صباح النّور

أهلًا وسلاً بيكي في هذه الحلقة، الحلقة الثانية

كنا تحدّثا في الحلقة الماضية بعُجالة عن موضوع الأيام الأخيرة للرسول

يعني حاولنا ما أمكن إنّ نذُكر نقط خفيفة أهم الأحداث

لكن بقيَ لنا أن نُكمل بعد وفاة الرّسول، (سقيفة بن ساعدة) والأحداث الي حصلت

في أوّل خلافة “أبي بكر”، الأحداث الحقيقة تسارعت بعد وفاة الرسول، وممكن أن نلخصوها بعُجالة في 3 مراحل

نعم

المرحلة الأولى هي: النقاش السياسي، المفاوضة السياسيّة التي حدثت في سقيفة بني ساعدة بين المهاجرين وعلى رأسهم “أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب”،

ومن جهة أخرى الأنصار وعلى رأسهم “سعد بن عبيدة” سيد الخزرج

المفاوضات السياسية اتمحورت حول مسألتين،

 المسألة الأولى وأن الأنصار يحبوا يكونوا عندهم نوع من السيادة، محبوش يقعدوا تحت سلطة المهاجرون

واقترح واحد من الخزرج قال: أبو بكر الصديق، منا أمير ومنكم أمير

لكن أبو بكر الصديق رفض هذا المُقترح، وقال له: نحن الأمراء وأنتم الوزراء

وأنتم الوزراء

لكن في الحقيقة المفاوضات.. ولكن بسرعة اتحوّلت إلى نوع من الصراع المفتوح، وادخّل عمر بن الخطاب بأسلوب المعهود وهو أسلوب فيه كثير من الغلظة والعُنف

نعم، الخشونة.

والعملية يعني أسفرت على أنه وقعت بيعة أبو بكر الصديق، لكن بدون ما يحصل على إجماع، خاصة من قِبل الأنصار

وخاصّة ثمّ غياب لعائلة الرسول خاصة “عليّ والعبّاس”

نعم

الي كانوا في نفس الوقت

مشغولين في الدفن

مشغولين في عملية الدفن، وهذا أمر يعني غريب وأنّ أبو بكر الصديق وعمر بن الخطّاب لم يحضروا دفن الرّسول!

قيل: أنّه دُفن باليل

دُفن باليل وكأنّ عملية إن كانت عملية سريّة، أو يعني حول الساعات هديك الي صارت في نفس الوقت سقيفة بني ساعدة من جهة، وفي نفس الوقت عائلة الرسول مشغولة بتجهيز الدّفن

ومن بعد يعني تصير أحداث يجي “بنو أسلم”، يجيوا من المدينة، الي هما معروفين سرّاق الحجّاج الحجج، معروفين قبيلة بدوية معروفة بممارستها للعُنف، كانوا موجودين في المدينة

وقال عمر بن الخطاب: لما رأيت بنو أسلم أيقنت بالنّصر، يعني عملية فيها تُشبه شوية الانقلاب العسكري وكأني..

من بعد مرحلة الثانية، بحكي بعُجالة عن الساعات الأولى بعد إعلان رسمي لوفاة الرسول

بعد مرحلة الثاني، هي المعارضة

نعم

لأنّ أبو بكر الصديق رجع يعني في أول مرحلة قُتلت الأنصار أو أغلبهم ما قبلوش إنه يكون خليفة

دي مُعارضة من جهة أخرى، ومعارضة من صفّ المهاجرين نفسهم، أو على رأسهم العائلة،

نعم

وكذلك  القريشيون، المهاجرون القريشيون لأنهم يعتبروا أبو بكر الصديق من كما يقول أبو سفيان بن حرب من أذلّ حيّ في قريش،

قريش قبيلة كبيرة وفيها أحياء،

نعم

ثمّ نوعية من الأحياء كيما بنو هاشم بنو أمية، يعتبروا أنفسهم من الأرستقراطيين

وأبو أبكر الصديق كان يعتبروه من درجة أقلّ

نعم

لذلك القريشيون، خاصة القريشيون الي كانوا هاجروا مع الرسول في الأول، وحتى القريشيون في مكّة ما زالوا بعد الفتح، الي هما نظريًا أسلموا، رفضوا تسمية أبو بكر كخليفة لأسباب طبقيّة

نعم

مش لأسباب دينيّة، ومن بعد جي المرحلة الثالثة، الي هي أصعب مرحلة بالنّسبة لأبو بكر الصديق، هي مواجهته مع فاطمة بنت الرسول

نعم، قبل أن نذهب لهذه المرحلة الثالثة، بالنسبة للسقيفة يعني هناك تقليد عربي قديم، كان يتحدّث عن أنّ السقيفة هو مكان آمن حتى لو كان في خصم ما بين اثنين

يحلّوا مشاكلهم في السقيفة فعلًا

كمجلس لتوحيد الصفّ

للمُحاورة ولوجود حلول توافقية، فالسقائف وحتى في صحيح البخاري باب كام اسمه (باب السقائف)

باب السقائف، نعم

حتّى الرسول كان في سقيفة بني ساعدة، تُذكر مصادر التراث الإسلامي إنه كان مكان جميل ويحب يمشي

مرحات فيه

يقضي فيه الوقت ويشرب النبيذ، أمر طريف جدًا! يمشي مع أصحابه، لكن عندهم  يقولوا: هي بئر وفيه ماء عذب جدًا…

نعم

يعني هي في نقولوا إحنا … في حديقة

نعم

مِلك للخزرج وخاصة سيد بن عبيدة، لكن همّا في الأول عملية المُحاورة السياسية الي صارت في السقيفة، كانت محاورة يعني حضارية

نعم

أبو بكر الصديق حتى لما قام عمر بن الخطاب بادر بأخذ الكلمة في أول النقاش قاله: لا أسكت خليني أتكلم.

لأنّ معروف عن أبو بكر أسلوبه الدبلوماسي  والهادئ، وخاف من عمر إن هو…

يضيّع الفرصة

لكن في الأخر يعني وصلوا إلى نقطة اللاعودة، قبل ما توافق مستحيل، وقتها عمر بن الخطاب تدخّل وحاول حتى قتل سعد بن عبيدة في السقيفة، ولكن تدخّل خاصة ابن سعد بن عبيدة، قيس بن سعد، منعه من ضرب والده وقاله: إن لو لمست منه شعره لأترك في فيك واضحة

يعني إحنا بالتونسي نقولوا: (كسرلك فمك) يعني ما نخلي ليك

 حتى سنة يعني حتى كيف تشوف كيفاش مصادر التّراث تنقل الأحداث الي صارت في سقيفة بني ساعدة

ننتقل للمرحلة الثالثة الأخيرة  وهي موضوع فاطمة

المواجهة بين أبي بكر وفطامة، على مرحلتين، أولًا المرحلة الأولى أن المعارضين السياسيين من أهل البيت وحتى من المُقربين، الصاحبة المقربين، تحصّنوا في بيت فاطمة وأعلنوا أنهم يرفضون ولاية.. أبو بكر

أبو بكر نعم

وقعت هجمة أولى، الهجمة الأولى هي أن “زبير بن العوّام”، خاصة لأنّه معروف بشدته وغلظته،

نعم

بعث لهم “أبو بكر” صديق عمر بن الخطاب ليحرق بيت فاطمة

والغريب في الأمر هو إن كنت أتصور، قبل أن أبدأ البحث هذا والدراسة الدقيقة للمرحلة هذه، كنت نتصور إنّ هذا موجود عند الشيعة، لكن إلا وجدت

عند السنة كذلك

عند السنة يتحدّثون عنه الهجوم على بيت فاطمة، وكيف عمر عنّف فاطمة، يعني ثمّة درجة  درجات متفاوتة  من العنف

درجات متفاوتة

السنّة يقولوا يعني: مواجهة كلامية..

بسيطة

بسيطة خفيفة، لكن الشيعة يقولون: إن هو ضربها واجهضت يومها وفقدت الجنين،

نعم

كما صار لها نزيف الي توفّت على إثره بعد أسابيع

نعم

هذه المواجهة الأولى في المواجهة، بعد المواجهة العنيفة هذه الي فيها الهجوم على بيت فاطمة، جي لمسألة الإرث

فاطمة مشيت للخليفة، قالت له: اعطيني منابي في مراث والدي، والي كانت تفكّر فيه هو ما يُسمّى (بواحة فدك)

الي هي كانت واحدة يقولوا: جنّة على وجهة الأرض، وكان خباها الرسول من..

التفاصيل كثيرة، لكن منعها أبو بكر من ميراثها، وقال لها: والدك كان يقول: نحن معشر الأنبياء نورّث كلّ ما نتركه صدقة

طبعًا هي حسّت بشعور كبير بالظلم والاضطهاد، ذهبت إلى الجامع، وقتها الصحابة وأبو بكر الصديق مجتمعين، وألقت عليهم الخطبة، ما يُسمّى بالخُطبة الفدكيّة ولعنتهم لأنها أحست بظلم وقهر وأكيد إن هي اتوفت بعد فترة قصرية

فترة قصيرة، هل هي حزنًا؟

منتصورش حزنًا، منتصورش حزنًا صعب،

نترك الخُلاصة للمُشاهد الكريم هو الذي يحكُم على هذه الأحداث، وهي دعوة للبحث في هذه النّصوص

وممكن نُحطولها المصادر حتى الي فيها رقم الجزء والصفحة للتّثبُّت في الأمر

لكن حابّة إضافة بسيطة، هو أنّ مسألة فاطمة تُشكّل بالنسبة لأبو بكر الصديق مسألة أخلاقيّة كبيرة، لأنه بعد ما صار المواجهة خاصة مع فاطمة، طلب الاستقالة

نعم

قال: أقيلوني بيعتي، وهما قالوا له: لا نُقيلك، ولا نستقيولك

شكرًا جزيلًا!

وعفوًا على الإطالة!

شكرًا، شكرًا!

Download text file

Early History of Islam 026