التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 24 | حلقة خاصة عن مؤتمر إنارة

أهلًا بالجمهور الكريم!

في الشهر الماضي انعقد (مؤتمر إنارة) وقدّم فيه مجموعة من المُتخصّصين في التاريخ المُبكر للإسلام مواضيع جديدة

من داخل الموروث الإسلامي ومن خارجه، عُنوان هذا المؤتمر هو: (ألام الولادة التاريخيّة للإسلام)

لماذا هذا العنوان؟ لأنّ تاريخ الإسلام، ولد مشوهًا في القرن الثاني الهجري

على يد مجموعة من فُقهاء البلاط على رأسهم “ابن إسحاق” الذي قدّم لنا أول بيوغرافيا يعني سيرة محمّد نبي الإسلام

ذلك بأمر من الخليفة العباسي “أبو جعفر المنصور” مُعتمدًا أي ابن إسحاق على الروايات والخُرافات التي كانت مُنتشرة في عصره.

ولملء الفراغات أقحم هؤلاء الفقهاء على حياة محمّد أشياء ليس لهم دليل على صحّتها

كنكاح محمّد لطفة صغيرة لا يتعدّى عمرها العشر سنوات، فربّما كان الخليفة العباسي يميل لهذا الشّذوذ

فسهّل له الفقهاء البلاط الطريق لذلك، وبالتالي إضفاء الشرعية على هذا الأمر المُشين.

فلو أخبرونا هؤلاء الإخباريون أنّ الرسول تزوّج طفلةً صغيرة من أجل المُصاهرة بقبيلة قوية كقبيلة بنو تميم العربية

ولم يقُم بوطئها لصغر سنّها ما كان الأمر يستدعي الغرابة والدهشة،

قد يقول قائل: إنّ محمّدًا فعلًا كان رجلًا بدويًا مريضًا يشتهي النساء ويُسارع في امتلاكهن، خُصوصًا بعد ما قويت شوكته

نقول للجميع: لا نملك أيّ دليل ماديّ تاريخيّ على ذلك، وبالتالي: فمُحمّد بريء من هذه الأقاويل لغياب أدلّة دامغة تؤكّد على فعل الجريمة

في المُقابل هناك من يظُنّ أنّنا نافع عن محمّد، من أجل جذب انتباه أحبائنا المسلمين ولهؤلاء نقول كذلك: ما بُني على باطل فهو باطل

والباحث الحقيقي لا ينجرّ وراء العاطفة والميول الشخصيّة

التاريخ المبكّر للإسلام يُسمّونه المتخصّصين في هذا الموضوع بالثقب الأسود

لماذا؟ لقلّة المعلومات عنه، فنفض الغُبار عن بعض المخطوطات والنقوش والعُملات التي تعود لتلك الفترة

تجعل من ولادة التاريخ المبكّر للإسلام ولادة عسيرة مؤلمة تحتاج أجيال لقُبولها

في ظلّ وجود خرافات تُشبه خرافات (ألف ليلة وليلة)، مرّ على عمرها أكثر من 12 قرن

حتى أصبحت حقيقة مطلقة زورًا وبهتانًا ومن ينكرها يكون معارضًا فاسقًا يستاهل العقاب

الأدلّة التي توجد كتاريخ ماديّ وتُفنّد الرواية الإسلامية هي ما نعتمد عليها لمعرفة التاريخ المبكّر للإسلام

أمّا الرواية الإسلاميّة هناك فريق أخر يقوم بتفنيد هذه الرواية من داخلها أي من داخل الصندوق

وهو عمل مُتكامل مع البحث خارج هذا الصندوق،

ولهذا وجد مثل هؤلاء الباحثون أو وجود مثل هؤلاء الباحثون أمر ضوري في مثل هذه المؤتمرات العلميّة

لترصد آثار جريمة التدليس وتُقدّم المُعطيات الحقيقية التي تُعزّزها شواهد مادية تاريخية لا يُمكن إنكارها

سوي من لا يريد لهذه الحقيقة أن تنجلي وُيفضّل الخرافة ليطمئن إيمانه

سوف أقدّم لكم لقاءات مع هؤلاء الباحثين، مثل الأستاذة التونسية “هالة وردي” من جامعة تونس المنار،

 خريجة جامعة السيربون بباريس، وصاحبة العديد من الأبحاث المثيرة للجدل كما يحب البعض تسميتها

ك (الخلفاء الملعونين)  و(أيام محمد الأخيرة) وفي هذا الموضوع قدمت الدكتور هالة، قراءة في هذا المؤتمر وأبرزت كرونولوجية الأحداث قُبيل وفاة محمّد ووقت موته والمؤامرات التي عقبت ذلك

ولتغطية جانب آخر، قدّم قراءة عن الأنبياء الكذبة في القرن السابع الميلادي الأستاذ الفرنسي من أصول لبنانية مصرية “سيّد حبيب طاوي”

وهو مُتعدّد الخبرات وعلى رأسها مادة التاريخ،

هو خريج مدرسة الدراسات العُليا في العلوم الاجتماعية التابعة لجامعة السيربون

ومن بين الأبحاث التي قدّمها في العديد من الجامعات مقالات مثل: (مقال عن اليزيديّة)

وكذلك (مقال عن بعض التأثريات السامريّة على الإسلام) وما يهُمنا هو موضوع الأنبياء الكذبة في القرن السابع الميلادي

وهذا الموضوع جاء تكملة لقراءة الأستاذة “هالة وردي” سوف نقدّم ذلك،

كذلك مُقتطفات من تسجيلات هذا المؤتمر ولقاءات خاصّة مع أساتذة متخصّصين في هذا المجال التاريخ المبكّر للإسلام

وقبل تقديم هذه الحلقات كاملة أحبّ أن أذكّر المُشاهد الكريم، أنّنا لا نمتلك الحقيقة المطلقة كما يدعّي خُصومنا امتلاكها

نحن نسعى لكشف الحقيقة العلمية النسبية التي هي قابلة للتّغيير في ظلّ وجود مُستجدات علمية حقيقيّة

بعدين كلّ البُعد عن التحزّب والميل نحو الذّات والعاطفة، حتّى لا تؤثّر بشكل سلبي على أبحاثنا

فكلّما ركِنا نحو الحيادية، كلّما ازدادنا اقترابنا من هذه الحقيقة الغائبة

وتقديم هذه المادة بحجج دامغة، كالمخطوطات والنقوش والعُملات، وبأسلوب راقي لا يحتقر من الآخر ولا يُسفّهه

ولا ينعته بنعوت دينية سلبية كالتكفير واللّعن والسبّ والشتم

مُستعدين أن نُناقش كلّ شخص مها علىَ أو صغر شأنه بحُبّ واحترام شريطة أن يتعامل معنا بنفس المستوى

 فالتحقير والشتم واللعن هو أسلوب غير حضاري يُبرهن على مستوى الشخص الذي يلتجأ له

فالردود على أسئلة المُشاهدين جزء من الواجب وليس الواجب كلّه

في ظلّ وجود عمل وتحضيرات جبّارة من أجل تقديم المادّة العلميّة

سواء في الكتب أو للمشاهد،

فالأشخاص الذين يُسفّهون ويشتمون ويحتقرون من يُخالفهم في عقيدتهم وميولهم وأفكارهم

 فلا أرد أو لا نردّ عليهم حتى لا نجعل منهم خصومًا حقيقيًا في الفكر والمعرفة

ولسنا مستعدين في الجدال في نقاش عقيم

فأنا شخصيًا طالب علم مُستعد التعلّم من يُخالفني الرأي ويقدّم لي حججًا دامغة تقوم على العقل والمنطق

وشكرًا!


Download text file

Early History of Islam 024

You may also like

التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 6 | خطأ الدكتورة أسماء هلالي في قراءة نص طرس صنعاء
أهلًا بكم أحبائي الكرام! في عُجالة نذكّركم بالحلقة الماضية، بدأنا [...]
112 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 5 | مع محمد المسيّح
أهلًا بالجمهور الكريم الحلقة الماضية ذكرنا نقطتين مهماتين وهي أولًا [...]
4 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 4 | مع محمد المسيّح
1- أهلا بكم مشاهدينا الكرام في الحلقة الماضية توصلنا لنقطة مهمة جدا 2- [...]
13 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 3 | مع محمد المسيّح
أهلًا بالجمهور الكريم في الحلقة الماضية إتحدثنا على المعايير العلمية [...]
10 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 2 | مع محمد المسيّح
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 2 | مع محمد المسيّح أهلًا بالجمهور [...]
23 views
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 1 | مع محمد المسيّح
  الحلقة الأولى من برنامج التاريخ المبكر للإسلام أهلًا بيكم [...]
36 views

Page 13 of 13

اترك تعليقاً