسمه مقام إبراهيم

الكلام ده لحد بدايات القرن الرابع يعني 300 وشوية

إيه اللي حصل بعد كده

جه إمبراطور بيزنطي جديد إعتنق المسيحية أو خلى المسيحية هي ديانة الإمبراطورية البيزنطية هو قنسطنطين

قنسطنطين شاف المنظر اللي بيعملوه العرب في هذا المكان وا يعني قال الكلام ده ماينفعش

بسه كان فيه بئر جمب هذا المقام

كان حسب الأسطورة إن إبراهيم نفسه هو اللي حفر هذا البير

فالدم بتاع الحيوانات اللي ببيدبحوها العرب وبتاع لوث البئر وسده

ف الإمبراطور البيزنطي الجديد ده حسب رواية سوزيمونس

قال نضفولي المكان دون وإمنعوا هذه الطقوس الوثنية من الآن فصاعداً

مش عايز الكلام ده يحصل في مقام إبراهيم بعد كده

ف إيه اللي يحصل بعد كده إحنا بنتكلم دلوقتي في بدايات القرن الرابع

في هذا التوقيت بالظبط قبيلة خزاعة اللي هي قبل قريش بقى سكان مكة الأصليين هاجروا من اليمن الى مكة وهو اللي أسسوا مدينة مكة يعني بعد ميلاد المسيح في القرن الرابع أو في نهايات القرن التالت أن هم هاجروا إلى هذا المكان

وكان منهم واحد إسمه عمر إبن لُحَيْ

جاب تماثيل وآلهه من الشام

الإله اللي إسمه هُبَل ده جاي من الشام أساساً

وحطه في مكة في وسط مكة وإبتدوا يحفروا أبار وبنوا هذا الشكل المكعب

وسموها الكعبة

الكعبة ماكانتش هي البناية الوحيدة اللي بينت في الجزيرة العربية بهذا الإسم كان فيه 21 كعبة موجودة في الجزيرة العربية

وممكن يكون أصلهم فعلاً إن هم عوضاً عن هذا المقام الذي أغلقه فنسطنطين

فحبوا كل قبيلة ما إحنا عارفين العرب كل واحد عايز يعمل ديانته الخاصة بيه

ماكانش فيه إمكانية إنك توحد كل الديانات دي

لأن كل قبيلة لها تاريخها الخاص ولها أسطورتها الخاصة ولها إلها الخاص

ففكرة التوحيد كانت صعبة عليهم أوي

وحتى لما كانوا بيتقربوا لإبراهيم كان بردوا بطقوس وثنية مش توحيدية

ف كان فيه في الجزيرة العربية 21 كعبة

حتى كان فيه كعبة مسيحية في نجران كان إسمها كعبة نجران وكان فيه حتى حسب الروايات الإسلامية إن كان فيه كعبة مسيحية بناها أبرهه

وكان فيه كعبة في شمال الجزيرة العربية إسمها كعبة ذو الخِلْصة

الكعبة دي بالذات ذو الخلصة فضلت موجود لحد سنة 1925 ف ف ال في السعودية

لحد ما الوهابين إكتشفوا إن فيه قبائل سعودية لسه بتروح تتعبد هناك وتتمسح بجسمها في جدار ال كعبة ذو الخلصة بطقوس وثنية

يعني تخيلوا كل اللي حصل والإسلام ومهد الإسلام وكانت الوثنية لسه موجودة في السعودية لحد 1925

ف ف جم الوهابيين وخلوا الدولة السعودية اللي هي نشأت فيما بعد تهدم هذا ال هذه ال الكعبة

ف القصة مش حكاية إن الكعبة دي مش عارف حجر نزل من السما والبيت المعمور فوق وربنا وآدم هو اللي بناها الأول بعدين وإبراهيم وإسماعيل هم اللي بنوها

إبراهيم وإسماعيل بنواها إزاي وإحنا حسب رواية القرآن وحسب رواية العهد القديم إن إبراهيم كنا عدى ال 100 سنة

إحنا بنقول إن هو جاب إبنه وهو خلاص على مشارف ال 100 سنة

ف لما يبني الكعبة مع إبراهيم يكون هو بقى إسماعيل كبر

فيبقى هو كده مثلاً 120 سنة

طب إزاي إزاي واحد عنده 120 سنة يبني هذا الجدار العالي

وإزاي ييجي من المكان البعيد ده كله ويجيي يستقر في مكة

وإزاب يسيب إبنه وزوجته في هذا المكان

لكن هي الأسطورة عشان يخلي طقوس الحج الوثنية اللي هي سعي بين الصفا والمروة

اللي هو مبني على أسطورة إن هاجر كانت بتجري بتدور على المية

رايح جاي سبع مرات سبع أشواط بين جبلين الصفا والمروة

لكن الحقيقة أن أول مقام كان العرب بيروحوه يزوروه عشان يتذكروا إبراهيم وعشان يضحوا بالأضاحي كان في فلسطين ومش في مكة

وهو ده على فكرة السبب اللي خلى بعض الباحثين يقولوا إن الإسلام لم ينشأ في الجزيرة العربية على الإطلاق لأن لغة القرآن في أجزاء كبيرة جداً منها لا علاقة لها بلغة قريش

ولا علاقة لها بلغة الجزيرة العربية ولكنها لها علاقة بلغة العرب الذين كانوا يقيمون في الشام

وهذه اللغة كانت متأثرة بشكل كبير جداً ب اللغات المحيطة

خاصةً السريانية والأرامية

وده كلام هنبقى نتكلم عنه بإستفاضة وإحنا بنتكلم عن القرآن

مش بس الكلمات وإنما المواضيع

القرآن بيتكلم عن جناتٍ فيها فواكه وفيها عنب وفيها رمان الكلام ده الكلام ده فين ؟ هو فيه هو فيه حقول في مكة ويثرب كان فيها رمان وكان فيها

هو بيقول يعني إيه متاعاً لكم ولأنعامك

أنعامكم اللي هي إيه ؟

فين الأنعام اللي هي كانت موجودة في مكة

الأنعام دي بتحتاج وديان فيها مية وفيها انهار وفيها وفيها وفيها

لما بيقولهم قصص زي قصة لوط وزوجته وإنتوا بتمروا عليهم صباحاً وعشية وتشوفوا التماثيل بتاعتهم أو قصصهم

بيحكي لناس قريبة من الأردن وقريبة من فلسطين وقريبة من الشام اللي بتعدي كل يوم على هذه الأماكن مكة بعيدة جداً عن هذه الأماكن

ف فيه لغز كبير في نسج هذه الأسطورة

هو عشان بس محاطة بالقدسية

يبقى هو كده الكعبة مافيش كلام عليها لأ فيه كلام عليها

علماء الأثار قالولنا ماكانش فيه حاجة إسمها الكعبة قبل القرن الثالث الميلادي

هتألفوا القصة دي هتجيبوها منين

السعودية قافلة مانعة منعاً باتة إنك تحفر بجوار الكعبة أو إنك تشوف أي حاجة

مافيش كل المخطوطات إختفت ماتعرفلهاش أثر ده إذا كان كان فيه مخطوطات أصلاً

إذاً ف قصة الكعبة أخترعت علشان تتماشى مع قصة محمد

خاصةً قصة إسماعيل محمد عجبته قصة إسماعيل جداً لأن بتفكره بوضعه

إسماعيل إبن الجارية المنبوذ المطرود الضحية

وهو دور الضحية ده بالظبط هو الدور اللي محمد كان بيدور عليه وكان بيجذبه لأن هو حس بنفسه إن هو كان كده

إن هو منبوذ إن هو مرفوض وإن هو يعني أهله يعني مش قابلينه ومش بيسمعوا كلامه

فيه حديث هو ضعيف الحقيقة بس منتشر جداً في العالم الأسلامي

إن محمد كان بيقول أنا أبن الذبيحين أنا أبن الذبيحين

طبعاً عارفين إحنا القصتين الذبيح الأول قصة إسماعيل رغم إن العهد القديم كان بيقول إن إسحق هو تم التضحية به وإنه كان على وشك أن يذبحه إبراهيم وفاداه الله بذبحٍ عظيم

الإسلام أخد القصة وخلى الطفل الذبيح هو إسماعيل عشان يبقى محمد من نسل الذبيح

عشان تبقى البشارة تبقى رايحة في إتجاه محمد

القصة التانية هي قصة عبدالله اللي هو المفروض يبقى أبو محمد إبن عبد المطلب

إن عبد المطلب كان بيحفر بئر زمزم وندر لو أعانه الله على حفر البئر هيذبح واحد من أبنائه

وفيه رواية تانية إن هو كان عنده إبن واحد فدعى ربنا إن يرزقه ب 10 أبناء ولو رزقه ب 10 ابناء سيذبح واحد منهم

ف راح الكعبة عند الكعبة علشان يوفي بنذره بعدما رزق بالعشر أولاد وكل مرة يرمي السهام يجيي سهم عبدالله هو بيحب عبد الله وطبعاً عبد الله ده مستقبله جاي عشان هيبقى أبو النبي

فيحاول إنه يلاقي حل للموضوع فيذود الإبل اللي يضحي بيها من 10 لحد ما وصل إلى 100 إبل

وبعدين دبحهم وفدى بيهم عبد الله وهكذا إيه أنقذه الله من ال إيه من الهلاك عشان خاطر طبعاً نسل النبوة موجود جواه

طبعاً قصة ريحة الأسطورة تفوح منها بشكل غريب

وواضح جداً إن القصص دي يا إما إخترعها محمد عشان يبقى شبه إسماعيل ويبقى في الأساس شبه المسيح

عشان يبقى هو الضحية ماشي أو جاي من نسل الضحية

أو إخترعها فيما بعد إبن إسحق وكتاب السير عشان يجعلوا من قصة محمد شئ شبيه بالأناجيل وقصة المسيح ويبقى فيها هذا هذه النفحة الأسطورية اللي ال اللي إحنا بنقراها لما بنقرا قصص العهد القديم أو قصة المسيح

لكن في الحقيقة لم يكن هناك اااا كعبة قبل القرن التاالت ولا فيه أي علاقة بإبراهيم بهذا المكان إطلاقاً في الجزيرة العربية

وإحتمال كبير جداً إن كل الإسلام نشأ في الشام لأن الشام هو المكان وفلسطين اللي كان كل هذه المناقشات الحامية الوطيس تدور منذ القرن الرابع الميلادي

منذ أن بدأت الكنائس تنقسم منذ بدأت تيارات مسيحية تظهر منذ أن فرضت الدولة البيزنطينية رؤية مسيحية معينة

فبدأت بدأ المسيحيين العرب والمسيحيين الشرقيين والسريان يعني يقولوا ده المسيح ده بتاعنا إحنا وجاي من بلادنا إحنا

ف ييجوا الإغريق وييجوا البيزنطيين يعلمونا إيه هي المسيحية فإبتدت تظهر هرطقات وفرق مسيحية جديدة ترفض هذا التوجه

ودارت مناقشات حول طبيعة المسيح حول طبيعة الله حول نهاية العالم

كل هذه المناقشات واللغة لا علاقة لمكة والمدينة بهم إطلاقاً مش موضوعهم مش حياتهم مش مناقشاتهم

لكن القرآن داخل في صميم هذه المناقشات وبياخد هذه المناقشات وبيعلق عليها فبالتالي فيه إحتمال كبير جداً جداً جداً إن القرآن وما نعرفه اليوم على إنه الإسلام من ولادة الشام وليس من ولادة الجزيرة العربية

وده الدور بتاع الباحثين وعلماء الأثار وعلماء المخطوطات وفيه كلام كبير جداَ جداً جداً هنحاول نقدمهولكوا في حلقات تانية ليه علاقة بهذا الموضوع وبهذه المخطوطات

لكنه نرجع للموضوع الأساسي بتاعنا إيه حكاية الكعبة بتاعة مكة

خزاعة قبيلة خزاعة ماكانش لسه فيه حاجة إسمها قريش على فكرة

قبيلة خزاعة بنت هذا المكان وإبتدت تكتشف إن مكة مكانها ممتاز جداً

لأن على طريق التجارة بين الشام وبين اليمن

ف إبتدت تسمح لبعض القبائل إنها تيجي تحط آلهتها في الكعبة عشان وهم معديين يخشوا يصلوا ويكملوا

ف لقوا إن الموضوع ده جميل جداً

ف بقت مكة تبقى مكان تعددي يعني اللي عايز يعبد حاجة يعبدها مافيش فرض على حد

وبعدين جات قبيلة تانية حوالي القرن الرابع أو الخامس يعني نهاية الرابع مثلاً كده

ااا جات هاجرت من اليمن بردوا إلى مكة القبيلة دي كان إسمها هم مجموعة من القبائل الحقيقة وسموهم فيما بعد قريش

كلمة قريش دي جاية منين قريش جاية من التقريش وقريش معناها التجمع أو التحالف

ودي هتسببلنا بقى أزمة لغوية لأن فيه باحثين ألمان أكتشفوا إن كلمة قريش متاخدة من الكلمة السريانية قريشة

وقريشة كانت القبائل العربية المسيحية التي كانت متحالفة مع الدولة البيزنطينية في حروبها مع الفرس